الكيمياء والصيدلة > صيدلة
الـ antibiotics والـ probiotics
من منّا لم يسمع بمصطلحات antibiotics و probiotics المستخدمة في المجال الطبيّ، ولكن ماذا يعني هذان المصطلحان بالضّبط؟ وماهي الفروقات بينهما؟
إنّ كلّاً من الantibiotics والprobiotics يمثّل وسيلةً طبيّةً تهدف إلى القضاء على المرض وتحسين الصّحة بشكلٍ عام. ولكن لكلٍّ منهما استخداماتٌ مختلفةٌ عن الآخر بشكلٍ كبير. فبينما تحارب الantibiotics الإنتانات الجرثوميّة، تقوم الprobiotics بمساعدة الجسم على استعادة استعماره بالجراثيم المفيدة. وبالنّظر إلى الأصول اللاتينية للكلمتين نستطيع أن نفهم أكثر وظيفة كلٍّ منهما. حيث تُترجم الantibiotics إلى "ضدّ الحياة"، ممّا يعني أنّ الantibiotics تمنع نموّ وانتشار المتعضّيات الضّارة في أجسامنا. بينما في النّاحية الأخرى تُترجم الprobiotics إلى "مع الحياة"، ممّا يعني أنّ الprobiotics تحفّز نموّ المتعضّيات المفيدة في أجسامنا.
تُعرَّف الprobiotics على أنّها كائناتٌ حيةٌ دقيقةٌ تساعدنا عن طريق السّماح أو تحريض نموِّ "البكتيريا المفيدة" داخل أمعائنا ومعدتنا. وبذلك تستطيع الprobiotics أن تعيدَ التّوازن إلى الجهاز الهضميّ، حيث يمكن لهذا التّوازن أن يختلَّ نتيجة الحمية الغذائيّة السّيّئة، قلّة النّوم، الشِّدَّة النَّفسيَّة، العوامل البيئيّة، والاستعمال المفرط للantibiotics. يسمح التّوازن في الجهاز الهضميّ لنا بامتصاص المواد الغذائيّة ومعالجتها بشكلٍ أفضل. ويمكننا الحصول على الprobiotics في المتمّمات الغذائيّة وفي عدّة أنواعٍ من الأطعمة، من ضمنها اللبن (أو اللبنة) الحاوي على مستعمراتٍ حيّةٍ و فعّالة، مخلّل الملفوف، حساء الميزو miso soup، الجبنة الطريّة، وخبز الخمير.
لا تزال الأبحاث مستمرّة لتحديد الفوائد الكاملة للprobiotics، حيث تبحث الدّراسات في مجالٍ واسعٍ من الإمكانيّات، إبتداءً من إمكانيّة أن تلعب الprobiotics دوراً في الوقاية من تسوّس الأسنان وأمراض اللثة إلى فائدتها في علاج حالاتٍ طبيّةٍ متنوعة، ومن ضمنها:
• الإنتانات الجلديّة والإكزيما
• متلازمة القولون المتهيّج
• الإنتانات المهبليّة
• إنتانات الجهاز البوليّ
• إنتانات المعدة والجهاز التنفسيّ التي يكتسبها الأطفال في دور الحضانة
• الإسهال المرتبط باستعمال الصّادات الحيويّة
• أمراض القولون الالتهابيّة – تبيّن أنَّ المرضى المصابين بداء القولون التقرّحيّ لديهم قابليّة للاستجابة للعلاج بالprobiotics أكثر من أولئك المصابين بداء كرون.
يقوم الباحثون في جامعة Baylor للطبّ ومركز الطّبيب Anderson لأبحاث السّرطان باستكشاف إمكانيّة استخدام الprobiotics في إبطاء نموّ بعض الأورام الّسرطانيّة. وذلك انطلاقاً من اعتقادهم بأنّ الفهم الأفضل لتأثيرات الprobiotics يمكن أن يقودَ إلى تطوير علاجاتٍ معتمدةٍ على الprobiotics تهدف إلى الوقاية من أمراض القولون الالتهابيّة وسرطانات القولون والشّرج.
أمّا الantibiotics فهي أدويةٌ متنوّعة تحارب الإنتانات والمرض عن طريق إعاقة عمليّات حيويّة ضروريّة لنموّ البكتيريا الضّارّة مانعةً إيّاها من البقاء والتّضاعف في أجسامنا. تُستخدم الantibiotics لعلاج العديد من المشاكل الطّبيّة التي تتراوح بين الإنتانات الجلديّة وإنتانات الجهاز البوليّ إلى ذات الرّئة والسُّعال الدّيكيّ. ويُعدُّ البنسيللين والأموكسيسيللين من أشهر الأسماء بينها. على الرّغم من أنَّ اكتشافها كان يُعدُّ معجزةً طبيّةً إّلا أنّ الantibiotics تترافق مع خطر القضاء على الجراثيم في الجسم أكثر من اللازم، المفيدة منها والضارّة. ولهذا السّبب فإنّ الأطبّاء يتوخّون الحرص في وصفها في العلاج وعادةً ما يرفقون الantibiotics مع الprobiotics لضمان أنّ الجسم سوف يتمكّن من تجديد البكتيريا المفيدة بينما يحارب الضارّة منها.
إيجابيّات الantibiotics
سوف نورد الآن الميزات الأبرز لاستخدام الantibiotics
• تستطيع علاج العديد من الإنتانات، كالتهاب الحلق بالعقديّات، التهاب اللوزات والتهاب الجيوب الأنفيّة.
• سهلة الإعطاء، حيث يستطيع المريض أخذها فمويّاً أو حقناً
• تأثيراتها الجانبيّة قليلة، ممّا يجعلها الخيار الأمثل عندما تشعر بالمرض الشّديد.
• غير مكلفة، حيث أنّ معظم أصناف الantibiotics القديمة، خصوصاً تلك التي يتواجد منها بدائل جنيسة (غير محدودة الملكية)، ذات أسعارٍ معقولةٍ بالنّسبة لأيّ ميزانيّة، حتّى في حال غياب التّأمين الصّحيّ.
سيّئات الantibiotics
بينما تمتلك الantibiotics العديد من الإيجابيّات، فإنّ لها أيضاً العديد من السّلبيّات مثل:
• التّفاعلات التّحسّسيّة: اعتماداً على تحسّساتك الدّوائيّة، قد تكون حسّاساً للغاية لبعض أنواع الantibiotics، مثل تلك الحاوية على مركبات السُّلفا. لسوء الحظ، فإنَّ مركّبات السُّلفا تتواجد في العديد من الantibiotics الشّائعة، مما قد يشكل صعوبة في إيجاد دواءٍ مناسبٍ للمرضى المتحسّسين عليها.
• الجراثيم المقاومة للصّادات: في حال عدم إنهاء جرعة الantibiotic كاملةً، فإنّها سوف تقتل جزءاً فقط من الجراثيم في الجسم ويمكنها أن تتسبّب في اكتساب باقي الجراثيم للمقاومة، ممّا يعني أنَّ الantibiotics قد لا تعمل بشكلٍ جيّدٍ في المستقبل لنفس الشّخص.
• التّأثيرات الجانبيّة المحتملة: قد لا تتسبّب العديد من الantibiotics بكثيرٍ من الّتأثيرات الجانبيّة، إلّا أنّ البعض الآخر يمكن أن يسبّبَ مشاكل مزعجة، كالمشاكل الهضميّة، الانزعاجات، الغثيان، الإسهال والحساسيّة الضوئيّة.
• يمكن أن يسبّب تناول الكحول بالتّزامن مع أخد الantibiotics تأثيراتٍ جانبيّةٍ متنوّعةٍ، كالانزعاج المعديّ، الدّوار والنّعاس وقد ينتج عن بعضها تأثيراتٍ شديدةٍ. يتوجّب دائماً استشارة الطبيب قبل تناول الكحول أثناء أخذ الantibiotics
• إنّ المقاومة للantibiotics هي نوعٌ من المقاومات الدوائيّة حيث تكتسب الجراثيم القدرة على النّجاة بعد التّعرّض لواحدٍ أو أكثر من الantibiotics. تتنوّع نتيجة هذه الحالة، فقد تؤدي إلى انتشار هذه الجراثيم المقاومة إلى أشخاصٍ آخرين أو قد تؤدي إلى إطالة مدّة المرض أو زيادة شدّته، وإلى الحاجة لاستخدام أدويةٍ أقوى وأغلى ثمناً، وأحياناً حتى إلى الموت.
ختاماً، يمكن استخدام الprobiotics سواءً عن طريق المتمّمات الغذائيّة أو الطّعام والantibiotics للعلاج أو للوقاية من الأمراض، ولكن من المهمِّ فهم الاستخدام المناسب لكلٍّ منهما واستشارة الطّبيب دائماً.
المصادر:
هنا-