الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
البيئةُ تدفعُ ثمنَ جمالِنا!!
تكلَّمنا سابقاً بإحدى مقالاتِنا عن أخطار الحبيبات البلاستيكيّة الميكروية الصغيرة (أقطارُها من رتبة الميكرومتر) والمسمَّاة بـ microbeads، الموجودة في بعض المستحضرات التجميلية والتي تضرُّ البيئة بشكلٍ كبير، ولذلك فقد سعت دولٌ عديدةٌ لحظرِ هذه المواد في بلادها ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية وخاصّة ولاية ايلينوي الّتي كانت أوّل منطقة في العالم تسعى لحظر تلك الحبيبات .
وجدت دراسةٌ لعام 2013 أنّه يوجد ما يقارب 1.7 مليون من الحبيبات البلاستيكية الصغيرة لكل كيلو متر مربع واحد في بحيرة إيري في ولاية ميشيغان، وهي واحدة من المسطَّحات المائيّة الموجودة في منطقة البحيرات العُظمى حيث تنتهي فيها العديد من مخلّفاتنا، وذلك لأنّ الحبيبات البلاستيكيّة صغيرةٌ جداً، فلا يمكنُ ترشيحُها في محطّات معالجة مياه الصرف، فتُصرَّف مباشرةً في الأنهار والبحيرات والمحيطات، ووفقاً لجمعيّة الحفاظ على الحياة البرّيّة فإنّه يتمّ تصريف 19 طن من هذه الحبيبات البلاستيكيّة في المجاري المائية في كلِّ عام في ولاية نيويورك وحدَها.
المشكلة مع هذه الحبيبات بسيطةٌ جداً وسهلة الحدوث وهنا تكمن خطورتها فهي مجرَّدُ حبيباتٍ صغيرةٍ جداً من البلاستيك لا تذوب وإنّما تذهب عبر مجاري المياه بالمليارات لتضرّ بالبيئة .. . تتغذّى الأسماك والسلاحف وغيرها من الحيوانات في المجاري المائية على الحبيبات البلاستيكية الصغيرة التي لا يمكنهم تمييزها عن الطعام في كثير من الأحيان. ولكن بدلاً من أكلها وطرحها كفضلات، فإنّها تستقرُّ في بطون وأمعاء الحيوانات. وغالباً ما يؤدّي هذا إلى توقُّف الحيوانات عن الأكل والموت إمّا جوعاً أو بسبب مشاكلَ صحيّةٍ أخرى، ويأملُ الباحثون أن يحوِّلوا هذا البحث إلى بعض الأفعال الإيجابيّة على أرض الواقع.
تضرُّ هذه الحبيباتُ البيئةَ الطبيعيةَ والحياةَ البرّيّةَ فيها، وبما أنّ البدائلَ الطبيعيّة عن هذه الحبيبات موجودةٌ بالفعل، فإنَّ فرضَ الحظرِ على استخدامها في منتجات العناية الشخصيّة هو التصرُّفُ الأمثلُ في هذه الحالة. ومن هنا بدأت بعض التحرّكات لحلِّ هذه المشكلة، فأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن جاهزيّتها لبدء التخلُّص من المستحضرات التي تحتوي على حبيبات بلاستيكية (صابون ، غسول للجسم ، ...) وسيبدأ العمل في هذه الفترة على التخلُّص من هذه المنتجات. وأقرّ مجلس النوّاب الأمريكي مؤخَّراً مشروعَ قانون لسحبِ هذه الحبيبات المُضِرَّة بالبيئة تدريجيّاً وابتداءً من 1 تموز 2017، وهو الآن بطريقه إلى المجلس الأعلى للموافقة عليه، كما وافقَ مجلس نوّاب ولاية كاليفورنيا على إجراءات حَظرِ هذه الحبيبات التي يُرَوَّجُ لها من قِبَل أكبر الشركات على أنّها مقشِّراتٌ للبشرة، لتُنفَّذ تلك الإجراءات في صيف هذا العام .
كما تعهّدت شركات مثل جونسون آند جونسون، وشركة يونيليفر، وشركة بروكتر & غامبل على التخلُّص من أكثر أنواع الحبيبات البلاستيكيّة شيوعاً في منتجاتها.
فيما يلي قائمة بالمنتجات التي تحتوي على هذه الحبيبات قامت الحملة الدوليّة ضدّ الحبيبات البلاستيكية في مستحضرات التجميل بجمعها:
ويبقى السؤال هل ستكون سرعة هذه الإجراءات كافيةً لدرء الخطر البيئي لهذه المنتجات؟ ليس لنا إلّا أن نأمَلَ ذلك..
المصادر: