الكيمياء والصيدلة > صيدلة
بخاخ أنسولين لمرضى السكري
الأنسولين هو هرمون تفرزه خلايا بيتا في البنكرياس ويقوم بالحفاظ على مستوى السكر في الدم، حيث يحفز الكبد والعضلات على تخزين الفائض من السكر على شكل غليكوجين، لذلك لطالما كان الأنسولين هو الخيار الأول لعلاج داء السكري بنمطيه - النمط 1 (السكري الشبّابي) والنمط 2.
تختلف طبيعة العلاج بالأنسولين بحسب سرعة تأثير الدواء وطريقة الإعطاء، سواءً كانت حقناً تحت الجلد، أو عبر مضخاتٍ خارجية تُثبّت على الجسم، أو إنشاقاً. وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأمريكية (FDA) على استخدام عبوة لاستنشاق الأنسولين، في دواء يحمل الاسم التجاري Afrezza، حيث تم تحويل مادة الأنسولين لمسحوقٍ جافٍ يمكن التحكم بكميته ويُؤخذ إنشاقاً، ويمكن استخدامه كبديلٍ قصير الأمد وسريع التأثير بحيث يصل لشكله الفعّال خلال 12-15 دقيقة. ولكن لا يمكن أن يكون بديلاً عن العلاج طويل الأمد بالحقن أو المضخات.
لا يُعتبر Afrezza الأول من نوعه، إنما هو نسخة أفضل من سابقه Exubera الذي تم سحبه بعد سنة من طرحه في الأسواق لأسباب اقتصادية بشكل أساسي، بالإضافة إلى كبر حجمه وصعوبة تحديد الجرعة المخصصة. تعتمد طريقة استخدام Afrezza على نظام الوجبات الغذائية التي يتناولها مريض السكري، سواءً كان من النمط 1 أو 2، حيث يقوم باستنشاق الأنسولين عند البدء في تناول الوجبة ليتم السيطرة على مستوى سكر الدم في الجسم.
من ميّزات هذا الدواء أنه يقلل من خطر هبوط سكر الدم hypoglycemia (وهو الأثر الجانبي الأسوأ للأدوية الخافضة للسكر)، وذلك بسبب بلوغه ذروة فعاليته خلال 12-15دقيقة، وطرحه من الجسم بعد 180 دقيقة. يُحسب أيضاً لصالح Afrezza كونُه غيرُ مؤلمٍ عند التطبيق، فعاليتُه العالية، وانتقالُه بعد استنشاقه إلى الرئتين ثم تحرره للدوران الدموي في زمنٍ أسرع من الحقن. وهو أيضاً سهل الاستخدام حيث يتغير لون العبوة اعتماداً على الجرعة، مما يُخفض نسبة الخطأ في تناوله من قبَل المريض. يُضاف لكل ما سبق حجم العلبة الصغير وقابلتيها للاستبدال كل أسبوعين.
من ناحيةٍ أخرى، إحدى أبرز سلبيات Afrezza أنه لا يمكن استخدامه من قبَل مرضى الربو، ومرضى الانسداد الرئوي المزمن COPD، وحتى المدخنين، لأنه قد يتسبب بحدوث تشنجاتٍ قصبية. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب بودرة الدواء السعال، ويمكن للمريض تجاوز هذا بتناول جرعةٍ صغيرةٍ من الماء بعد استنشاقه.
وكأي علاج بالأنسولين، من الواجب مراقبة سكر الدم بانتظام أثناء تناول الدواء، وبما أن Afrezza يُؤخذ إنشاقاً فلا بدّ من القيام بالفحوص السريرية اللازمة وفحوص وظائف الرئة للتأكد من سلامتها قبل البدء باستخدامه.
في الختام، لازلنا بحاجةٍ إلى المزيد من الدراسات على هذا النمط من العلاج بالأنسولين، وخاصةً من حيث تأثيراته القلبية الوعائية وتأثيره على للأطفال، بالإضافة لآلية عمله في الجسم ككل. لكنه يبقى وسيلةً مساعدةً لمرضى السكري الذين يضطرون للخضوع للعلاج بشكلٍ دائم، وربما تعدنا الأيام القادمة بالمزيد من التقدم في هذا المجال.
المصادر: