البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية
تحويلُ خلايا الجلدِ إلى خلايا جنسيةِ لحلِ مشكلةِ العقم
تمكَّن باحثونَ إسبان، من استخدامِ مجموعةٍ متنوعةٍ من المورثاتِ، لتحويلِ خلايا جلدِ الإنسانِ إلى خلايا تناسليةٍ، بإمكانها أن تتطورَ إلى بيوضٍ أو نُطف، وهذا ما يعطي أملاً جديداً لمساعدةِ الأزواجِ الذين يعتمدون على البيوضِ أو النُطف المُتبرَّعِ بها.
وتُشيرُ التقديراتُ إلى حدوثِ مشاكلَ في الحملِ بين المتزوجين بما نسبتُه واحدٌ من أصلِ سبعة ، ومجموعةُ المورثاتِ هذه يمكنُ أن تكونَ خياراً آخرَ لهم، على الرغمِ من أن الطريقَ في هذا المجالِ لا يزال طويلاً، خصوصاً مع وجودِ قوانينَ صارمةٍ حولَ عمليةِ تخليقِ الأجنةِ الاصطناعية.
ويقولُ (كارلوس سيمون) من معهدِ العقمِ في بلنسية، وهو أحدُ الباحثينَ المشاركينَ في الدراسة: "ماذا نفعلُ حيالَ رغبةِ أحدِهم بإنجابِ طفلٍ، ولكنه بالمقابلِ يفتقرُ إلى وجودِ الأمشاج (نُطف أو بيوض)؟ نحن نعمل من خلالِ هذهِ الدراسةِ على حلِ مشكلة الأزواج الذين يفتقرون للخلايا الجنسية بتخليقها لهم مختبرياً". وتتلخصُ تجربةُ فريقِ هذهِ الدراسةِ، كما يَصِفُها (سيمون)، بإضافةِ مجموعةِ المورثاتِ لخلايا الجلد، حيث تحتاج هذهِ المورثاتِ شهراً واحداً لكي تحوِّلَ الخلايا الجلديةَ إلى خلايا جنسيةٍ، وعلى الرغم من أن الخليةَ الجنسيةَ الناتجةَ يمكنُ أن تتطورَ إلى نُطفةٍ، إلا أنهُ ليسَ لديها القدرةُ على التخصيبِ، ما لم يجري تطفيرُها في مرحلةٍ لاحقةٍ لتحويلِها إلى مشيجٍ قادرٍعلى الإخصاب.
استوحى الباحثونَ فكرةَ عملِهم هذا من الاكتشافِ الحائزِ على جائزةِ نوبل للياباني (شِنيا ياماناكا Shinya Yamanaka) والبريطاني (جون غوردون John Gordon) المُنجز في عام 2012، و الذي يُقالُ بأنه "أطاحَ بمفاهيمنا القديمةِ حولَ تطورِ الخلايا والكائناتِ الحية"، حسبَ وصفِ لجنةِ تحكيمِ جائزةِ نوبل. إذ اِكتُشفَ في هذا البحثِ، أن الخلايا البالغةَ المتخصصةَ يمكنُ إعادةُ برمَجتِها وتحويلِها إلى خلايا غيرَ ناضجةٍ ومتعددةُ القدُرات (pluripotent): وهي خلايا يمكن أن تتحول إلى أي نوع آخر من الخلايا البالغة والمتخصصة.
ويؤكد (سيمون) على أنَّه : "لا بُد من إجراءِ المزيدِ من التجاربِ فيما يخصُ الخلايا البشريةَ، لأننا نتحدثُ هنا عن 'ولادة طفل'، وهي بطبيعةِ الحالِ عمليةٌ طويلةٌ".
جديرٌ بالذكرِ أن فريقاً بحثياً صينياً نجَحَ بدايةَ هذا العامِ من تلقيحِ بيوضِ فئرانٍ بنُطفٍ تم تطويرها في أنابيبِ اختبارٍ، وقد نتَجَ عن تلك التقنية نسْلٌ سليم البُنيَةِ، إلّا أنَّ تطبيقَ تلك التقنيةِ، لإنتاجِ أجنّةٍ بشريةٍ يمثلُ مستوىً جديداً كلياً من التعقيد. يمكنك الاطلاع على مقالنا السابق هنا.
وتبرزُ هنا تساؤلاتٌ أخلاقيةٌ منها، أنه في حالِ تَمَكُنِنا من تطويرِ القدرةِ على الحَمِل من بيوضٍ ونُطفٍ اصطناعيةٍ، هل يجدرُ بنا القيامُ بذلك؟ وهلِ الأطفالُ المولودون عن طريقِ هذه التقنيةِ سيكونُ لديهم أيُّ نوعٍ من الإعاقة البيولوجية؟
وبينما يستمرُ الجدلُ الفلسفيُّ حولَ هذا الموضوعِ، يتقدمُ العلمُ بخطواتٍ أسرعَ من ذي قبل لإنجاحِ هذه التجربةِ على أرضِ الواقعِ.
المصادر:
البحث الأصلي: هنا