الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
الفتق الحجابي Hiatal hernia
الفتق الحجابي
يعتبر الفتق الحجابيُّ مرضاً شائعاً، فهو يحدث عند نسبة تتجاوز الـ 60% ممن تجاوزت أعمارهم الستين عاماً، وفقاً لمنظمة التوعية بسرطان المري .Esophageal Cancer Awareness Association (ECAA)
ما هو الفتق الحجابيّ، وما هي أهمُّ أنواعه؟
الفتقُ الحجابيHiatal Hernia أو ((Hiatus Hernia حيث Hernia تعني الفتق، والفتق في أي مكانٍ من الجسم هو اندفاعُ عضوٍ من منطقةٍ معيّنة، وتوّضعهُ في غير مكانِه الأصلي، أمّا Hiatus فهي الفتحة في الحجاب الحاجز (الّذي يفصل بين جوفِي الصدرِ والبطن) والتي تندفع من خلالها عناصر الفتق.
من أهم أنواعه:
- الفتق الإنزلاقي Sliding.
- الفتق جانب المريئي(المتدحرج) Paraesophageal.
حيث يكون الاختلاف بينهما من حيث عناصر الفتق والشيّوع والعمّر والخطّورة. ويُعتبَر الانزلاقي الأشيع حيث يشكل حوالي 95% من الحالات، يحدث فيه انزلاقٌ للمري البطني، وجزء من المعدة بما فيها الوصل المريئي المَعِدي وهو ما يميُّزه عن جانب المريئي.
أما بالنسبة للفتق جانب المريئي فهو أقلُ شيوعاً ويحدث عادة عند المرضى المسنّين، ويبقى فيه المري البطني، والوصل مكانهما ولكن جزءاً أكبر من المعدة (الانحناء الكبير) ينزلق نحو جوف الصدر (المنصف)، وبرغم أنه صامت ولا يبدي أعراضاً ملفتة للانتباه إلا أن خطورته كبيرة حيث يمكن للجزء المزلق من المعدة أن ينفتل، ويسبب ما يسمّى انفتال المعدة، أو يمكن أن يختنق حيث تنضغط الأوعية الدّمويّة نتيجة مرورها من فوهة ضيقة في الحجاب وبالتالي تنقطع التروية عن المعدة وهي حالة خطيرة تطلب تدّاخلاً جراحياً إسعافياً.
ما هي أسباب الفتق الحجابي؟
إن الأسباب غالباً غير معروفة، حيث يمكن في بعض الحالات أن يولد المرء بفتق كبير الحجم، كما يمكن للرّضوض أن تسبب ضعفاً في العضلات، ورخاوةً في الأربطة وبالتالي زيادة احتماليّة الفتق، ويمكن أيضاً أن يترافق الفتق مع القلس المريئي المعدي GERD (هو ارتجاع العصارة المَعديّة والطعام والحمض المعدي من المعدة إلى المري وبسبب حموضتها فإنها تؤذي المري وتسبب أعراضاً تتراوح بين الحرقة والألم الصدري الذي يشبه الألم الصدري من منشأ قلبي). كما يمكن للعوامل أخرى أن تساهم في حدوث الفتق ومنها:
- ضعف مقوّية عضلات البطن وارتفاع الضغط داخله كما في حالات البدانة.
- الحمل وذلك بآليتين الأولى هرمونية تسبب رخاوة الأربطة والثانية ميكانيكية ترفع الضغط داخل البطن.
- الأشخاص الذين يعانون من إقياءات متكررة، أو إمساك أو حتى سعال، حيث يساهم الشدّ القوّي الذي يطبقه المريض أثناء التغوط أو أثناء التقيؤ برفع ضغط البطن أيضاً.
- الحبن: وهو تجمع سائل في البطن بين وريقتي البريتوان نراه عادة عند من يشكون من مشكلةٍ كبديَّة أو قلبيَّة.
- يُعتبَر التدخين عامل خطورة.
- التقدم بالعمر.
- حمل الأشياء الثقيلة.
ما هي الشريحة الأكثر عرضة ليحدث عندهم الفتق الحجابي؟
- النساء وخاصةً ذوات الوزن الزائد.
- كبار السن، خصوصاً من هم أكبر من 50 سنة.
كيف يعبِّر الفتق عن نفسه؟ ماهي أعراضه؟
في أغلب الأحيان، يكون الفتق غير عرضي، ولا يعلم المريض بوجوده. تظهر الأعراض عندما يكون مترافقاً مع القلس وبذلك تتظاهر أعراض القلس بحد ذاته، وخاصةً إذا كان الفتق انزلاقياً، حيث كما ذكرنا يندفع فيه الوصل المريئي المعدي إلى جوف الصدر.
كيف يؤثر اندفاع جزء من المري هكذا؟
نجد أسفل المري معصرة فيزولوجية تسمى المعصرة المريئية السفلية LES والتي تشكِّل صماماً يمنع عودة المواد إلى المري بعد عبورها إلى المعدة. كما إن وجودها أسفل الحجاب الحاجز في جوف البطن يجعلها تشكل منطقة عالية الضغط (أعلى من ضغط المعدة) ويعتبر مكانها هاماً لمنع القلس. وفي حالة الفتق نخسر هذه الميزات مما يسبب عودة المواد الحامضية من المعدة وتخريشها لبطانة المري، فنلاحظ:
- حرقة خلف القص أو ألماً صدرياً.
- غثياناً وإقياء وتهوعاً (محاولة إقياء).
- تجشؤاً.
- إلعاباً.
- سعالاً أو تشنجاً قصبياً مقلداً للربو حيث يمكن للقلس أن يحرض منعكس السعال أو حدوث التشنج القصبي نتيجةً لوحود تعصيب مشترك بين المري والقصبات.
- انتاناتٍ رئويةً متكررةً: حيث يمكن أن يحدث ارتجاعٌ للمواد الطعامية إلى القصبات مما يتسبب بانتاناتٍ قصبيّة رئويّة ناكسة.
أما الفتق جانب المريئي كذلك غالباً ما يكون لا عرضياً، لكن تظهر الأعراض عندما يحدث انفتال أو اختناق، وتتجلى بعسر بلع وصعوبة بلع وألم صدري وإقياء، ومن الممكن أن يسبب انسداد معدة وبالتالي توقف خروج الغاز والغائط، وهي حالة إسعافية تتطلب تداخلاً جراحياً.
إذا كان الفتق الحجابي غالباً غير عرضيّ! كيف نشخصُّه إذاً؟
غالباً ما يُشخص صدفةً، ويكون ذلك بالتنظير الهضمي العلوي، أو الصورة الشعاعية (X-RAY) (لقمة الباريوم).
متى يجب علينا أن نراجع الطبيب؟
إذا كنت ممَّن شُخِّصَ عندهم فتقٌ حجابيّ وحدث لديك:
- ألم بطني أو صدريٌّ شديد.
- غثيان أو إقياء.
- إمساك وعدم القدرة على إخراج الفضلات أو الغازات.
عندها من الممكن أن تكون علامة اختناق الفتق أو علامة انسداد، ويتطلب الأمر حينها الإسعاف.
كيف نعالجه؟
لا تستدعي الحالات غير العرضية علاجاً، أما الحالات المترافقة مع القلس تتطلب علاج القلس بحد ذاته، وذلك باتباع المريض لبعض النصائح الهامة منها:
◄ تناول الطعام على شكل وجباتٍ صغيرةٍ ومتعددةٍ.
◄رفع رأس السرير حوالي 6 إنش.
◄ تجنب الاضطجاع بعد الطعام مباشرةً (يمكن المشي أو الجلوس).
◄ الابتعاد عن المواد المرخيّة للمعصرة لأنها عندما ترخي المصرَّة المريئية السفلية تؤدي إلى زيادة القلس، ومن هذه المواد: القهوة والتوابل والحمضيات وصلصة البندورة والكولا...
العلاج الدوائي الذي يوصف من قبل الطبيب: مضادات الحموضة مثل مثبطات مضخة البروتون PPI وأهمها Omeprazole، Lansoprazole وزمر أخرى من الأدوية.
العلاج الجراحي: حيث نلجأ للجراحة في الحالات غير المُستجيبة للعلاج الدوائي، وكذلك في حالات الفتق جانب المريئي لخطورة انفتاله واحتشاءه، وتكون الجراحة تنظيرية حيث تكون أقل رضاً واختلاطاتها أقل، والشفاء فيها أسرع. وتهدف الجراحة إلى:
- إعادة عناصر الفتق إلى مكانها الطبيعي.
- ترقيع أو تقوّية الحجاب الحاجز.
ويجب التنويه أن هنالك إمكانية للنكس بعد الجراحة، ولكن يمكن أن يتبع المريض إجراءات وقائية للتقليل من النكس، مثل: تجنب زيادة الوزن، والحفاظ على وزن صحي، وعدم حمل الأشياء الثقيلة وغيرها...
تدقيق علمي: سدرة قاق
المصادر: