الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
الفوائد الصحية للعنب Grapes
لا بد أن سهولة نقل الثمار، وقوامها المميز، ونكهتها وتنوعها هي ما جعل العنب من أنواع الفاكهة الشائعة في جميع دول العالم. وقد يتفاجأ القارئ منا عندما يعلم أن العنب – بالرغم من تنوعه الكبير – يعتبر من أنواع التوت..!! يزرع سنوياً ما يقارب 72 مليون طناً من العنب، ليستخدم معظمه في صناعة النبيذ.
المعلومات الغذائية:
يبلغ حجم الحصة الواحدة من العنب حوالي الكوب الواحد، أي ما يعادل 32 حبة عنب، أو كمية بحجم قضبة اليد.
يحتوي كوب واحد (أي حصة واحدة) من العنب الأحمر أو الأخضر على 104 كيلوكالوري، تحتل الألياف الترتيب الأول من مكوناتها بكمية تعادل 1.4 غرام، يليها 1.09 غراماً من البروتين، و0.24 غراماً من الدهون. أما على صعيد العناصر الصغرى فتحتوي الكمية المذكورة على 10 ملغ من الفيتامين A، و4.8 ملغ من الفيتامين C، و288 ملغ من البوتاسيوم، و0.54 ملغ من الحديد، و3 ميكروغرام من الفولات.
يتميز العنب بارتفاع محتواه من الماء (كل كوب يعطي حوالي 70 ملليتر من السوائل)، مما يجعله مصدراً ممتازاً يمد الجسم بالرطوبة اللازمة. وبشكل عام، تمتاز الخضار والفاكهة مرتفعة المحتوى المائي بأنها معززة بالمغذيات، أي أنها تؤمن كميات كبيرة من المغذيات الأساسية بالتزامن مع انخفاض سعراتها الحرارية.
ومن جهة أخرى، يحتل العنب مكانةً مميزة من حيث محتواه من مضادات الأكسدة المهمّة لصحة العين، ومنها اللوتيئين Lutein، والزياكزانثين Zeaxanthin. ويختصّ غلاف حبة العنب الأحمر باحتوائه على مادة الريزفيراترول Resveratrol، وهي مادة مضادةٌ للأكسدة ارتبط اسمها بالنبيذ ومسؤولةٌ عن منح الجسم الحماية الكافية من العديد من الأمراض المزمنة.
كما يزيد العنب من قدرة بعض أنواع الفلافونوئيدات Flavonoids مثل الميريسيتين Myricetin، والكيرسيتين Quercetin ويساعدها على محاربة تشكّل الجذور الحرة الضارّة.
الفوائد الصحية للعنب:
دائماً ما يرتبط استهلاك الخضار والفاكهة بانخفاض ملحوظ في خطر الإصابة بأمراض القلب، والسكري، والسرطان وغيرها. وقد أشارت العديد من الدراسات إلى أن زيادة استهلاك الأغذية النباتية كالعنب يقلل من خطر البدانة والوفيات بشكل عام بمختلف المسببات. إضافةً إلى أن العنب يحتوي على مكونات خاصة تجعله أكثر أهميةً لصحتنا مقارنةً بغيره من الأنواع، فهو "الغذاء الخارق" لتخفيف كل من الحالات المرضية التالية:
• السرطان: يحتوي العنب على مضادات أكسدة قوية تعرف بالبولي فينولات Polyphenols (ومنها مضاد الأكسدة الريزفيراترول Resveratrol الموجود في غلاف حبة العنب والمعروف بتأثيره النافع على صحة القلب)، والتي قد تكون قادرةً غلى منع العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان المريء، والرئة، والفم، والبلعوم، وبطانة الرحم، والبنكرياس، والبروستات، والقولون.
• أمراض القلب: يعتبر الفلافونوئيد المسمّى كيرسيتين Quercetin مضاداً طبيعياً للالتهاب، وقد أظهرت الدراسات على الحيوانات قدرته على خفض خطر تصلب الشرايين وتأمين الحماية من الضرر الذي يسببه الكوليسترول الضار Low-density lipoprotein (LDL). كما أنه يتحلى بميزة إضافية، وهي تأثيره المضاد للسرطان، إلا أن ذلك يحتاج إلى مزيد من الدراسات على البشر قبل تأكيد النتائج بشكل نهائي.
إضافةً إلى ذلك، يمكن للمحتوى المرتفع من البولي فينولات في العنب أن يقلل من مخاطر الأمراض القلبية الوعائية Cardiovascular disease (CVD) عن طريق منع تراكم الصفيحات الدموية وخفض ضغط الدم من خلال آليته المضادة للالتهاب.
كما أن ما يحتويه العنب من ألياف وبوتاسيوم يعمل على دعم صحة القلب، حيث تعتبر زيادة مدخول الجسم من البوتاسيوم المترافقة مع خفض الصوديوم أهم تغييرات الحمية الغذائية لأي شخص بهدف تقليل خطر إصابته بالأمراض القلبية الوعائية، وانخفاض مخاطر التعرض للسكتات، والحماية من خسارة الكتلة العضلية، والحفاظ على كثافة المعادن في العظام، وخفض تشكل حصى الكلى.
• ضغط الدم المرتفع: كما ذكر آنفاً، فإن البوتاسيوم يمتلك أثراً إيجابياً على الجسم، ويمكن القول أن انخفاض المدخول من البوتاسيوم لا يقل خطراً عن زيادة المدخول من الصوديوم من حيث التسبب بارتفاع ضغط الدم. وعليه، فإن العنب من الثمار التي ينصح بتناولها من قبل الاشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم. علماً أن الاحتياج اليومي من البوتاسيوم للشخص البالغ يقدر بـ 4700 ملغ.
• الإمساك: يمكن لتناول الأغذية مرتفعة المحتوى من الرطوبة كالعنب، والبطيخ الأحمر، والشمّام أن يزيد من رطوبة الجسم ويحسّن من حركة الأمعاء وتنظيمها. كما يحتوي العنب على الألياف التي تعتبر أساسيةً في التقليل من الإمساك.
• الحساسية: نظراً للتأثير المضاد للالتهاب الذي يتمتع به الكيرسيتين Quercetin، فإن استهلاك العنب قد يساعد في التخلص من أعراض الحساسية والتي تشمل سيلان الأنف، وإدماع العينين، والطفح الجلدي. علماً ألّا دراسات على البشر تؤكد هذه الادعاءات حتى الآن.
• الاعتلال العصبي Neuropathy واعتلال الشبكية Retinopathy لدى مرضى السكري: توصلت بعض الدراسات إلى نتائج واعدة فيما يخص دور الريزفيراترول Resveratrol في الحماية من الاعتلال العصبي والشبكي لدى مرضى السكري، وهي حالة يسببها إهمال مريض السكري لحالته الصحية بشكل أساسي وتؤدي إلى تضرر الرؤية بصورة شديدة.
• فوائد أخرى: وجد بعض الباحثين أيضاً أن الريزفيراترول Resveratrol قد يكون مفيداً في علاج داء ألزهايمر Alzheimer’s disease، والتخفيف من الهبّات (الومضات) الساخنة لدى النساء بعد سن اليأس، وتحسين التحكم بسكر الدم، وجميعها تحتاج دراساتٍ إضافية على البشر ليتم تأكيدها بشكل نهائي.
كيف ندمج العنب في حميتنا الغذائية؟
يفضل اختيار العنب ذي الحبات المتماسكة والخالية من التجعدات، كما يفضّل تخزينه بالتبريد وغسله قبل الاستهلاك مباشرةً. مع التأكيد على أن تناول العنب الطازج أفضل من تناول منتجاته الأخرى التي تحتوي على كميات إضافية من السكر.
يمكن إضافة العنب المقطع إلى سلطة الدجاج، أو تحضير كوكتيل من الفواكه باستخدام العنب والأناناس والدراق والفريز مع إمكانية إضافة القليل من العسل لإضفاء طعم حلو إلى المزيج. كما يمكن تجميده وتناوله كوجبة خفيفة في الصيف، أو تناول كوب من العنب الطازج إلى جانب وجبة خفيفة أخرى لا تتجاوز الـ100 كيلوكالوي.
المخاطر والمحاذير:
يجب تناول الأغذية مرتفعة المحتوى من البوتاسيوم (مثل العنب والموز) باعتدال عند تناول أدوية Beta-blockers أو حاصرات المستقبِل بيتا الودّي (دواء مستخدم لأمراض القلب) نظراً لأنها ترفع مستويات البوتاسيوم في الدم. كما أن الاستهلاك الزائد من البوتاسيوم ضار لمن يعانون من قصور في وظائف الكلى، حيث أن ارتفاع البوتاسوم قد يسبب الموت إن لم تكن الكلى قادرة على طرح كمياته الفائضة من الدم.
وأخيراً، لا بد من الحذر عند استهلاك النبيذ في حال الرغبة بالاستفادة من فوائده بالشكل الأمثل، ويجب الاكتفاء بكأس واحد فقط/يوم للنساء، ويمكن أن تصل إلى كأسين/يوم للرجال.
المصدر:هنا