الغذاء والتغذية > منوعات غذائية
خُرافات شائعة حول الجهاز الهضمي - الجزء الثاني
كنا قد قدمنا لكم الجزء الأول من مقالنا حول خرافات الجهاز الهضمي هنا.. ونتابع معكم اليوم في الجزء الثاني..
الخُرافة الثامنة: رفع الأشياء الثقيلة يسبب لك فتقاً في البطن!
قد يكونُ هذا العامل أحدَ أسباب الإصابةِ بالفتوق فعلاً، ولكنّه ليس الوحيد بالتأكيد! إذ يمكن أن يُصابَ المرءُ بالفتوق نتيجةً للإمساكِ المزمن أو السّعالِ الشّديد، فهي تحدثُ نتيجةَ تعرّض البطانة العضلية الداخلية للبطن لضغط ما مع وجود ضعفٍ أو ثغرةٍ فيها، وقد يسبب ذلك بروزَ أحدِ أعضاءِ البطن أو ظهورَ جزءٍ من النسيج الشحمي إلى خارج الفتق. وتكون هذه الحالة أكثر شيوعاً في الأربية، والسرّة، والجزء العلوي من المعدة.
الخُرافة التاسعة: التّدخين يساعد على تخفيف حرقة المعدة!
إن كنتَ ممّن يعتقدون أن تدخينَ المزيدِ من السجائرِ سيخفّفُ من حرقةِ المعدة فأنتَ مخطئ تماماً..! إنّ التدخين يزيدُ هذه الحالةَ سوءاً، حيث يعملُ النيكوتين على إرخاءِ المصرةِ الفؤاديةِ المريئية، وهي العضلةُ الموجودةُ في أعلى المعدة والتي من واجبها أن تمنعَ الأحماضَ من الارتدادِ نحو المريء. وتعطيلُ النيكوتين لعملِ هذه العضلة سيزيدُ من كميةِ الأحماضِ المرتدة والشعورِ بحرقةِ المعدة.
الخُرافة العاشرة: عليك بالنوم جالساً إن كنت تعاني من حرقة المعدة!
لا توجد إثباتاتٌ علميةٌ تدعم هذه الادّعاءات على الإطلاق، ومع ذلك فإنه من المحتمل لبعض الأشخاصِ أن يشعروا بالراحةِ عند رفعِ الرأسِ والصدر بمقدارِ 10-15 سم عن بقيةِ الجسد أثناء النوم، ولكن لا حاجةَ لك بالارتفاع أكثر من ذلك!
الخُرافة الحاديةَ عشرة: الألياف لا تفيد في حالات الإسهال!
قد يتوارد للذهنِ أن هذا أمرٌ منطقيّ، فمن المعروفِ أنّ الأليافَ تساعد في تخفيف الإمساكِ، فكيف لها أن تكون مفيدةً في الإسهالات أيضاً وهما حالتان متعاكستان كليّاً؟؟ إن الأليافَ الغذائيةَ قادرةٌ بالفعلِ أن تساعدَ في كلّ من الإمساكِ والإسهال على حدّ سواء، فهي تنظّمُ عملَ الأمعاء بحيثُ تسحبُ كمياتٍ إضافيةً من الماءِ إلى داخلِ الأمعاءِ الغليظةِ لتعملَ على زيادة كتلة الفضلات وتسهيل مرورها عند الإصابةِ بالإمساك، في حين تقوم بالعكس تماماً عند الإصابة بالإسهال من خلالِ امتصاصِ الماء من الفضلاتِ بهدفِ جعلها أكثرَ صلابة.
الخُرافةُ الثانيةَ عشرة: سيراودك شعورٌ بالمرض إن كنت مصاباً بالسرطان!
بما أننا نتحدثُ عن خرافاتِ الجهاز الهضمي، فإننا سنتطرق إلى سرطان القولون، والذي يعتبرُ من أنواع السرطانات التي غالباً ما تكون غيرَ مترافقةٍ بأعراضٍ واضحةٍ في مراحلها المبكرة، ولا تبدو علائمُ المرضِ على المصاب إلا بعد فواتِ الأوان وبلوغ مرحلةٍ متقدمةٍ من المرض. بشكلٍ عام، يتوجبُ على أيّ شخصٍ أن يجريَ فحصاً للقولون عندما يبلغُ عمر الخمسين، ويجب أن يتضمن الفحص اختبارات سنويةً لعينات البراز، إضافةً إلى إجراء التنظيرِ السيني Sigmoidoscopy أو تنظيرِ القولون Colonoscopy أو التصويرِ بالطبقي المحوري CT scan كل خمس سنوات، وذلك وفقاً لتعليمات الطبيب المعالج.
الخُرافة الثالثةَ عشرة: تنظيرُ القولون عمليةٌ مزعجة!
إن تنظيرَ القولون ليسَ بالسوءِ الذي تظنّهُ، فهذا الإجراءُ الذي يتّبعه الأطباءُ لتشخيصِ ومعالجةِ مشاكلِ القولون والمستقيم لا يدومُ أكثر من 30-60 دقيقة، كما يتم وضعكَ تحتَ تخديرٍ كاملٍ طوالَ مدةِ العملية. ومع ذلك، فقد يكونُ التحضيرُ لهذه العمليةِ مزعجاً بعضَ الشيء بالنسبةِ لبعضِ الأشخاص، حيث يتوجبُ عليهم إفراغ الأمعاء الغليظة من الفضلاتِ عبرَ اتباع حميةٍ معتمدةٍ على السوائل وشربِ الخلطاتِ المليّنة قبل يومٍ من العملية.
الخُرافة الرابعةَ عشرة: الحمية الغذائية من أهم أسباب متلازمة الأمعاء المتهيّجة IBS !
الأمرُ المؤكّد هو أنّ بعض أنواعِ الأطعمة قادرةٌ على تحفيزِ أعراضِ متلازمة الأمعاء المتهيّجة Irritable Bowel Syndrome (IBS) ودفعِها إلى الظهور، إلا أن تغييرَ الحميةِ الغذائيةِ لوحده لن يكون كافياً لإيقاف هذه الأعراض، ففي بعض الأحيان تكون الأعراض شديدةً بحيث يؤدي تناول الطعام – أيّاً كانت نوعيته – إلى الإصابةِ بآلامٍ وانتفاخٍ في البطن، إضافةً إلى سلسلةٍ من حالات الإسهال والإمساك التي تميّز هذا المرض. احتفظ بمذكرةٍ للأطعمةِ التي تتناولُها والأعراضِ التي تظهرُ بعدها، وبذلك قد تتمكنُ من عزلِ المسبّباتِ الأكثرَ إزعاجاً لك.
الخرافة الخامسةَ عشرة: التوتر سيصيبك بأمراض الأمعاء الالتهابية!
تشمل أمراض الأمعاء الالتهابية Inflammatory Bowel Diseases (IBD) كلّاً من داء كرون Crohn’s disease، والتهاب القولون التقرّحي Ulcerative colitis، وهي حالاتٌ مرضيةٌ تترافق بالتهاب البطانة الداخلية للأمعاء الدقيقة أو الغليظة. تلعبُ المورثاتُ الدورَ الأكبرَ في الإصابةِ بهذهِ الأمراض، إضافةً إلى التغيراتِ التي تصيبُ الجهازَ المناعي للجسم سواءً عبر الإصابات الجرثوميةِ أو الفيروسية. ولكنّ التوتر ليس واحداً من المسبّباتِ على الإطلاق!
المصدر: هنا