الفنون البصرية > فن وتراث
الحدائق اليابانية، إرث الماضي وأناقة التصميم
تتميَّزُ الحديقةُ اليابانيةُ عن غيرها من الحدائقِ بطابعها الفريدِ والمميّز، فدراسةُ الحدائقِ اليابانيةِ تعني دراسةَ الثّقافةِ اليابانيةِ بالمُجمَلِ بِما فيها فنُّ العمارةِ السَّائدِ والعقيدةِ الدينية. وعادةً ما تكونُ الحديقةُ اليابانيَّـةٌ ملحقةً بالبيوتِ أو المعـابدِ والأضرحـةِ الدينيةِ، وتُحاكي معظمُها الثقافةَ الدينيةَ البوذيَّةَ ومُعتقداتِ الـ"شِنتـو Shinto" (الشنتـو هي الديانة الأصلية لليابان التي تقومُ على تعدّدِ الآلهةِ واعتبارِ الإنسانِ كائناً طيّباً بالفطرة، وتعتمدُ أغلبُ طقوسُها على طردِ الأرواحِ وتنقيـةِ النفسِ وتقديمِ القرابيـن).
- عناصرُ الحديقةِ اليابانيَّة: الحصى والأحجـار والرَّمـل: قديـماً، وحسب معتقداتِ الشِنتـو كانتِ الصخورُ الكُبيـرة ُ تـُعبَـدُ كَـ "كامـي" وتعني "إله" أو "رب" في اليابانية، بينما استـُخدِمَت الحصى في الأراضي والأضرحةِ المقدّسةِ كَضريحي شيموغامو Shimogamo Shrine وضريح كاميغامو Kamigamo Shrine . وفي يومنا الحالي، يحاولُ اليابانيون من خلالِ تفاصيلِِ حدائقهم إعـادةَ خَلْقِِ منظَرٍ طبيعيّ مُصغَّـر، فترمزُ الأحجارُ الكبرى في الحدائق اليابانية إلى جبالٍ وهضابٍ حقيقيّةٍ أو أسطوريةٍ، بينما تُستَخدمُ الأحجارُ الصغيرةُ والحصى لتخطيطِ البِرك ومجاري الأنـهار. البرك والجداول والشلالات:تمثِّلُ البِرَك عنصراً مهماً في الحديقةِ اليابانيةِ، وغالباً ما تمثل بركاً و بحاراً حقيقيةً أو أسطوريةً كذلك.كما يقومُ اليابانيون بتربيةِ نوعٍ من أسماكِ الزينةِ يُدعى Koi في البرَكِ لإضفاءِ الألـوانِ الحيويةِ إلى الحديقة.
وفي الحدائقِ العامةِ الكبيرة تكونُ البركُ عادةً كبيرةَ الحجمِ وتستخدمُ فيها القواربُ للتنزّهِ ويُبنى إلى جانبها الأكواخُ والجسور.
الجُزُرُ والجسـور: تتباينُ الجزُرُ في حجمِها في الحدائقِِ اليابانيةِ من أحجارٍٍ بارزةٍ في المياهِ إلى جزرٍ كبيرةٍ يمكنُ البناءُ عليها. وتربطُ بين الجزُرُ جسورٌ تُبنى من الحجارةِ والخشبِ تتراوحُ أحجامُها أيضاً بتراوحِِ حجمِ الجُزرِِ والحدائقِ بصورةٍ عامّة.
النباتات:
يُستخدمُ كثيرٌ من أصنافِ النباتاتِ والأشجارِ في الحدائق اليابانية. فتُزرَعُ أشجارُ الكرزِِ عادةً لألوانها المميّزةِ خلالَ فصولِ السّنة، بينما تُزرع أشجارُ الصنوبـرِِ والبرقوقِ والبامبوو لمنظرها الجميل وخاصةً في فصل الشِّتاء، كما تستخدم الطحالبُ كثيرا وبمئات الأنـواع في تزيينِ الحديقةِ اليابانية.
أنواع متعددة من الطحالب المعروضة:
الفوانيس:
تُصنع الفوانيسُ عادةً من الحجارةِ وتُوضَعُ في أماكنَ معيَّنـة، فقد توضع على الجُزُر أو إلى جوارِ المباني المهمةِ لتمنحَ الإنـارةَ اللازمةَ وتُضفي نوعاً من الجماليةِ إلى الحديقـة. كما تُدمَجُ الفوانيسُ عادةً مع أحواض الميـاه Tsukubai / Water Basins والتي تشكّلُ بدورِها عنصراً مهماً في الحديقةِ اليابانية. و تتنوَّعُ أحواضُ المياهِ بأشكالِها من منخفضاتٍ بسيطةٍ في الصخورِ إلى أحواضٍ صخريةٍ منحوتةٍ بعناية.
المسارات والدّروب: وُضِعَتِ المساراتُ الحجريـةُ والرمليةُ بعنايةٍ لتقودَ الزوَّارَ إلى أفضلِ المناظرِِ في الحديقة، بينما استُخدمتِ المساراتُ المتعرِّجـةُ لتفصلُ بين المناظرِ المختلفةِ في الحديقةِ وذلك لتمنحَ الزائرَ فرصةً لتأملِ كلَّ منظرٍٍ على حِدة. مسارات حجريَّـة:
المباني والمناظر المُستعـارة: صُمِّمَ العديدُ من الحدائقِ اليابانية ليُستمتَعَ بالنظرِ إليها من داخلِ المباني المتواجدةِ داخلَ الحديقة. وتتنوَّعُ المباني من بيوتِ الشَّاي حيث تقامُ طقوسُ تقديمِ الشَّـاي أو أجنحةِ الاستجمـامِ أو بيوتِ الزوّارِ والضّيوف. أما المناظرُ المُستعارةُ وُضعت لتمثل مبانٍ حقيقية معروفـة كالقصور وناطحات السَّحاب لتكونَ جزءاً من الحديقة.
أنـواع الحدائق اليابانيَّـة:
1-الحديقة الجافَّة: تخلو الحديقةُ الجافَّة من عنصرِِ المياه، ويُستخدم بدلا عنها الأحجارُ والحصى والرمل ليرمزَ إلى المياهِ في الأنهارِ والبحار. فالأحجار الكبرى تمثِّلُ الجبالَ والتلال، بينما يمثِّلُ الحصى والرمل الميـاه.
2- حديقـة الشَّـاي: تكونُ عادةً حدائقَ صغيرةً مغلقةً، وتمثِّلُ ممـرَّاً إلى بيتِ الشاي الذي تُقامُ فيه طقوسُ تقديم الشَّـاي. والمغزى من تصميمِ حديقةِ الشاي بطريقةٍ تجعلُ الزائرَ يسيرُ خلالَ الحديقةِ ليصلَ أخيراً إلى بيتِ الشَّاي هو للاسترخاء التام قبل البدء بطقوس احتقال الشاي. وَتكونُ حدائق الشاي عادةً ملحقة بحدائقَ أكبر.
3- حديقة فناء الدار: وهي حديقةٌ صغيرةٌ مُلحقةٌ بالدار، تتشابهُ في تفاصيلها مع بقية الحدائق.
4- الحدائق الترفيهية العامة: وهي حدائقٌ صمِّمت للعامة، وتتضمنُ المناظرَ المُستعارةَ والتفاصيلَ التقليدية آنفةُ الذِّكر للحدائقِ اليابانيَّـة.
المصادر: