المعلوماتية > عام
النصوص الوهمية التي نراها في المواقع
يعدّ «النص الوهمي» أو «نص التعبئة» مسؤولاً عن عملية التعبئة أو من الممكن اعتباره كأداة لمقارنة الانطباعات البصرية للمحارف مختلفة التصميم. وهو نصٌ يستخدم في النشر أو من قبل مصمّمي الويب لتعبئة المساحة التي سيشغلها المحتوى الحقيقي فيما بعد، فقد يكون النص الحقيقي غير جاهزٍ بعد. وكان يُحكى أن المؤلفين الموسيقيين استعملوا النص الوهمي عند تأليف ألحانهم الجديدة ليكون لديهم ما يقومون بغنائه عند تجريب هذه الألحان. وقد بدأ استخدام النص الوهمي من قبل منضّدي الحروف المطبعية منذ القرن السادس عشر(منضّد الحروف المطبعية هو من يقوم بترتيب ومعالجة المعطيات المتعلقة بالنص الذي ستتم طباعته).[1]
فائدة المحتوى عديم المعنى:
إن الإدراك البشري يكون مضبوطاً على ملاحظة بعض الأنماط والتكرارات ضمن النصوص، ولذلك يكون النص الوهمي مؤلفاً من عددٍ أكبر من الكلمات والمقاطع العشوائية ممّا يمنع الأنماط المكرّرة التي تعرقل تشكيل انطباعٍ بصري، ويسهّل عملية المقارنة بين المحارف مختلفة التصميم، ويساعد في تركيز المستخدم على النظر إلى التصميم دون الانشغال بقراءة المحتوى. [1]
النص المُبهم أم القابل للقراءة؟
إن أكثر نصٍ وهمي معروف هو نص "lorem ipsum" الذي أُنشئ في القرن السادس عشر، وهو مكتوب بلغةٍ شبه لاتينية ويتألف من سلسلةٍ من الكلمات اللاتينية الصحيحة، ولكن هذا النص القديم غير مفهومٍ أيضاً وهو يقلّد إيقاع معظم اللغات الأوروبية. وتكون الفائدة الكبيرة من استعمال هذا النص عديم المعنى وذي الأصل اللاتيني هو عدم تشتيت انتباه القارئ عن التصميم ومنع انشغاله بالتركيز في النص بحد ذاته. [1]
تكمن إحدى نقاط ضعف هذا النص هو ورود بعض الحروف بتردد أكبر من بقية الحروف ضمن اللغة اللاتينية ممّا يخلق انطباعاً بصرياً واضحاً. كما أن الكلمات الواردة فقط في بداية الجملة تحوي حروفاً كبيرة – مثل A عوضاً عن a – ممّا يعني عدم قدرة هذا النص على تمثيل بعض اللغات كاللغة الألمانية التي تبدأ فيها كل الأسماء بحروفٍ كبيرة بغض النظر عن موقعها ضمن الجملة. [1]
أصل ومعنى نص lorem ipsum:
وفقاً لمعظم المصادر، فإن نص lorem ipsum يعود إلى كتابٍ من تأليف شيشرون cicero في العام 45 قبل الميلاد ويدعى "de Finibus Bonorum et Malorum" - ويعني أقاصي الخير والشر- وقد كان هذا الكتاب عبارة عن أطروحة حول نظرية الأخلاق وقد حظي بشعبيةٍ كبيرة خلال عصر النهضة [2]. ويُقال أن عالماً لاتينياً وضع أساس النص عبر تجميع كل النماذج التي استطاع تكوينها من الكلمة غير العادية "consectetur". ويبداً نص lorem ipsum القياسي بالشكل التالي:
"Lorem ipsum dolor sit amet، consectetur adipisici elit، sed eiusmod tempor incidunt ut labore et dolore magna aliqua. Ut enim ad minim ...".
أصبح النص معروفاً فجأةً في الستينيات ضمن خبراء تجميع المحارف والمصمّمين وذلك بعد استخدامه ضمن أوراق Latraset – وهي حروف لاصقة استعملت في الأفلام وبقيت شائعة حتى الثمانينيات -، ثم استعملت عدة نسخ من النص ضمن برامج النشر المكتبي. [1]
التعرّف المؤتمت على نص lorem ipsum:
جعل انتشار الحواسيب وبرامج التصميم من النص الوهمي أكثر شهرةً، حيث تم تكرار العديد من أسطر نص lorem ipsum خلال تشكيل النصوص الوهمية، أما الآن فيشكل نص شيشرون "De finibus" أساساً للعديد من النصوص الوهمية ومولّدات lorem ipsum، حيث تقوم هذه المولّدات بتشكيل مقاطع أطول من نص lorem ipsum أوتوماتيكياً أو غيرها من نصوص التعبئة. [1]
ومن حسن الحظ، فقد أصبحت عبارة lorem ipsum قابلة للتعرّف من قبل بعض أنظمة ما قبل الطباعة الالكترونية، حيث ينطلق جهاز الإنذار عند العثور على النص ممّا يجنّبنا عملية طباعة لهذا النص عن طريق الخطأ. [1]
ومن الممكن أن يستغلّ بعض مزوّدو خدمة الانترنت عدم قدرة محرّكات البحث المؤتمتة على التعرف على نصوص التعبئة – فلا يمكن التمييز ما بين النصوص عديمة المعنى من النصوص الحقيقية – ويتم تعبئة الموقع بنصوص التعبئة مع بعض الكلمات المفتاحية المنتشرة ما بين مستخدمي محركات البحث، ممّا يضمن لهذا الموقع زيادة كبيرة بعدد الزيارات. [1]
من أين يمكن الحصول على هذا النص؟
يبدو أن بعض مقاطع النص الأصلي فقط بقيت في النص المستعمل في يومنا الحالي. وقد تم حذف أو إضافة بعد الحروف في مواضع معينة ضمن النص ولذلك قد نعثر على نسخ متعدّدة من هذا النص، وبسبب قِدم هذا النص فلا يوجد حقوق نشر تمنع عمليات التعديل عليه. [1]
وإن أردت استعمال أحد مقاطع نص lorem ipsum فعليك التأكد من عدم وجود ما قد يسبب الإحراج ضمن النص، فقد عمد الكثير من الناس إلى دس بعض الكلمات ضمن النص من باب نشر الفكاهة [2]، وعلى سبيل المثال يقوم هذا الموقع بتوليد النص الوهمي الذي يحتوي على الكثير من أسماء أنواع الحلوى ضمنه، مع محاولة الحفاظ على نفس الشكل والوزن للنص:
تعمد معظم مولّدات نص lorem ipsum الموجودة على الانترنت إلى تكرار بعض المقاطع المُعدّة مسبقاَ حسب الضرورة، وتعتمد في عملها على معجمٍ يحوي أكثر من 200 كلمة لاتينية مع مجموعةٍ من بنى نماذج الجمل، وذلك لتوليد نصوصٍ تبدو معقولة. [2]
تستطيع معظم محررات النصوص توليد نصوص تعبئة عند الحاجة وذلك عن طريق وحدات مثبّتة مسبقاً ضمن البرنامج، أو عن طريق مكوّنات تضاف إليه لاحقاً plug in، ومن الأمثلة على هذه البرامج برنامج وورد من مايكروسوفت MS Word وبرنامج ملاحظات Lotus. كما تحوي برمجيات إدارة المحتوى مثل جووملا Joomla، دروبال Drupal و وورد بريس WordPress على إضافات خاصة بتوليد نصوص التعبئة أيضاً. [3]
فمنذ إصدار عام 2007 من مايكروسوفت وورد، تستطيع كتابة إحدى العبارتين التاليتين:
· =lorem(i)
· =lorem(i، j)
مع استبدال i و j بأرقامٍ صحيحة والضغط على زر enter للحصول على النص الوهمي، حيث تدلّ i على العدد المرغوب من المقاطع، كما تدلّ j على عدد الجمل ضمن كل مقطع، وتملك j قيمة افتراضية تساوي 3 أما قيمتها العظمى فتساوي 6665. [3]
بعض الأمثلة المصوّرة عن هذه الإضافات:
بعض المواقع لتوليد النص الوهمي المتضمنة خيارات لتحديد عدد المقاطع، الجمل والكلمات بالإضافة إلى إضافات أخرى كإضافة أسطر فارغة ما بين المقاطع، أو تحديد طول المقطع:
المصادر:
1- هنا
2- هنا
3- هنا