الهندسة والآليات > اختراعات
هل تستطيع الأسوار التقنية حمايتك من أشعة الشمس؟ ج2
يعمل الكثير من الأشخاص خارجَ المكاتب تحت أشعةِ الشمس، لكن هل تساءلت يوماً عن مدى الضرر الذي قد يُصيبك من الأشعة فوق البنفسجية؟ تعرَّفنا في الجزء الأول من هذه السلسلة على السِّوار الذي يُساعدنا بما يتعلق بالتواصلِ الاجتماعي وتنظيمِ المواعيد، دعونا نُكمِل لنتعرف على سِوارٍ ذكيٍّ آخر يستطيع تنبيهَنا من أشعة الشمس الضارة.
أَعلنت "Netatmo" عن تصميمِ سوارٍٍّ ذكي يُشبه المجوهرات أطلقت عليه اسم "June"، يقومُ بمراقبةِ الأشعةِ فوقَ البنَفْسَجِيَّة ويقوم بتنبيهِك من أشعةِ الشمس التي قد تضرُّك. يصف صانعو هذا السوار بأنه "مدرِّبُ جمالِك الجديد"، حيث يعمل على تحذيِرك وتقليلِ فترةِ تعرُّضِك لأشعة الشمس الضارة، مما يُحافظ على صحةِ بشرتك ويمنعُ ظهورَ التجاعيدِ المزعجة عليها.
يتصل هذا السِوار بهاتفِك الذكي كسائرِ التقنيات القابلة للارتداء عن طريق الـ "Bluetooth ذو القدرة المنخفضة"، حيث يقوم الحسَّاسانِ للأشعةِ فوقَ البنفسجية "UVA & UVB" في الُمتعقِّب الموجودِ بالمعصم، بقياسِ مدى تعرُّضِك لأشعةِ الشمس وإرسالِ البيانات إلى التطبيق الموجود على الهاتف الذكي. يقوم التطبيقُ عندها بمعالجةِ هذه البيانات وإعطائِك بشكلٍ آني مقدار الأشعةِ فوق البَنَفْسَجِيَّة التي تتعرَّض لها.
يقوم السِوار بعد التعرف على نوعِ بشرتك ومقدارِ الأشعة التي تتعرَّض له، بإخبارِك بالمدة المناسبةِ التي يُفضَّل فيها أن تتعرَّض لأشعةِ الشمس، وموافاتِك بالتحديثات ومقدارِ ما تعرَّضت له من أشعة الشمس. ويقوم أيضاً بإرسال بعض الإشعارات التي تُنبِّهك إلى ضرورةِ تطبيقِ عاملِ الوقاية الشمسي "SPF" وما مستوى الواقي الشمسي المناسب، أو فيما إذا كنت بحاجةٍ لاستعمال نظاراتٍ شمسيةٍ أو قُبَّعةِ حماية.
تمَّ تصميم هذا السوار من قِبَل مُصمِّم المجوهرات الفرنسي " Camille Toupet"، حيث صَنَّعت الشركة من المُتعَقِّب الموجود على المِعصم نسخةً ذهبيةً وواحدة من البلاتينيوم، وأُخرى من المعدن الخليط (غالباً ما تكون من البرونز والنحاس والقصدير)، وقامت بتصنيعِ أحزمةٍ مزدوجةٍ جذابة من الجلد الأسود، ونسخةٍ أُخرى من السيليكون الأسود كنُسخةٍ رياضية. يتمُّ تركيب الُمتعقِّب على شريطِ المِعصم أو (السوار) بسهولة، وذلك بسبب طبيعةِ الشريط المطاطية والتي تُمكِّن المتعقِّب من الانزلاق عبرَه بكلِّ سهولة، ويمكن أيضاً فصلُها بسهولةٍ فيما إذا علقت بالأكمام.
من الممكن أن تقومَ بتركيبِ المتعقِّب على ملابسِك، كإحدى تلك المشابك الموجودةِ لديك، لكن يجب ألا تنسى أنه صُمِّمَ ليتمّ ارتداؤه حولَ المعصم. ويُعتبر المُتعقِّب -كبقيةِ تلك التقنياتِ القابلةِ للارتداء لديك- مُقاوماً لقطراتِ الماء وللتعرُّق، لكن لا يمكنك غمرُه في الماء.
قامت Netatmo بتحذيرِ المستخدمين بأنه يجب عليهم استخدامُ ملابسَ جافةٍ لتنظيفِ المُتعقِّب وألا يقوموا باستخدامِ المذيبات. كونُ المُتعقِّب ليس مضاداً للماء هو إغفالٌ كبيرٌ في أداةٍ من المُفترَض أن تقومَ بحمايتك من الحروقِ الشمسية، حيثُ أنك لن تستطيع استخدامَه أثناءَ السباحةِ تحتَ الشمس وستُصاب غالباً بحروقٍ شمسية.
يعمل هذا التطبيق على الهواتفِ الذكية التي تملك نظامَ تشغيل "iOS 7" أو أكثر، ولا يوجدُ تطبيقٌ يعمل تحت نظامِ أندرويد. يتمُّ تحميلُ هذا التطبيق بسهولة، وتتمُّ عمليةُ التسجيل فيه عن طريقِ الإيميل وكلمةِ سر، وبعد الإجابةِ عن بعضِ الأسئلة يستطيعُ التطبيقُ تحديدَ نوعِ بشرتك ومقدارِ حساسيَّتِها لأشعة الشمس؛ فعيونٌ زرقاء، وشعرٌ بنيٌّ داكن، وجلدٌ شاحب قابلٌ للاحتراق بأشعةِ الشمس فستكونُ تحتَ النوع 2.
يُعطيك هذا الحساس نشرةَ الأشعةِ فوق البَنَفْسَجِيَّة لليوم، ويتعقَّب مقدارَ تعرضك للشمس وفقاً لذلك. أما إذا كنت تستخدمُ واقياً شمسياً فيمكنك إخبارُ التطبيقِ بذلك، ليقومَ بإعادةِ حسابِ المدةِ التي يُمكنك أن تبقى فيها تحت أشعةِ الشمس وفقاً لذلك.وفي حال تعرُّضك للشمس لفترةٍ طويلةٍ سوف تصلُك إشعاراتٌ على هاتفك الذكي.
إن التعامل مع هذا التطبيق سهلٌ وبسيط، لكن يجبُ الأخذُ بعينِ الاعتبار أن واجهة المستخدم "User Interface" ليست جيدةً في وضح النهار، بسبب لونِ الخطِّ مع الخلفية الزرقاء التي تجعلُ قراءةَ الإشعاراتِ بشكلٍ واضحٍ صعبة.
يحتاج "Netatmo" لعدةِ ساعاتٍ ليتمَّ شحنُه كاملاً عن طريقِ مأخذ "USB"، تُستهلَك في نحو شهرٍ كما يقول المُصنِّع، لكن وجدنا في الحقيقةِ أنه يدومُ لمدة ثلاثةِ أسابيع. ويُمكننا الاستدلالُ عن انتهاءِ عمليةِ الشحن عن طريق "LED" يقومُ بتنبيهِنا بذلك، وكذلك سيصلُنا إشعارٌ على الهاتف الذكيِّ عند انخفاضِ مقدارِ شحنِ البطارية.
يُخبرُك الحسَّاس بالوقت الذي يجب أن تقضيهِ تحت أشعةِ الشمس دونَ التعرُّض للأذى، وهذا يُعتبَر دَلالةً على الوقت الذي قضيته. لكن يجبُ الانتباه إلى أنه لن يعمل بشكلٍ جيد في حال تمَّ تغطيتُه بثيابك أو بظلِّك. فعلى سبيل المثال، قد يخبرُك أنك قد قضيت 11 دقيقةً فقط في الشمس، في حين أنك بالحقيقة قد قضيت 45 دقيقة تحت أشعة الشمس. إذاً فالحسَّاس يقومُ بعملِه بشكلٍ مثاليٍّ في الخارجِ وعلى شاطئ البحر، ويجب عليك أن تحرِص على عدمِ وجودِ أيِّ عوائقَ تؤثِّر على أداءِ الجهاز.
تناولنا في هذا المقال ما توصَّلت إليه التكنولوجيا لمساعدتك في المحافظة على صحتك، دعونا نتابع في الأجزاء اللاحقة ما هو الجديد في مجال الأساورِ التقنية.
المصدر : هنا