الطب > كيف يعمل جسم الإنسان؟
سلسلة كيف يعمل جسم الانسان الهيكل العظمي – الأطراف
تتّصلُ عظامُ الأطرافِ بالجذعِ، وتقومُ بمعظمِ حركةِ الإنسانِ، كالمشي، والكتابةِ، والرَّسمِ، ولعبِ الكرةِ. كلُّ هذهِ العمليّاتِ تقومُ بها عِظامُ الأطرافِ وهي تَنقسمُ إلى قِسمينِ.
-أطرافٌ عُلويّة.
-أطرافٌ سُفليّة.
* الأطرافُ العُلويِّةُ:
يُقسَمُ الطّرفُ العُلويُّ إلى:
كتِف وذِراغ ومِرفق وساعِد ورُسغ ويَد.
الكتِف:
ترتبطُ الأطرافُ العُلويّة بالجذعِ عندَ مِنطًقةِ الصًّدرِ،عن طريقِ ما يُعرَفُ بحزامِ الصًّدرِ والذي يتكوّنُ مِن عظمةِ التَّرقُوَة، ولوحِ الكتفِ (عظم الكتف)
عظمةُ التَّرقُوة والتي تُعرفُ بالـ ( Clavicle) وتعني المفتاحَ -لكونِها تُشبهُ المِفتاحَ شكلًا- ترتبطُ بعظمةِ القَصِّ في الصَّدرِ عن طريقِ المِفصلِ القَصّيِّ التّرقويِّ، وتَتَّصِلُ مِنَ النَّاحيةِ الأُخرى بجزءٍ يسمَّى "الأخرم" في عظمِ الكتفِ (لوحِ الكتف) عن طريقِ المِفصَلِ التّرقويِّ الأخرميِّ وبذلكَ تَسمحُ للذِّراعِ بالتَّحرُّكِ بشكلٍ دائريٍّ على الرَّغمِ منَ اتِّصالِهِ بالصَّدرِ.
تقبعُ عظمةُ الكتفِ (لوح الكتف) خلفَ التَّرقوةِ وهيِ عظمةٌ مُثلَّثةٌ مُفَلطحةُ الشَّكلِ ويَصِلُ لوحُ الكتفِ ما بينَ عظمِ العَضُدِ (في الذِّراعِ) -عن طريقِ المِفصَلِ الحقانيِّ العَضُديِّ - والتَّرقوة -عن طَريقِ المِفصَلِ التّرقويِّ الأخرميّ- وتَتِمُّ الحركَةُ عن طريقِ الكثيرِ منَ العضلاتِ مثلَ شبهِ المُنحرفةِ والدَّاليةِ والكفَّةِ المُدورّةِ.
الذِّراع:
يُعدُّ عظمُ العضدِ العظمَ الوحيدَ في الذِّراعِ، وهو منِ نوعِ العظامِ الطَّويلةِ، ويتَمَفصَلُ للأعلى مع عظمةِ اللَّوحِ في مِفصَلِ الكَتفِ (المِفصَلِ الحقانيِّ العَضُدِيّ) ، وللأسفلِ مع كلٍّ من عَظمتَيّ الزِّندِ والكُعبُرَةِ في مِفصَلِ المِرفَقِ، وتَقومُ كلٌّ من : العضلاتِ الصَّدريَّةِ الصُّغرَى والكُبرَى، والعَضَلةُ الدَّاليَةُ، والظَّهريَّةُ العَريضَةُ بتحريكِ الذِّراعِ عن طريقِ مِفصَلِ الكَتِفِ.
المِرْفَقُ والسَّاعِد:
يتكوّنُ السَّاعدُ مِن عظمتين متوازيتين هما: الزِّندُ والكُعبُرَة. الزِّندُ هو العظمُ الأطولُ والأكبرُ ويكونُ في النَّاحيةِ الأنسيّةِ من السَّاعِدِ، ويكونُ عظمُ الزِّندِ عريضًا عندَ نهايتهِ القريبةِ حيثُ يتمفصَلُ مع عظمِ العَضُدِ في مِفصلِ المِرفَقِ (وهو مفصلٌ رزّي) ومِن ثمّ يبدأُ عظمُ الزِّندِ في أن يضيقَ كلما ابتعدنا عن مِفصلِ المِرفَقِ حتّى نصلَ إلى مِفصَلِ الرُّسغِ الذي تَشتَركُ فيهِ كلٌّ من عظمتي الزِّندِ والكُعبُرَةِ مع عِظامِ الرُّسغِ.
أمّا عَظمُ الكُعبرَةِ فهو أصغَرُ حجماً وأقلُّ عَرضًا من عظمِ الزِّندِ ويكونُ عريضاً عندَ نهايتهِ البَعيدَةِ، حيثُ يشكِّلُ الجزءَ الأكبرَ من مفصلِ الرُّسغِ –مع عِظامِ الرُّسغِ- ، ويبدأُ في أن يَضيقِ كلّما ابتعدنا عن مِفصَلِ الرُّسغِ حتّى نصلَ إلى مِفصلَ المِرفَقِ، ولا يَتَمفصَلُ عظمُ الكُعبُرَةِ بشكلٍ كبيرٍ في مِفصلِ المِرفقِ وذلكَ للسَّماحِ بالحركةِ الدَّورانيّةِ للسَّاعدِ والكَفِّ.
الكفُّ والرُّسغُ:
يتكوّنُ مفصلُ الرُّسغِ من النِّهاياتِ البَعيدةِ للزِّندِ والكُعبُرَةِ من جِهةٍ، وعظامِ الرُّسغِ من جهةٍ أُخرى.
وعلى الرَّغمِ من كَونِ اليَدِ جزءًا صغيراً من جسمِنا إلّا أنَّها تَحتَوي وحدها على سبعٍ وعشرين قطعةً عظميّةً وتنقسِمُ إلى:
عِظَامِ الرُّسغِ: وتتكوّنُ من ثمانِ عظامٍ صغارٍ مكعَّبةِ الشَّكلِ، وتَتَمفْصَلُ مع كلٍّ منَ الزِّندِ والكُعبرةِ عندَ مِفصلِ الرُّسغِ، كما أنَّها تتمفصَلُ أيضًا مع عِظامِ السِّنعِ من النَّاحيةِ الأُخرى.
عظام السِّنعِ: وهي خمسةُ قطَعٍ عظميّةٍ تُكوِّنُ مُعظَمَ كفِّ اليدِ، وتتمفصَلُ مع عِظامِ الرُّسغِ من ناحيةٍ، ومع السُّلاميّاتِ الدُّنيا مِن ناحيةٍ أخرى.
السُّلاميّاتُ: مجموعةٌ من أربع عشرة قطعةً عظميَّةً وتكوِّنُ عُقُلاتِ الأصابعِ حيثٌ يوجدٌ في كلِّ إصبَعٍ ثلاثةُ عظامٍ (السُّلاميّاتُ الدُّنيا والوسطى والقُصوى) إلّا الإبهامُ والذي يحتوي على السُّلاميّاتِ الدُّنيا والقُصوى فقط.
* الأطرافُ السُّفليّة:
تتَّصِلُ الأطرافُ السُّفليّةُ بالجذعِ عن طريقِ التَّجويفِ الحوضيِّ، حيثُ تتقابلُ كلٌّ من عظامِ الفخذِ مع عظامِ الحوضِ والعمودِ الفِقريِّ، وتُعدُّ عِظامُ السَّاقِ والقَدمِ جزءًا من الهيكل العظميِّ الطَّرَفيِّ الذي يدعمُ عدداً كبيراً من عضلاتِ الأطرافِ السُّفليَّةِ. هذهِ العضلاتُ تَعمل معاً للقيامِ بحركاتِ الجسمِ المُختلفةِ، مثلَ الوقوفِ والمشيِ والقفزِ والجري. في نفس الوقت، لابُدَّ من كونِ عِظامِ الرِّجلِ والقَدمِ قويَّةً بالشَّكلِ الكافي لتَحمُّلِ وزنِ الجسمِ مع الحفاظِ على مُرونتهِ من أجل الحركةِ والتَّوازُن.
ويمكنُ تقسيمُ الأطرافِ السُّفليّةِ إلى:
الفَخذِ والرُّكبةِ والسَّاقِ والكَاحِل والقَدَمِ.
تعملُ عِظامُ الحوضِ وأسفلِ الظّهرِ معًا على دَعمِ وزنِ الجسمِ وترتكزُ عليها عضلاتُ البطنِ والحوضِ كما تقومُ بحمايةِ أعضاءِ الجسمِ الحيويَّةِ داخلَ التجويفِ الفِقريِّ والبَطنيِّ والحوضيِّ، وتُمثِّلُ عظمةُ العَجُزِ وعظمةُ العُصعُص النّهايةَ السُّفلى للعمودِ الفِقري إذ تتَّصلانِ مع عظمةِ الحَوضِ لتكوينِ التّجويفِ الحَوضيِّ.
تقعُ عظمةُ العُصعُص أسفلَ عظمةِ العَجُزِ حيثُ تتكوَّنُ من عددٍ من الفقراتِ الصَّغيرةِ وتتَّصِلُ بها عضلاتُ الحوضِ، و يمتدُّ من عظمة العجُزِ زوجٌ من عظامِ الحوضِ باتّجاهٍ أماميٍّ وحشيٍّ لتكوينِ المِفصلِ الذي يربِطُ بينَ عظمةِ العَجُزِ وعظمةِ الحُرقُفَةِ ويتقابلانِ في الأمامِ عند خطِّ مُنتصفِ الجِسمِ لتكوينِ حِزمةٍ من الغضروفِ اللّيفيِّ تُسمَّى الارتفاقَ العانيَّ، و يتَّصِلُ عددٌ كبيرٌ من العضلاتِ التي تُحركُ جذعَ الجِسم والسَّاقِ بعظمةِ الحوضِ مثلَ العضلاتِ البطنيَّةِ كما تقومُ عظمةُ الحوضِ بحمايةِ الأعضاءِ التي توجدُ داخلَ التَّجويفِ الحَوضيِّ مثل الأمعاءِ والمثانةِ البوليةِ والرَّحمِ، ويوجدُ العديدُ من الاختلافاتِ في بناءِ التجويفِ الحوضيِّ بينَ الذُّكورِ والإناثِ يرجعُ معظمها إلي قيامِ الأُنثى بعمليتيِّ الحملِ والولادةِ، فالتَّجويفُ الحَوضيُّ للذَّكرِ أصغرُ حجماً وأضيقُ، كما أنُّ الارتفاقَ العانيَّ أدقُّ وأنحف. على الجانبِ الآخر، فالتَّجويفُ الحوضيُّ للأنثى أكبرُ حجماً وأوسعُ والارتفاقُ العاني أكثرُ مرونةً.
الفخذ والركبة :
تعدُّ عظمةُ الفخذِ أقوى وأثقلَ وأكبرَ عِظامِ الجِسم على الإطلاق، حيثُ أنَّ كثيراً من عضلاتِ الفخذِ تحملُ ضغطاً عليها أثناءَ حركةِ مِفصَلي الحوضِ والرُّكبةِ.
يقعُ في النِّهايةِ العُلويةِ لعظمِ الفخذِ نُتوءٌ ضخمٌ كبيرٌ يسمَّى رأسَ عظمِ الفخذِ والتي تكوّنُ مفصلَ الحوضِ مع عظمةِ الحُقّ وهي جزءٌ من عظمِ الحوضِ، ويوفِّرُ مفصلُ الحوضِ نطاقاً واسعَ المدى من الحركاتِ المُختلِفَةِ مع حفاظِهِ على دَعمهِ لوَزنِ الجِسمِ الواقِعِ عليه.
يوجَدُ في النِّهايةِ السُّفليَّةِ لعظمةِ الفَخذِ نُتوئانِ صغيرانِ دائريّا الشَّكلِ، حيثُ يتقابلانِ مع عظمتَي قصبةِ السَّاق والشَّظيةِ لتكوينِ مِفصلِ الرُّكبةِ، ويُعدُّ مفصلُ الرُّكبةِ مِفصلًا قويًّا ولكنَّه مرنٌ في نفسِ الوقتِ حتى تستطيعَ العَضلاتُ والأربطةُ المُتَّصِلةُ به تحمُّلَ عزمِ دورانِ وإجهادِ الحركاتِ القويَّةِ للسَّاقِ، ويوجَدُ ما بينَ الفخذِ وقَصَبةِ السّاقِ غُضروفٌ مِفصليٌّ يعملُ كماصٍّ للصدماتِ.
السَّاقُ والكَاحِل:
في السَّاقِ السُّفلى ، تتحمَّلُ قصبةُ السَّاقِ مُعظمَ وزنِ الجسمِ بينما تقومُ الشَّظيَةُ بدعمِ العضلاتِ للحفاظِ على توازنٍ ما بينَ الساقِ السُّفلى وعظمةِ الكاحِل، وتكوّنِ عظمة قصبَةِ السَّاقِ مع عظامِ رُسغِ القدمِ مفصلَ الكاحلِ المَرن، ويتوزَّعُ وزنُ الجسمِ ما بينَ عظامِ رُسغِ القَدمِ السَّبعةِ والتي يمكنُ أن تُغيِّرَ موضِعها قليلاً لتتَّسِقَ مع وضعيَّةِ القدمِ والكاحل. تُعدُّ عظمةُ الكعبِ أو العَقِبِ هي أكبرُعظامِ مشطِ القدمِ والتي تُلامِسُ الأرض عندَ الوقوفِ.
القدم:
تكوِّنُ عِظامُ رُسغِ القَدمِ وعظامُ مِشطِ القدمِ خمسةَ أقواسٍ، ينتقلُ إليها من خلالهم وزنُ الجِسمِ الذي تَدعَمه القدمُ حيثُ تتَّصِلُ مع الأرضِ عند الوقوفِ، ويمكنُ أيضاً لعظامِ مشطِ القدمِ أن تُغيِّرَ من وضعها لتغييرِ شكلِ القَدَمِ مما يؤثِّرُ على توازنُ ووضعيَّةِ الجسمِ بأكملِهِ.
تمتدُّ من نهاياتِ عظامِ المِشطِ السُّلاميَّاتُ الصغيرةُ لأصابعِ القدمِ والتي تتصلُ بالعديدِ من عضلاتِ السَّاقِ بواسطةِ أربطةٍ طويلةٍ، وتسطيعُ السُّلاميَّاتُ الانثناءَ والانبساطَ لتغييرِ شكلِ القدمِ وزيادةِ قوَّتها أثناءَ المشي.
المصادر: