المعلوماتية > الذكاء الصنعي
روبوتات ما قبل التاريخ!
منذ آلاف السنين والناس مفتونة بالآلات الصناعية، ولكننا لم نستطع إنتاجها بالشكل العملي إلا عند بدايات الثورة الصناعية وظهور الكهرباء، كما أن كلمة روبوت لم تظهر حتى عام 1921.
1- روبوتات ما قبل التاريخ:
كان يُعتقد أن الإله الإغريقي القديم هيفايستوس يبني لنفسه مساعدين آليين من الذهب. وقد كان "تالوس"-والذي يعني "الشمس" في اللغة الكريتية- أول روبوت بناه هيفاتستوس لحماية جزيرة كريت بناء على طلب من زيوس وكان مصنوع من البرونز وكان دمه من الرصاص الذي كان يعتقد بأنه دم الآلهة. وقد كان وحيد الوريد الذي يصل بين عنقه وأحد عقبيه والمغلق بواسطة مسمار برونز عبر جسده، وقد كان هذا الوريد هو ما يعطيه الحياة.
·حوالي 400 سنة قبل الميلاد، بنى عالم الرياضيات الإغريقي Archytas of Tarentum طائر آلي يدعى " Flying Pigeon" أو " Steam-Powered Pigeon"، وكان مصنوع من الخشب وذو وزن خفيف، أجوف الجسم ذو شكل أسطواني، مع أجنحة على جانبيه وأجنحة صغيرة في الخلف تمثل الذيل بالإضافة إلى المنقار. وقد كان يستخدم قوة البخار لتحريكه. وكانت الغاية الأساسية منه دراسة حركة الطيور وكيفية تمكنها من الطيران.
حوالي عام 1495، نشر ليوناردو دافنشي تصاميم لفارس آلي. حيث كانت التصاميم تمثل أول روبوت شبيه بالإنسان، قادر على الوقوف وتحريك ذراعه وتحريك رأسه. وخلال 400 سنة تالية، بنيت عدة ألعاب آلية لتسلية الملوك بصورة عامة.
استخدمت كلمة "روبوت" للمرة الأولى عام 1921 من قبل الكاتب المسرحي التشيكي كاريل كابيك في مسرحيته "Rossum's Universal Robots". حيث يتضمن العرض مصنع لبناء أشخاص صناعيين ليكونوا عبيداً للبشر. لكن الروبوتات في العرض لم تكن ميكانيكية كما هي اليوم، إنما كانوا عبارة عن كائنات بيولوجية تم إنشاؤها للقيام بعمل البشر، ولا تختلف كثيراً عن البشر في المظهر والقدرات الإدراكية.
- في عام 1926، كان فلم "Metropolis" أول فلم يصور الروبوتات الشبيهة بالإنسان على الشاشة.
- في عام 1927، بنت شركة Westinghouse روبوت Televox، وقد بني هذا الروبوت على نظام تحكم عن بعد مجهز بخطوط طاقة لاسلكية كما يظهر في الصورة أدناه.
2- الروبوتات الأولى في عصر ما بعد الحاسوب:
اخترع الحاسوب الرقمي في القرن العشرين، وأشار عندها الباحثون إلى الحاسوب على أنه "دماغ إلكتروني" وبدأوا يفكرون في طرق صناعة روبوتات بأدمغة حاسوبية.
أول روبوت عصري قابل للبرمجة كان "Unimate"، حيث قامت شركة جنرال موتورز بتثبيت أول روبوت للعمل في مصنع في عام 1961 لنقل قطع المعدن الساخن. Unimate كان ذاتي التحكم، مبرمج مسبقاً ليقوم بنفس المهمة بشكل متكرر. وقد كانت اللغة المستخدمة في برمجة هذا الروبوت هي Variable Assembly Language(VAL) والتي تعد أول لغة برمجة مستخدمة في برمجة الروبوتات.
في عام 1966، اخترع الروبوت Shakey من قبل معهد أبحاث ستانفورد (Stanford Research Institute). شاكي كان أول روبوت ذكي يملك نظام رؤية ويتحكم به عن طريق حاسوب ضخم بحجم غرفة، يستطيع صناعة قراراته حول كيفية التصرف. كان يمكن إعطاء شاكي تعليمات عامة مثل "نقل كتلة إلى الطاولة"، وذلك يتضمن النظر في جميع أنحاء الغرفة، التعرف على الكتلة والطاولة، ومن ثم استكشاف كيفية الحصول على الكتلة ونقلها إلى الطاولة، بما في ذلك البحث عن أي عقبات في الغرفة. وقد كان شاكي مبرمج بلغتي Fortran وLisp.
في عام 1986 بدأت شركة هوندا بالعمل على ابتكار أول روبوت شبيه بالإنسان والذي يدعى ASIMO. اليوم يعد أسيمو الروبوت الأكثر تقدماً في العالم. يعتبر أسيمو مساعد شخصي، كان يستطيع تمييز وجه مالكه، صوته، واسمه. كما كان قادر على قراءة الرسائل الإلكترونية ونقل فيديو من الكاميرا الخاصة به إلى حاسوب شخصي، والتحدث باللغتين الإنكليزية واليابانية، والاتصال بالانترنت والكثير من المهام الأخرى التي يمكنه القيام بها مثل صب الشراب وفتح الزجاجة.
3- ثورة الروبوتات:
عندما أصبحت الحواسيب أكثر قوة، أخذت أبحاث الروبوتات عدة اتجاهات مختلفة:
- حقق الباحثون في الذكاء الصنعي تقدماً كبيراً في علم صناعة الآليات الذكية والذاتية التحكم. كانت هذه الآليات تحسينات على شاكي والذي كان السبب بتمكينهم من القيام بمجموعة واسعة من المهام: كالمركبات التي يمكن لها أن تقود أو تبحر أو تطير بأنفسها، أو الروبوتات التي تكوّن نماذج عن كيفية تصرف الحيوانات.
- بينما ركز باحثون آخرون على خلق مزيد من الأطراف الصناعية والتي بإمكانها التصرف مثل الأطراف البشرية، وصنعت بعض هذه الأطراف بالتعاون مع علماء الأعصاب لخلق أطراف صناعية يمكن أن تستجيب للنبضات العصبية البشرية.
- بينما لا يزال علماء آخرون يركزون على صنع الروبوتات الشبيهة بالإنسان. فالروبوتات الأقدم بينها، مثل Honda's ASIMO، بنيت لتحاكي الشكل الأساسي للإنسان. أما المحاولات الأخيرة مثل ACTROID حاولوا فيها تقليد جلد الإنسان وتعابير وجهه.
هذه كانت لمحة عن ماضي وتاريخ الروبوتات… ولكن كيف سيكون مستقبلها!؟
المصادر: