الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة
إيجابيات الزراعة بدون تربة
بعد أن تعرفنا سابقاً على أهم مبادئ وأدوات "الزراعة دون تربة", سنحاول فيما يللي تقديم أهم الإيجابيات والفوائد المتوخاة من الزراعة بدون تربة بشكل عام.
على الصعيد العلمي قدمت الزراعة بدون تربة أداة فعالة لدراسة احتياجات النباتات من العناصر وفهم آليات الامتصاص وأعراض النقص والسمية التي يتعرض لها النبات, لكن بالتركيز على الجانب العملي؛ لا شك في أن النظم المتنوعة لـ"لزراعة بدون تربة" تتباين من حيث إيجابياتها فبعضها أفضل من الآخر ولكن بشكل عام تشترك بالفوائد التالية:
1- زيادة الغلة: وذلك بفضل إمكانية التحكم والضبط الدقيق للمغذيات المقدمة للنبات بشكل مثالي, فلو لم يكن هناك عائد اقتصادي عالي من الزراعة بدون تربة لما رأينا انتشارها الشديد في معظم دول أوروبا. عائد الغلة المادي (والذي يرتبط بالإضافة للإنتاج بالعديد من العوامل مثل تكلفة العمالة وغيرها) يزداد في "الزراعة بدون تربة" ليس فقط بسبب زيادة الإنتاج بل أيضاً بسبب تحسن نوعيته وتجانسه.
2- التحكم بالعناصر المغذية المقدمة للنبات: والذي يقلص الهدر إلى حدوده الدنيا كما يمكننا من تجنب الزيادة السامة لبعض العناصر مثل الرصاص والنيكل الأمر الذي له انعكاس إيجابي على صحة المستهلك لهذه النباتات.
3- التوفير باستهلاك الماء إلى أقصى درجاته: فالجذور غير مترامية الأطراف في تربة عميقة وممتدة حيث يهدر الماء إلى باطن الأرض, الماء في الزراعة بدون تربة إما يعطى بالتنقيط أو يعاد تدويره أو ينساب بشكل غشاء رقيق ليرطب جزءاً من جذور النبات فقط. وطبعاً في هذا الصدد ليست أزمة الجفاف والتصحر خافيةً على أحد.
4- تقليص الحاجة إلى العمالة: فجميع العمليات الزراعية المرتبطة بالتربة, من تعقيم وتحضير وحراثة وتعشيب, يتم الاستغناء عنها.
5- إتاحة مثالية لعمليات التعقيم: سواء لوسط الزراعة أو الانابيب التي ينساب فيها المحلول المغذي, وهذا يقلص احتمالية الإصابة بالأمراض إلى الحدود الدنيا.
6- التحكم ببيئة الجذور: فصحة الجذور أساس صحة النبات وبالتالي الحصول على الإنتاج الجيد. في الزراعة بدون تربة يمكن التحكم بحرارة وسط الجذور وبتهويتها وكمية ريها بشكل يستحيل مقارنته مع الزراعة التقليدية (في التربة).
7- زراعة عدة مواسم في العام: وهي في الواقع فائدة من فوائد الزراعة المحمية أيضاً (في البيوت البلاستيكية والزجاجية) حيث التحكم بالعوامل المحيطة بالنبات يلغي تأثير الظروف الخارجية غير المناسبة من حرارة ورياح وأمطار وصقيع, لكن الزراعة بدون تربة تزيد من عدد المواسم الممكن زراعتها في العام لسرعة الإنتاج (بسبب أمثلة ظروف النبات) وقصر الفترة الفاصلة بين الموسم والذي يليه (تقريباً صفر يوم) إذا لا حاجة لقلع بقايا وتحضير تربة وتعشيب ونثر السماد .... الخ عند انتهاء كل موسم.
8- استثمار الأراضي غير الصالحة للزراعة: والذي يعد حلاً لأهم التحديات التي تواجه البشرية فالأراضي الصالحة للزراعة بانحسار مستمر نتيجة تدهور الأراضي والجفاف والتملح .... الخ, أو لكونها موبوءة بالأمراض. لا تهتم "الزراعة بدون تربة" بنوع الأرض, إذ يمكن زراعة الصحراء, الأراضي الصخرية, سطح الطاولة, البناء أو حتى سطح القمر إذا ما وفر للنبات ما توفره له التربة عادةً مع الحماية المناسبة من العوامل المحيطة.
ببساطة, الزراعة بدون تربة خلتنا نحول إنتاج الغذاء بشكلو التقليدي لصناعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ مدخلات بمقادير مضبوطة على نظام محكم لإعطاء إنتاج بالوقت والكمية المحددة بفضل التقليص قدر الإمكان من تدخل الطبيعة.
الخلاصة: ممكن تكون الزراعة بدون تربة مفتاح للعديد من مشاكل الأمن الغذائي العالمي, مع ذلك النسبة الأعظم من الزراعة العالمية لا تزال تقليدية .... السبب وجود بعض المشاكل والسلبيات .... تابعونا بالمقال القادم للتعرف عليها.
المصدر:
الصورة: