الهندسة والآليات > المركبات والآليات
الشاحنات ذاتية القيادة
أن تملك البشرية سيارات ذاتية القيادة هو حلم بدأ يتحقق، وخاصة بعد تبني شركة غوغل لهذا المشروع. تخيل معنا سيارات من دون سائق تجوب الطرقات، نعم لقد قطع هذا المشروع مراحل كبيرة جداً حتى بدأت بعض النتائج تظهر هنا أو هناك، ولكن وبالرغم من ذلك ما زال الطريق طويلاً نظراً لصعوبة المشروع البالغة وخاصة عندما نتكلم عن المناطق المأهولة بالسكان حيث أنه من الممكن أن تسبب هذه السيارات خطراً على حياة البشر. اضطر هذا الأمر بعض الشركات إلى تغيير التوجه بشكل كامل، حيث بدأت بتركيز عملها على الشاحنات الكبيرة بدلاً من السيارات الصغيرة، وذلك لأن هذه الشاحنات تقضي أكبر أوقاتها على الطرقات السريعة المفتوحة بعيداً عن المناطق السكنية مما يُبعد الخطر عن البشر ولو جزئياً. أحد هذه الشركات هي شركة (Otto) حيث تحاول هذه الشركة تطوير شريحة إلكترونية لتحويل أي شاحنة عادية إلى شاحنة ذاتية القيادة. مزيد من التفاصيل في المقال التالي:
شركة Otto هي شركة حديثة العهد، تتكون من موظفين من غوغل نفسها، بالإضافة إلى موظفين من عدة شركات عريقة أخرى مثل Tesla ،Cruise) Automation ،Apple). أما هدف هذه الشركة فهو تطوير تكنولوجيا ستحوّل الشاحنات العادية إلى شاحنات نصف مؤتمتة، والمقصود بذلك هو قدرة هذه الشاحنات على السير ذاتياً خلال الطرقات المفتوحة، ويبقى دور البشر هو الإشراف فقط على عمل الشاحنة ومن ثم استلام القيادة عند الدخول في المناطق المزدحمة وكذلك عند التعبئة والتفريغ. [1]
بدأت Otto للتكنولوجيا في سبيل تنفيذ ذلك بتصنيع ما تطلق عليه شريحة القيادة الذاتية (Self-driving Kit)، وهذه الشريحة تحوي الحساسات والعناصر الإلكترونية وكذلك برمجيات خاصة بالقيادة الذاتية والتي ستقود العملية برمتها. هذه الشريحة الجديدة متوافقة مع الشاحنات العادية المتواجدة حالياً فلا داعي لإعادة صناعة الشاحنات من الصفر. بالإضافة إلى الشريحة ستقوم الشركة بتركيب كاميرات وأجهزة رادار، وكذلك حساسات تعتمد على الليزر وذلك في مقدمة السيارة. تقوم مهمة هذه العناصر بالحصول على البيانات اللازمة ومن ثم إرسالها إلى الشريحة الإلكترونية حيث تتم معالجتها بواسطة البرمجيات الموجودة ومن ثم تتخذ القرار بالزمن الحقيقي اللحظي. [3]
من أجل تطبيق هذه الفكرة يجب أن تقوم الشركة بعمل تسويق لفكرة السيارات ذاتية القيادة وإقناع الناس بها. أما النجاح فهو ممكن التحقيق كوننا نتكلم عن طرقات مفتوحة ستسهل عمل نظام القيادة الذاتي في الشاحنة كثيراً، وذلك نظراً لقلة عدد العوامل التي سيتوجب على هذا النظام التعامل معها، وهو ما يختلف عن الوضع في السيارات العادية التي تعمل باقي الشركات على تطويرها لتسير في المناطق المزدحمة. ومن الممكن لهذه الشاحنات أن توفر على الشركات كميات نقود كبيرة، كونها ستخفف من الحوادث التي يكون سببها الأخطاء البشرية غالباً. [1]
هنالك العديد من الشركات الأخرى التي بدأت باختبار الشاحنات ذاتية القيادة مثل شركات (Volvo) و (Daimler)، وهذا من شأنه إعطاء فكرة واضحة عن انتشار ثقافة القيادة الذاتية وكذلك أهميتها. وعن احتدام المنافسة بين هذه الشركات يقول انطوني (Anthony Levandowski) أحد مؤسسي هذه الشركة وهو أيضاً الرئيس السابق لفريق غوغل المسؤول عن مشروع السيارات ذاتية القيادة معللاً الهدف الرئيس من إنشاء الشركة: " أعتقد أن شركات تصنيع الشاحنات تقوم بعمل عظيم، وهم في نهاية المطاف يقومون بتغطية حاجة السوق، ولكن الشركات التي تقوم بتصنيع الشاحنات ليس بالضرورة أن تحل المشاكل التكنولوجية، أنا لا أريد عزلهم أو انتقادهم وإنما الموضوع برمته اختلاف في وجهات النظر ليس إلا".[2]
بالرغم من المنافسة الكبيرة لكن هنالك مشكلة كبيرة تواجه جميع الشركات وتقف عثرةً في طريق نجاح هذا المشروع. تكمن هذه المشكلة في أن هذه الشاحنات ليست مستقلة بشكل كامل حالياً، وهذا ما يستدعي تدخل البشر عند دخول الشاحنة المناطق السكنية كما ذكرنا سابقاً. ولكن هذا يجب أن يتغير ويجب تطوير هذه الشاحنات بشكل جيد وخاصة في موضوع السلامة حتى يستطيع أصحاب هذه الفكرة إقناع المسؤولين أن إبقاء روبوت يزن 800000 رطل أي ما يعادل 363 طناً حراً طليقاً في الطرقات العامة هي فكرة سليمة. [1]
لمتابعة مقالنا السابق عن سيارات غوغل ذاتية القيادة هنا
نعم إنها واقع سنراه في المستقبل القريب، سيارة تنطلق من مدينة إلى أخرى من دون سائق. لكن سيؤثر ذلك على ازدحام الطرقات أو على التقليل من فرص العمل؟
ما رأيكم بهذه التقنية؟
تابعوا معنا هذا الفيديو:
المصدر:
[1] هنا
[2] هنا
[3] هنا