الطب > كيف يعمل جسم الإنسان؟
جهاز القلب والدوران - الأوردة
تعرفنا في مقال سابق على الجزء الأول من جهاز الدوران وهو الشرايين وسنتعرف اليوم على الأوردة، فتابعوا معنا..
لمحة تشريحية:
يتكون الجهاز الوريدي من أوردة كبيرة وصغيرة ووريدات تقوم جميعها بإعادة الدم غير المؤكسج من أنحاء الجسم إلى القلب. وينقسم الجهاز الوريدي إلى أوردة جهازية وأوردة رئوية، حيث تقوم الأوردة الجهازية بإعادة الدم المستعمل الحامل لفضلات أنسجة الجسم المختلفة إلى الأذينة اليمنى للقلب ليذهب بعدها إلى الرئتين حيث تتم أكسجته لتقوم الأوردة الرئوية بإعادته إلى الأذينة اليسرى للقلب ومنها إلى أنحاء الجسم المختلفة عبر الشريان الأبهر.
كما تقسم الأوردة حسب موضعها التشريحي إلى أوردة سطحية تحت الجلد، وأوردة عميقة في الأنسجة، وجيوب وريدية توجد فقط في الجمجمة. وتتصل الأوردة السطحية بالعميقة من خلال الأوردة الثاقبة والتي ينتقل الدم خلالها من الأوردة السطحية للعميقة.
لمحة فيزيولوجية:
يعتبر الدور الأساسي للأوردة في الجهاز الدوراني هو حمل الدم غير المؤكسج الناجم عن الاستقلاب في الخلايا إلى القلب. وتعتبر الأوردة في الأطراف السفلية الأهم من حيث القيام بهذه المهمة حيث تحمل الدم أثناء الوقوف إلى أعلى الجسم بعكس قوى الجاذبية الأرضية، ويتم ذلك من خلال آليتين رئيسيتين:
1- وجود صمامات مقاومة لقلس الدم ضمن الأوردة بالإضافة إلى مقاومة جدران الأوردة مما يسمح للدم بالتحرك باتجاه واحد من الأوردة السطحية نحو العميقة ومن الأطراف السفلية نحو القلب – ضعف هذه الصمامات وفشلها في منع القلس الدموي إلى الخلف هو السبب الرئيسي بالقصور الوريدي الذي يتسبب بتشكل ما يعرف بالعامية بدوالي الساقين و التي تنجم عن توسع الأوردة السطحية المتوضعة تحت الجلد لتظهر بشكل أوعية متعرجة قد تصبح بارزة تحت الجلد مع احتمال تطور مضاعفات مختلفة لها.
إن لوجود الصمامات الوريدية دوراً رئيسياً في الحفاظ على اتجاه واحد لجريان الدم ضمن الأوردة حتى في غياب ضغط مساعد على الضخ أو في حال وجود ضغط سلبي عاكس لاتجاه جريان الدم.
2- قدرة الأوردة على دفع الدم - تتحقق هذه القدرة من خلال:
- تحريض الجهاز الوريدي في القدمين.
- تقلص العضلات المحيطة بالأوردة تحديداً في ربلة الساق.
- تقلص القلب وتكوّن ضغط سلبي ضمن القلب يتشكل خلال عملية الشهيق حيث ينخفض الحجاب الحاجز ويتوسع الصدر مكوناً ضغطاً سلبياً جاذباً للدم نحو القلب.
وتمتاز الأوردة أيضاً بطواعيتها التي تتيح لها القدرة على التمدد واحتواء الدم ولكنها على عكس الشرايين لا تنخمص على نفسها. تتمدد الأوردة بفعل الضغط السكوني (HP) للدم الداخل إليها، وكغيرها من الأوعية المطاوعة تمتلك الأوردة أقطاراً كبيرة مما يعني أن مقاومتها المحيطية منخفضة، هذه العلاقة العكسية موضحة في الشكل المرفق بالسهم المخطط والذي يشير أيضا إلى العلاقة العكسية بين المقاومة المحيطية (PP)وجريان الدم(Flow) .
هذه المطاوعة الكبيرة للأوردة تفسح المجال لجريان دموي أكبر من خلال المحافظة على الضغط السكوني للدم ضمنها ومنع ضياعه بالاحتكاك – إلا أن هذه الآلية على الرغم من إتاحتها المجال لجريان الدم لا تسمح بوصول هذه الجريان الدموى إلى أعلى درجاته لكون المطاوعة الكبيرة للأوردة لا تسمح بتشكل فرق بالضغط الدموي بين بداية الوريد ونهايته والتي تتيح جرياناً دموياً أكبر في الحالة الطبيعية.
للتعرف على الخثارات الوريدية العميقة: هنا
المصادر: