طلاب علم النفس في سوق العمل

استمع على ساوندكلاود 🎧

دعونا نلقي نظرة عن كثب على المهارات التي يقدرها المُوظِفون ..

يتساءل كثير من طلاب قسم علم النفس عمّا سيفعلونه بعد التخرج. ولعلّ من الأفضل أن نرى وجهات نظر الموظِفين فيما يخص خريجي علم النفس.

علامَ يبحث الموظِفون في المتقدمين لعمل ما؟

عرضت نتائج استطلاعات رأي محلية للموظِفين بأنّهم يقدّرون مجموعة مهارات مثل مهارات التفكير الناقد وحل المشكلات أكثر من تقديرهم لتخصصات جامعية معينة، وذلك حسب ما نشرته (Hart Research Associates، 2013; National Association of Colleges and Employers، 2012).

تعطي التدريبات التي يتلقاها المتخصصون في علم النفس ميزة لهم على أولئك المتخرجين من تخصصات أخرى. دعونا الآن نلقي نظرةً عن كثب على المهارات التي يقدّرها الموظِفون وكيف يمكن لهم أن ينظروا للكفاءات التي يكتسبها الطلاب في تخصصات علم النفس

1. مهارات التفكير الناقد:

يفضّل الموظِفون المتقدمين الذين يستطيعون أن يفكروا ويتحدثوا ويحللوا الأمور التي تواجههم آنياً في مكان العمل . حيث يقدم تخصص علم النفس الكثير من الفرص التي تجعل من دارسيه مفكرين ناقدين، فهم، على سبيل المثال، مطلعون على وجهات نظر مختلفة في أسباب وطبيعة السلوك البشري ومدركون بأن البحث العلمي غالباً ما يدعم تفاسير نظرية عديدة، وبأن مهمتهم هي تقييم وجهات النظر المختلفة هذه، وتحرّي الدلائل المنطقية ولوصول إلى السبب الكامن وراء سلوك ما.

علينا ألّا نقلل من شأن وقيمة هذه المهارات!

2. مهارات حل المشكلات:

يريد الموظِفون موظَفين قادرين على حل المشاكل ،الكبيرة منها والصغيرة، والتي تحدث بشكل شبه يومي في مكان العمل. يتعلّم طلاب علم النفس كيفية التعاطي مع هذه المشاكل، وأن يرسموا حدودها ويخططوا وينفّذوا خطواتً تمكنهم من تحليل البيانات المتوفرة لديهم وتوصلهم في النهاية إلى النتائج المرجوة.

تساعد مقرارات طرائق البحث والاحصاء طلاب علم النفس في تطوير طرق علمية للوصل إلى الحل، وهذه الطرق قابلة للنقل والتطبيق في كل الظروف وخصوصاً في أماكن العمل.

3. مهارات التواصل الكتابي واللفظي والاجتماعي:

يكتب الطلاب المتخصصون في علم النفس خلال سنوات دراستهم كماً كبيراً من الأوراق العلمية ويحضرون مقررات تعليمية تتطلب الكثير من النقاش والمناظرات. يتعلمون أيضاً البرهان العلمي لمنقاشاتهم من خلال الرجوع للدليل المبني على البحث التجريبي. علاوة على ذلك فإن الوظائف أو الفروض الجامعية التي يقوم بها هؤلاء الطلبة تمنحهم الفرصة ليتدربوا على مهارات التواصل المتبادل والتعاون مع الطلاب الآخرين لحل المشكلات التي قد تواجههم. تزوّد المقررات العلمية مثل علم النفس السريري وعلم النفس الاجتماعي والإقناع الطلبة بمهارات ومعلومات محددة عن التواصل الاجتماعي والعمل الجماعي والقيادة وإدارة النزاعات.

4. القدرة على تنظيم وتقييم المعلومات على اختلاف مصادرها:

تعد القدرة على استخدام المعلومات والتلاعب بها بطريقة مثمرة أحد أهم المكونات التي يتطلبها النجاح في مكان العمل. يتعلم طلاب علم النفس كيفية استخراج واستخلاص ،وحتى اختزال وتلخيص، المعلومات من مصادر مختلفة، وعلاوةً على ذلك يمكنهم تقييمها بشكل ناقد كي يحددوا مصداقيتها ، وجمع هذه الأفكار في موضوع نهائي مترابط ومقنع.

يمتلك طلاب علم النفس مجموعة من المهارات تخولهم عرض نتائج الأبحاث التجريبية بسلاسة وتطبيقها في مكان العمل.

5. تمييز وتقدير الفروقات الفردية والاجتماعية:

يقدّر الموظِفون الوعي والحساسية فيما يخص أمور الثقافات والطبقات الاجتماعية والعروق والإثنيات. وذلك حتى يشعر الموظفون الناجحون بالارتياح في عملهم مع زملاء وزبائن من خلفيات ثقافية واجتماعية متنوعة. نعلم جميعاً أن هذه المواضيع ذات أهمية كبيرة في علم النفس وتدرّس في مواد عدة لارتباطها الوثيق بفهمنا لكيفية نموّنا وتكيفنا وآلية عملنا.

6. إمكانية التعلّم المستمر والتطوّر المهني:

التعلّم هو سعيُّ مستمر مدى الحياة. يبحث الموظِفون عن خريجين مهتمين وقادرين على الاستمرار في تطوير أنفسهم مهنياً من خلال اكتساب معارف وخبرات خارجية تعزز مهاراتهم.

تساعد تدريبات الفهم والإدراك التي يتلقاها طلاب علم النفس على تطوير فهمهم لآليات عمل الدماغ بما فيها الإنتباه والذاكرة وآليات التعلم، ولهذه المعرفة ، وللقدرة على تطبيقها، قيمة مهمة داخل وخارج مكان العمل.

7. الإبداع والابتكار:

يود الموظِفون اختيار أشخاص "يفكرون خارج الصندوق"، قد تبدو هذه العبارة مبتذلة نوعاً ما. ولكن ، ومن دون شك، يتمتع الاستخدام المبدع للمصادر المتوفرة لإنجاز العمل المطلوب بأهمية قصوى في مكان العمل. فالموظفون الناجحون مرنون عادة وقادرون على تقييم الخيارات المتاحة أمامهم كي يقرروا الأسلوب الأنسب للتعامل مع حالة معينة والتأقلم معها.

8. القدرة على تطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة في ظروف الحياة الحقيقية:

يسعى الموظِفون لإيجاد متقدمين قادرين على تطبيق معارفهم التي اكتسبوها من المدرسة في حياتهم العملية اليومية. وتُكتسب الخبرات العملية عبر برامج التدريب العملي (internships)، ولعمل بدوام جزئي، وخبرات العمل خلال الصيف. يعتبر الموظِفون الحصول على خبرات تطبيقية عملية أحد أفضل الطرق التي تمكن المتقدم من تمييز نفسه عن البقية. وقد وضعوا القائمة التالية لمساعدة الطلاب في تحسين أو زيادة فرص توظيفهم:

• الحصول على خبرة بحثية عملية بالتعاون مع زميل أو بروفسور أو في مختبر مثلاً.

• تطوير أسئلة بحثية والقيام بأبحاث مستقلة تحت إشراف الكلية.

• إتمام مشروع يُظهر المعارف والمهارات التي اكتسبها الطالب (كإتمام وجمع ملف تعريفي (Portfolio)، أو تصميم ورقة عمل للمراجعة الأدبية، أو تحضير اقتراح مشروع لبرنامج وقائي أو إغاثي)

• المشاركة في العمل كمتدرب intern في أحد المؤسسات.

بالمختصر، توفر مناهج علم النفس كفاءات ومهارات ضرورية لكل موظِف. فإذا كنت تحمل شهادة في علم النفس، عليك أن تستعد للبحث عن فرص عمل تطور مهارات التفكير الإبداعي و مهارات حل المشكلات و مهارات التواصل لديك. أبحث أيضاً عن فرصٍ تمكنك من تطبيق ما قد تعلمته من خلال البحث العلمي و العمل المجتمعي.

أخيراً، وهنا بيت القصيد، عزيزي المختص في علم النفس، عليك أن تعلم بأن غالبية الموظِفين ليسوا على درايةٍ بالكفاءات و المهارات التي اكتسبتها خلال دراستك لعلم النفس، لذا عليك أن تكون جاهزاً للحديث عن خبراتك و دراستك الأكاديمية لتوضّح الكفاءات و المهارات المذكورة أعلاه.

أنت تمتلك المهارات التي يريدها كلُّ موظِف، فما عليك إلا إظهار ذلك!

المصادر:

هنا