الطب > كيف يعمل جسم الإنسان؟
جهاز القلب والدوران - الجهاز اللمفاوي
تحملُ الشرايينُ الدمَ المُحمَّل بالأكسجين والتغذية للأنسجةِ، بينما تعيدُ الأوردةُ الدمَ غيرَ المؤكسَج الحاوي على فضلاتِ هذه الأنسجة، ولكن لا تكون هذه الأوردةُ قادرةً دائماً على حملِ جميعِ فضلات الأنسجة، ولذلك تقوم أوعيةٌ أخرى بهذه الوظيفة بالإضافة لوظائفَ أخرى. فما هي هذه الأوعية؟ وماذا تفعل؟ لنتعرف معاً على الجهاز اللمفي.
الجهازُ اللمفيُّ جزءٌ من جهازِ الدورانِ الدمويِّ، وأيضاً جزء حيوي من جهاز المناعة، يتألف من شبكةٍ من الأوعيةِ اللمفية التي تحملُ سائلاً صافياً يدعى اللمف (من اللاتينية، اللمف يعني الماء) وتقوم هذه الأوعية بدورٍ مُسانِد للأوردةِ في نقلِ فضلات عملية الأيضِ "الاستقلاب" من الأنسجةِ مباشرة باتجاه القلب.
وُصِف الجهازُ اللمفي في بداية القرن السابع عشر بشكل منفرد من قبل أولاس رودبيك و توماس بارتولين. يُعالِج جهازُ الدوران ما يقارب الـ 20 لتراً من الدم يومياً وذلك من خلال الرشح الشعري الذي يزيل البلازما بينما يترك خلايا الدم. تقوم الأوعيةُ الدمويةُ بإعادة امتصاص 17 لتراً من البلازما المُفلتَرة، بينما تبقى 3 لترات في السائل الخلالي. يُعَد توفيرُ طريقٍ لهذهِ اللترات الثلاثِ إلى الدم مرةً أخرى أحدُ الوظائفِ الأساسيةِ لجهاز اللمف .
الوظيفة الأساسية الثانية للجهازِ اللمفيِّ هي المشاركةُ في عملِ الجهازِ المناعي؛ حيث يُعتبَر اللمفُ مشابهاً جداً لبلازما الدم باحتوائه على الخلايا اللمفاويةِ وكريات الدم البيض، كما يحوي أيضاً منتجاتِ الفضلات وبقايا خلويةً وبعضَ البكتيريا والبروتينات.
يمر اللمفُ في رحلته من الوسطِ بين الخلويِّ إلى الأوعيةِ اللمفية للوصولِ مرةً أخرى إلى الدورة الدموية بعد تنقيته، ويمر هذا السائلُ شبهُ الشفاف خلال رحلته عبر محطات للتنقيةِ تشبه محطات تنقيةِ المياه قبل وصولها إلينا، وتتمثل هذه المحطات بالأنسجة اللمفية. تشمل الأنسجةُ اللمفيةُ كلاً من الأعضاء اللمفية والعقد اللمفية، ويحتوي هذا النسيج على الخلايا اللمفية، كما يحتوي على أنماطٍ أخرى من الخلايا للدعم>
كما يُعتبَر نقيُّ العظمِ جزءاً من الجهاز اللمفي حيث يقوم بإنتاجِ الخلايا التائية وإنتاج وتمايزِ الخلايا البائية، تنضم الخلايا البائية لجهازِ الدوران مباشرةً وترحل إلى الأعضاء اللمفية الثانوية بحثاً عن العوامل الممرضة.
أما عن النسيج اللمفي فيتمثل بكل من :
الغدة الصعترية:
هي العضوُ اللمفاويُّ الأساسيُّ وموقع نضج الخلايا التائية" الخلايا اللمفاوية التابعة لجهاز المناعة التكيفية".
يزدادُ حجمُها منذ الولادة استجابةً لتحريضِ العوامل المرضية بُعَيْد الولادة، ويستمرّ النمو حتى البلوغ ثم تضمرُ بعد ذلك. يؤدي فقدانُ الغدة الصعترية أو تراجعُ وظيفتِها إلى عوزٍ مناعيٍّ.
الطحال:
وله العديدُ من الوظائفِ الأساسية:
تحريضُ استجابةٍ مناعيةٍ ضد العواملِ الممرضة الموجودة في الدم.
إزالة الأجزاء المتخرِّبة وخلايا الدم الكهلة، خاصةً الكرياتِ الحمر (يدعى الطحال مقبرةَ الكريات الحمراء).
إنتاج خلايا الدمِ خلالَ الحياة الجنينية .
يشكل الطحال الأجسام الضدية anti bodies في اللب الأبيضِ ويزيلُ الجراثيمَ وخلايا الدم المغطاة بالأجسام الضدية من طريق دوران الدم والعقد اللمفية.
لمعرفة وظيفة الطحال عن طريق الكاريكاتير:
العقد اللمفية:
هي تركيبٌ منظّم من النسيج اللمفي يعبر خلالها اللمفُ بطريق عودته إلى الدم وتتوضع مُتباعِدة على طولِ الجهازِ اللمفيِّ. ولها توزعٌ ناحي (مناطقي) مميز لها .
العقد اللمفاوية الناحية:
يُعنى النسيجُ اللمفاويُّ المُرتبِط بالجهازِ اللمفاويِّ بالوظائفِ المناعية في الدفاع عن الجسم ضد الأخماج وانتشار الأورام. ويتألف من نسيجٍ ضامٍ من أليافَ شبكيةٍ مع عدة أنماط من الخلايا البيض>
الوظيفة:
يمتلك جهاز اللمفِ عدةَ وظائفَ متداخلةٍ، فهو:
مسؤولٌ عن إزالة السائلِ الخلالي من الأنسجة وتنقيته من الشوائب والعوامل الممرضة كالبكتيريا والخلايا السرطانية التي تُحتجَز في النسيجِ اللمفيِّ ليعودَ اللمفُ نقياً مرة أخرى إلى الدم .
إطلاق الإستجابةِ المناعيةِ عند كشف العوامل الممرضة داخل اللمفَ بواسطة خلايا المناعة.
امتصاصُ ونقلُ الحموضِ الدسمة والدسم مثل الكيلوس (سائل يتكون من الدسم و اللمف) من جهاز الهضم.
ينقل خلايا الدم البيضاء من داخل العظم إلى العقد اللمفية.
ينقل اللمف الخلايا العارضةَ للمستضد، مثل الخلايا التغصنية، إلى العقدِ اللمفيةِ حيث تبدأ الاستجابة المناعية.
الأهمية الطبية للجهاز اللمفي:
دراسة التصريف اللمفيِّ لعدة أعضاء مهم لتشخيصِ العديد من الأمراض وأهمها السرطان. حيث يُعتبَر الجهاز اللمفي مسؤولاً عن حمل خلايا ورمية بين أجزاء متنوعة في الجسم بعملية تدعى النقائل وذلك بسبب قربه من النسج الجسمية. العقد اللمفية المعترضة يمكن أن تحتجز الخلايا السرطانية وتدمرها، أما إذا لم تستطع تدميرها فإنها تُصبِح مواقعَ ثانويةً للأورام.
اعتلال العقد اللمفية:
يشير وجود مجموعاتٍ صغيرةٍ أو متفرقة من العقد اللمفية المتضخِّمة إلى استجابةٍ مناعيةٍ لإنتانٍ أو التهاب. ويدعى هذا اعتلالُ العقدِ اللمفيةِ الموضعيّ. أما اذا تدخلت عدة عقدٍ لمفية من مناطقَ مختلفةٍ في الجسم، يصبح عندها اعتلالُ العقد اللمفية معمماً. وذلك إما بسبب خمجي (إنتاني) أو ورميٍّ أو بسبب مرض في النسيج الضام.
الوذمة اللمفية:
هي تورم سببه تجمع اللمفِ نتيجةً لأذية أو تشوه في الجهاز اللمفي، ويكون السبب الرئيسي مجهولاً في معظم االأحيان، لكنه قد يكون عائداً لعدوى طفيليةٍ بما يسمى داء الخيطيات، تسببه الخيطيات (الفيلاريا) اللمفاوية.
وقد تحدث الوذمة اللمفية بعدَ عملٍ جراحي لاستئصال عقدٍ لمفية سرطانية تحت الإبط مما يؤدي إلى تورم اليد، أو تورم الساق بسببِ قلة النزح اللمفي، إلا أنها ليست حالةٌ دائمة.
السرطان:
يمكن لسرطان الجهاز اللمفي أن يكون بدئياً أو ثانوياً. اللمفوما تشير إلى سرطان ينشأ من النسيج اللمفي.
المصادر: