كيمياء الألعاب النارية | الجزء الثالث

استمع على ساوندكلاود 🎧

رابط الجزء الأول (مكونات الألعابِ النارية): هنا

رابط الجزء الثاني (التفاعلات الكيميائية البسيطة التي تحدُث حتى تُنتجَ هذه المفرقعات): هنا

مأمونيّة الألعاب النّارية:

تُستخدم الألعابُ النّاريةُ في أكثر الأحيان أيامَ الأعياد والاحتفالاتِ، ومن السهل حينَها نسيانُ أنّ هذه الألعابَ النّاريةَ عبارةٌ عن متفجراتٍ خطرةٍ، خاصةً إن وُجدتْ بأيدي الأطفال. يتعرّض أكثرُ من 8000 شخصٍ في الولايات المتحدةِ الأمريكية من كل عام للإصابات النّاجمةِ عن الاستخدام الذاتيِّ للألعاب النّاريةِ، وما يقارب نصفَ الضحايا هم من الأطفال. وكذلك فإن ثلُثَ مسبباتِ هذه الإصاباتِ هي الحصولُ على هذه الألعابِ بطريقة غيرِ مشروعةٍ بقصدِ بيعِها للناس للربحِ لا أكثر، أمّا عن الإصابات فإنّ نصفَ الإصاباتِ عبارةٌ عن حروق ناتجةٍ عن استخدام هذه الألعاب (وهي حروقٌ ناتجةٌ عن شرارة الألعابِ النّاريةِ في درجة حرارةٍ تفوق الـ ١٠٠٠ درجةٍ مئوية).

لذلك يجب أن تُفرَضَ لوائحٌ للسلامة أثناء استخدامِ هذه الألعابِ النّاريةِ بكثرةٍ، خاصّةً أثناء الاحتفالاتِ الكبيرة كاحتفال رأسِ السنةِ لتجنُّب كل المخاطرِ التي يمكن حدوثُها كالّتي حدثت في دبي في احتفال هذه السنة.

توجد لدى المجلسِ الوطنيِّ في الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية الخاصِّ بمأمونية الألعابِ النّاريةِ معلوماتٌ قيّمةٌ عن كيفية استخدامِ الألعابِ النّاريةِ والتعاملِ مع الألعابِ النّارية الاستهلاكيةِ بطريقة آمنةٍ ومسؤولة.

وضعت الجمعيّةُ الوطنيةُ للحماية من الحرائق لوائحَ صارمةً في تقديم عروض الألعابِ النّاريةِ الكبيرة. يجب أن يحافظَ المشاهدون للعرض على بُعد 840 قدماً على الأقل بينهم وبين منطقةِ إطلاقِ الألعاب. يجب أن لا تطلَقَ قذيفةُ الألعاب في حال كانت الرياحُ أقوى من 20 ميلاً في الساعة، لأنّها يمكن بذلك أن تطلَق بعيداً عن مسارِها. ورغم تلك التحذيراتِ فهناك العديدُ والعديدُ من الحوادث والإصاباتِ التي تحدث خاصةً في الأحياء الشعبيةِ وفي الاحتفالات غيرِ الرسميةِ، عندما يتجمّع الناسُ لمشاهدة الألعابِ على مقرُبةٍ خطيرةٍ من مكان إطلاقِ هذه الألعاب.

وكذلك أيضاً مصانعُ الألعاب النّاريةِ قامت بجهدٍ كبير لضمان سلامةِ العمّالِ داخلَ مصانعِها، ورغمَ ذلك فإنّ أكثرَ من 20 عاملاً قتلوا في مصانع الألعاب النارية في الولايات المتحدة بين عامي 1970 و1995. تقضي لوائحُ السلامةِ أن تكونَ الأبنيةُ مفصولةً بجدرانٍ إسمنتيةٍ، وأن تكونَ الأسقفُ أضعفَ بحيث تضمن لأيِّ انفجارٍ إنْ حدثَ أن يبتعدَ بشكل تصاعديٍّ بدلاً من انتشارِه إلى الخارج . إضافةً إلى ذلك فإنّ معظمَ الألعاب النّاريةِ تُصنع يدويّاً، حيث أنّ الآلات المعدنية يمكن أن تُحْدِث شراراتٍ أو كهرباءَ ساكنةً يمكنُها أن تشعل المتفجراتِ أثناء تصنيعِها بهذه الآلات.

إضافةً إلى كل هذه الأضرارِ التي يمكن أن تسببَها الألعابُ النّاريةُ للإنسان فإنّها كذلك يمكن أن يصلَ ضررُها إلى الحيوانات الأليفةِ التي ربما حدث للعديد منها أن هربت وضاعت عند سماعِ هذه الانفجاراتِ أثناء الاحتفالاتِ السنوية.

ولكن ماذا عن سلامة هذه الألعاب بالنسبة للبيئة ..؟؟

فهل يمكن لهذه الألعاب النارية أن تكون آمنةً وصديقةً للبيئة ..؟؟

لقد استمر الكيميائيون في بحثهم لاستكشاف طرائقَ جديدةٍ لصنع مركّباتٍ وخلائطَ جديدةٍ لمتفجراتٍ ناريةٍ صديقةٍ للبيئة، حيث وضّح تقريران صدرا مؤخراً عن صناعة ألعابٍ ناريةٍ باستخدام مركّباتٍ عاليةِ النتروجين التي تُنتِج دخاناً أقلَّ وحبيباتٍ أقلَّ، وفيها يتم استبدالُ فوق الكلوراتِ وكذلك المؤكسِدات.

المصدر:

هنا