صناعة الباحثين > تعرف الفروع الجامعية
البيولوجيا (علم الحياة)
تعود كلمة بيولوجيا إلى اللغة اليونانية؛ إذ تتألف من الكلمتين (Bios): وتعني حياة، و(Logos): وتعني عِلْم. /بالإنكليزية: Biology/
يتضمن فرع البيولوجيا دراسةَ جميع العلوم النظرية والتطبيقية الأساسية عمومًا من فيزياء حيوية، وكيمياء (عامة وعضوية وحيوية)، وجيولوجيا، وأساسيات علم وظائف الأعضاء، والإحصاء الرياضي، إضافةً إلى ارتباطه الوثيق بالطب والصيدلة ومجالاتٍ تقنيةٍ عديدة.
يهتمُّ علم البيولوجيا -على نحو خاص- بدراسة أشكال الحياة المختلفة، وصفات الكائنات الحية وتطورها وتصنيفها وسلوكها، وكيفية تفاعل الكائنات الحية مع بعضها ومع الوسط الذي تعيش فيه.
ويدرس علمُ الأحياء التطوري العصورَ والتغيُّرات التي مرَّت بها الأرض والكائنات التي تعيش عليها أيضًا، وظواهر التطور والتكيُّف والانقراض، وظهور أنواع جديدة. ويدرس علمَ الوراثة والتهجين؛ نقل الصفات الوراثية بين الأجيال والطفرات والأمراض المنقولة من الآباء إلى الأبناء والأحفاد، ونتعلَّم عن طريق حلِّ المسائل الوراثية كيفيةَ التنبُّؤ بانتقال مورثات معينة من جيل إلى آخر والنسبة المتوقَّعة لذلك.
ويتطرَّق طالبُ علم الحياة في أثناء دراسته إلى موضوعات جوهرية كالموت الخلوي المبرمج أو ما يُعرَف بالاستماتة (apoptosis) والنخر الخلوي (necrosis)؛ وهي مفاهيم أساسية لفهم كيفية تطور الأورام السرطانية والقضاء عليها على المستوى الخلوي.
وفي السنة الأولى لا بدَّ من المرور بمقرر علم الجنين؛ الذي يبحث في مراحل التطور الجنيني ونشوء الأعضاء والأجهزة المختلفة للإنسان وفق تسلسل زمني بالغ الدقة والإحكام.
وعلى الرغم من عدم الالتفات الواضح في مجتمعنا لعلم الحياة؛ لكنَّه علمٌ واسعٌ جدًّا، ويشمل عددًا كبيرًا من العلوم الاختصاصية، ويتفرَّع إلى كثيرٍ من الأقسام والاختصاصات في مراحل الدراسات العليا؛ سواء في سورية والوطن العربي أو في الدول الأجنبية.
فرع علم الحياة (البيولوجيا) في الجامعات السورية:
مدة الدراسة 4 سنوات للحصول على الإجازة الجامعية؛ أول سنتين عامتان والسنتان الثالثة والرابعة للاختصاص. وتنقسم المقرراتُ الدراسية على نحو أساسي إلى قسمين: قسم علم الحياة الحيوانية، وقسم علم الحياة النباتية.
تتضمن المقررات الدراسية أولَ سنتين أساسياتٍ عامة في كلٍّ من علم الخلية الحيوانية والنباتية وعلوم التصنيف الحيواني والمورفولوجيا والتصنيف النباتي، إلى جانب الفيزياء الحيوية (بشقَّيها النظري والعملي) والكيمياء والإحصاء والبيئة الحيوانية والنباتية وعلم الوراثة...
إضافة إلى ذلك؛ يدرس الطالب مقررًا واحدًا -على الأقل- للغة الأجنبية في كلِّ سنة -ابتداءً من السنة الأولى- ويكون في موضوعات قريبة من تخصُّصه.
وفي السنة الثالثة يختار الطلاب أحدَ الاختصاصات الثلاثة المتوفرة في الجامعات السورية، وتكون المفاضلة عليها بحسب كلٍّ من: معدل السنتين السابقتين، وعدد المتقدمين (فليست هناك معاييرُ ثابتة وقطعية فيما يتعلَّق بالتخصُّص الذي يحتاج إلى الحصول على المعدل الأعلى، وقد يختلف لكلِّ سنة دراسية).
ومن الجدير بالذكر أنَّ الطلاب العرب لديهم الحرية في اختيار التخصُّص الفرعي الذي يرغبونه بصرف النظر عن معدَّلاتهم، وهي تُعدُّ ناحيةً إيجابية لهم.
تشمل التخصُّصات الفرعية لقسم البيولوجيا:
• شعبة الحيوية الكيميائية.
• شعبة الأحياء الدقيقة.
• شعبة الحيوية البيئية.
1- اختصاص الحيوية الكيميائية (البيوكيمياء):
يتبع لقسم علم الحياة الحيوانية.
يوجد في هذا القسم بعض مقررات الكيمياء؛ كالكيمياء الحيوية والفيزيائية والعضوية والتحليلية ودراسة التنامي الحيواني وتطور المتعضيات والوراثة والمناعة، ويميل إلى الاهتمام بعلم الحيوان أكثر من النبات. من مقرَّراته: الفقاريات وجسم الإنسان، واللافقاريات، وبيولوجيا التنامي الحيواني، وكيمياء النسج، وعلم النسج والتشريح المقارن، والتنسيق العصبي والهرموني، ووظائف التغذية، والأنزيمات، وعلم التطفل، وعلم الوراثة الجزيئي والهندسة الوراثية. يتَّجه خريجو اختصاص الحيوية الكيميائية إلى العمل في مخابر تحليل الدم والبول والبراز، إضافة إلى التحاليل الكيميائية وأطفال الأنابيب في المشافي.
2- اختصاص علم الأحياء الدقيقة (الميكروبيولوجيا):
ويتبع لقسم علم الحياة النباتية.
يتَّضح من اسمه بأنَّه يميل إلى دراسة الأحياء الدقيقة -كالجراثيم- وكيفية الكشف عنها وزراعتها في المخبر وإجراء اختبارات لمعرفة مدى حساسيتها للصادات الحيوية، وعلم الطفيليات (وحيدات الخلايا ومتعدداتها) مع الكشف عنها في العينات البيولوجية ودراستها تحت المجهر، وعلم الفيروسات، إضافة إلى الكشف عن الأحياء الدقيقة في المواد الغذائية والحصول على المهارات العملية اللازمة لذلك في المختبر. من مقرراته: ميكروبيولوجيا الهواء والتربة، وميكروبيولوجيا المياه، وميكروبيولوجيا الأغذية، والميكروبيولوجيا الطبية، والصادَّات الحيوية، والميكروبيولوجيا الصناعية، وفيزيولوجيا الأحياء الدقيقة، وعلم الفطريات، وعلم الطحالب، والوراثة والتطور.
وغالبًا ما يتَّجه خريجو البيولوجيا من فرع الأحياء الدقيقة إلى العمل في مجال مخابر الأحياء الدقيقة (في المنشآت الطبية أو الغذائية أو الدوائية)، لكن بإمكانهم الاتجاه إلى التدريس أو البحث العلمي أيضًا، كما في سائر التخصصات البيولوجية.
3- اختصاص الحيوية البيئية:
يتبع لقسم علم الحياة النباتية.
يهتم أكثر بالمقررات التي تدرس البيئةَ الحيوانية والنباتية والنظام الحيوي، وأنواع العلاقات بين الكائنات الحية والوسط الذي تعيش فيه. من مقرراته: بيئة الفقاريات، وبيئة الحشرات، وتقانات المكافحة الحيوية، ومغلفات البذور، والمشريات، والبيئة التطبيقية والتلوث، والعوالق الحيوانية، والفيزيولوجيا البيئية النباتية، وبيئة الجماعات النباتية، ووراثة الجماعات الحيوانية والنباتية.
تتضمن الاختصاصاتُ الثلاثة مقرراتٍ مشتركة، ولا يوجد اختلافٌ كبير من حيث الدراسة أو مجالات العمل في المستقبل، ولكنَّها تحدِّد المجالات التي يمكن متابعة دراسة الماجستير والدكتوراه فيها.
مجالات العمل للبيولوجيين:
1. التدريس.
2. المخابر ومراكز التحليل.
3. المشافي.
4. معامل الأدوية.
5. معامل الأغذية.
6. بعض المؤسسات الحكومية مثل وزارة الصحة والبيئة ومراكز البحوث.
من الصعوبات المتوقَّعة في أثناء الدراسة أو بعدها:
لغة الدراسة في تخصُّص "علم الحياة" في جامعة دمشق هي اللغة العربية، ولكن على الطالب أن يدرس في عديدٍ من المقررات أسماءَ الكائنات الحيوانية والنباتية وتصنيفها (شعبة - صف - رتبة...) باللغة اللاتينية إلى جانب اللغة العربية، ويكون التركيز الأكبر غالبًا على حفظ التصنيف باللغتين في القسم العملي، وكذلك الأمر في مقررات كعلم الفطريات والطحالب والجراثيم؛ إذ يُطلب دراسة التصنيف بالعربية واللاتينية.
يواجه عددٌ من الطلاب أيضًا صعوبةً في الدوام الطويل في الجامعة والحضور الإلزامي خاصة للجلسات العملية، وهو أمر مرهق مقارنة بتخصصات أخرى.
فقد يمتد الدوام في بعض الأيام من الصباح حتى السادسة أو السابعة مساءً، وقد لا يجد الطالب وقتًا للاستراحة بين جلسة العملي والجلسة التي تليها؛ علمًا أنَّ الجلسة الواحدة تستمر 3 ساعات عادةً (يعتمد ذلك على جدول الدوام في كلِّ فصل).
الدراسات العليا:
1- الماجستير:يجب على الطالب الذي يرغب في التسجيل للماجستير أن يكون حاصلًا على الإجازة في فرع البيولوجيا بدرجة جيد على الأقل (70% فما فوق للنظام الحديث)، ويجب أن ينجح في فحص اللغة الأجنبية الخاص بالدراسات العليا أيضًا؛ حتى يستطيع الترشح والتقدُّم إلى المفاضلة بحسب اختصاصه.
ويوجد في الماجستير ثلاثةُ اختصاصات للقسمين، وهي:
- قسم علم الحياة الحيوانية: ماجستير علم الحياة الحيوانية.
- قسم علم الحياة النباتية: ماجستير علم الأحياء الدقيقة، وماجستير البيئة والتنوع الحيوي النباتي.
مدة الدراسة للماجستير سنتان على الأقل، ويجوز تمديد هذه الفترة سنةً إضافية في حال وجود ظروف ومبررات مقنعة لذلك، ولكن هذه المدة تنقسم عمومًا إلى قسمين:
السنة الأولى: وتتضمن دراسةَ عدد معين من المقررات، ويشترط النجاح في هذه المقررات جميعها حتى يحقُّ له الوصولَ إلى السنة الثانية.
السنة الثانية (قابلة للتمديد): تتضمَّن إعدادَ الطالب بحثًا بإشراف أستاذ -على الأقل- من الجامعة، ويقدِّم نتائجَ هذا البحث برسالة؛ إذ يؤدي مناقشةً علنية (رسالة دفاع) أمام لجنة الحكم المؤلفة من 3 أساتذة يقرِّرون بعدها العلامةَ التي ستُمنح للطالب في حال وافقوا على استحقاقه لشهادة الماجستير.
2- الدكتوراه:
يشترط للطالب الذي يرغب في التسجيل للدكتوراه أن يكون حاصلًا على درجة الماجستير بمرتبة جيد على الأقل، وأن ينجح في امتحان اللغة الأجنبية الخاص بطلاب الدكتوراه.
مدة الدراسة من 3 إلى 4 سنوات، ويجوز تمديد هذه الفترة سنةً خامسة في بعض الظروف. ويجب على الطالب أن يُعدَّ بحثًا بإشراف أستاذ -على الأقل- من الجامعة، وأن ينشر ورقتين تتعلَّقان بموضوع بحثه في مجلة علمية متخصصة، ثمَّ يقدِّم نتائجَ بحثه في مناقشة علنية أمام لجنة الحكم المؤلفة من 4 أساتذة يقررون العلامةَ التي ستمنح للطالب.
مع الأسف، لا يحظى هذا الفرع بالاهتمام والتمويل الكافيَين، فضلًا عن أنَّه لا يحظى بشعبية واسعة في صفوف الطلاب المقبلين على التسجيل في الجامعات السورية لقلَّة معرفتهم به، وجهلهم بأهميته، ناهيك عن تخوُّفهم من محدودية فرص العمل المتاحة للخريجين.
لكنَّنا أحوج ما نكون الآن إلى كادرٍ علمي من الباحثين "الحقيقيين" الجدُد لمواكبة ما فاتنا من ثورة العلم الحديث التي تجتاح العالم -فالعلم هو الحلُّ الأكبر للأزمات التي نعيشها- والتركيز على دعم الباحثين بكلِّ ما يلزمهم في طريق العلم الشاق والطويل، فهو الأمل في إعادة بناء ما تهدَّم والوصول إلى الازدهار المنشود..
للاطلاع على المزيد؛ زوروا الرابط الآتي: