المعلوماتية > عام
كل شيء في العيون: انعكاسات العين في الصور يمكن أن تساعد في حل الجرائم
تبدو كأنّها قصّة من إحدى حلقات مسلسل الجّريمة التلفزيوني CSI، لكن يقول الباحثون أن الإنعكاسات في أعين الناس في الصّور يمكن استخراجها لمساعدة الشّرطة في حل القضايا المستعصية.
لنرى مدى واقعية ذلك في المقال التالي:
من المفترض أن تكون العيون نوافذ للروح، لكنّها تعمل حتى كمرايا بشكلٍ أفضل، وما تعكسه سوف يدهشك.
الباحثون الذين يدرسون المستوى الفائق لتفاصيل الصّور الرقميّة الحديثة، كانوا قادرين على انتقاء انعكاسات صغيرة من الوجوه الخفيّة في عيني الشّخص.
بتكبير الصّورة على عينيّ الشّخص بدقّة عالية، على غرار صور جواز السّفر، كانوا قادرين على انتقاء الوجوه والتعرّف عليها بدقّة.
وقال روب جيكينز، من قسم علم النفس في جامعة يورك:"بؤبؤ العين هو كمرآة سوداء". ولتحسين الصّورة، يجب عليك أن تقوم بتكبير وضبط التباين في الصورة.
صورة الوجه التي تم استخلاصها من الانعكاس في عين الشّخص هو أصغر حوالي 30,000 مرّة من وجه الشّخص المعني."
تمكن جنكينز من خلال العمل مع كريستي كير من كلية علم النفس -من جامعة غلاسكو- من استخلاص صور المارّة، والتي كانت صغيرة بقدر 27 بيكسل عبر(1 ميغا بيكسل= حوالي مليون بيكسل).
لكن عندما عرضت على المشاركين في مهمّة مطابقة الوجه، كان المراقبون قادرين على مطابقة الوجوه الضئيلة بنسبة 71% من الوقت. وعندما كانت الوجوه مألوفة، استطاع الناس من تمييز هوية الوجوه بشكل صحيح بنسبة 84% من الوقت.
وقال روب جنكينز:"وبالتالي، فإن نتائجنا التي توصلنا إليها تسلط الضوء على شدة ملحوظة في التعرف على الوجوه البشرية، فضلًاً عن الإمكانات الغير مستغلّة للتصوير عالي الدقّة."
تم التقاط الصور بكاميرا Hasselblad 39 الراقية، بينما كان الناظرون على مقربة من الشخص المعني والغرفة مضاءة جيدًا.
لكن مع الهواتف الذكيّة التي تجمع بشكل متزايد حساسات رقمية أفضل، حتى الصور العادية قريباً يمكن أن تلتقط مستوى مماثل من التفاصيل.
يحتوي جهاز نوكيا لوميا 1020 (Nokia Lumia 1020) على كاميرا تبلغ دقتها 41 ميغا بيكسل، على سبيل المثال، تبيع شركة AT&T الهاتف بـ 199.99$ فقط.
يقول الباحثون أنه في الجّرائم التي يتم تصوير الضّحايا فيها، مثل أخذ الرّهائن أو الاعتداء الجّنسي على الأطفال، يمكن أن تساعد صور الانعكاسات في عيون الضّحايا على تحديد هويّة الجناة.
ويمكن استخدام صور الناس من الكاميرات التي ضبطت كدليل أثناء التحقيقات الجنائية لتجميع شبكات مساعدة أو لربط أفراد إلى مواقع معينة.
يدعي الباحثون أن هذه التقنية أيضًا قد تسفر عن بيئات ثلاثية الأبعاد، عندما يمكن أن تؤخذ الصور من كلتا العينين.
بالطبع، فإن تطبيق هذه التقنية في العالم الحقيقي تتطلب ظروفًا مثلى، لكن مع تقدم التكنولوجيا، فإن البحوث تدعي أنه قد يكون سيناريو قابل للتحقق في المستقبل القريب.
في النهاية سأترككم مع مقطع الفيديو هذا المأخوذ من فيلم خيال علمي قديم (The blade runner).
لا ندري ربما تكون هذه البداية التي ستمكننا من جعل هذا -على عكس سوداوية الفيلم- واقعًا جميلًا...
رابط مقطع الفيديو من الفيلم:
المصدر:
هنا...
رابط فيديو يوضح هذه التقنية:
Credit: Stuart Campbell