الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
آلام أعلى الظهر
عانى معظمنا (أو على الأقل يعرف معظمُنا أشخاصاً عانو) من آلام في منطقة الظهر. قد يتجاهلها الكثيرون ويتجاهلون إمكانية إشارتها لأمراض وأذيّات خطيرة. فما أسباب هذه الآلام؟ وكيف السبيل لعلاجها وتجنّبها في المستقبل؟ تابعوا معنا المقال التالي:
تُعتبرُ آلامُ الظهرِ من أكثرِ الأسبابِ شيوعاً لمراجعة الطبيب، وسببٌ رائدٌ عالمياً لعدم القدرة على الحركة. مُعظم الناس عانوا من آلام الظهر لمرةٍ واحدةٍ في حياتهم على الأقل. مؤخّراً، أصبحت آلامُ أعلى الظهرِ شكوىً شائعةً عند الأشخاص الذين يعملون مُعظم أوقاتِ يومِهم على الحاسوب. وعادة ما تترافق مع آلام العُنُق والكَتِف.
من الممكن أنْ تكون أذيّة الأقراصِ الفقرية في منطقة أعلى الظهر مُسبِّبَ هذه الآلام، إلا أنّ هذه الأذيّات (كما في انحلال أو انضغاط الفقرات) تُعتبر من الأسباب النادرة. وذلك لأن العمود الفقري الصدري يتميز بثباتٍ كبير وقدرةٍ محدودةٍ على الحركة لحماية الأعضاء الداخلية والسماح للجسم بالوقوف بشكل مُنتصِب. خلافاً للعمود الفقري الرقبي والقَطَني، الذين يتميزان بقدرةٍ عاليةٍ على الحركة.
الأسباب:
يمكن أنْ تكون هذه الآلام من عَوارِض الإصابة بتَرقِّق العظام، أو التهابات المفاصل أو رُضوضِ وكسورِ الفَقَرات ووجود تشوهات شكلية في العمود الفقري كالجَنَفِ والحُدَاب. ويمكن أنْ تحدث مع مرور الزمن بسبب التوتر أو الجلوس بوضعيات خاطئة. إلا أنّ أهم سببين لهذه الآلام هما التشنجُ العضليُّ والاضطراباتُ المفصليةُ الوظيفية.
وتتضمن عوامل الخطورة: العمرَ المتقدمَ والبدانةَ وقلةَ النشاطِ الفيزيائيِّ والتدخين والاضطراباتِ النفسيةَ كالقلق والاكتئاب.
الأعراض: تتميز آلامُ منطقةِ أعلى الظهرِ بكونها حادّةً طاعنةً يمكن أنْ تنتشرَ إلى الطرفين السفليينِ والعنق. وبسبب شدّتها تصبح حركة العضلاتِ محدودةً للغاية.
وفي حال استمرّت هذه الآلام، أو ترافقت مع شعور بخدرٍ وتنميلٍ في الطرفينِ السفليينِ أو اضطراباتٍ في عادة التغوُّطِ، فتجبُ مراجعةُ الطبيبِ على الفور.
سنتحدث عن التشنِّج العضلي والاضطرابات المِفصلية الوظيفية بشيء من التفصيل لكونهما أشيعُ سببينِ لآلامِ أعلى الظهر:
التشنّجُ العضلي :
يرتبط حزامُ الكتفِ بلوحِ الكتفِ والوجهِ الخلفيِّ من القفصِ الصدريِّ بعضلاتٍ كبيرةِ الحجم، تُسبّب عند تشنّجها آلاماً شديدة. وعادةً ما يكون هذه التشنجاتُ بسبب نقص المقوية العضلية، أو فَرْطِ إجهادِ العضلاتِ الناتجِ عن الحركاتِ التِّكْرَارِية. كما يمكن أنْ يسبب الشدُّ العضليُ والإصاباتُ الرياضيةُ وحوادثُ السياراتِ ألماً ناجماً عن التهيُّجِ العضلي.
وهذا النوع من آلام أعلى الظهر يعتبر الأكثرَ استجابةً للمعالجةِ الفيزيائية-والتي تتضمن تمارينَ تَمْطيطِ وتقويةَ العضلات-، والمعالجةَ الفيزيائيةَ الفاعلةَ والمنفعلة والعلاجَ بتقويمِ العمودِ الفقري Chiropractic أو التعديلَ العظميَّ-التقويمي osteopathic manipulation والتدليكَ (Massage therapy) والعلاجَ بوخزِ الإبر(Acupuncture).
وفي حالِ كانتْ هناك منطقةٌ محددةٌ شديدةُ الحساسية، فمن الممكن أنْ يكون مصدر الألمِ نقطةُ الزناد الفعِالة (التي عادة ما تتوضع في العضلات الهيكلية)؛ ونستطيع عندها اللجوء إلى التدليك أو الوخزِ بالإبرِ وحقنِ مخدِّرٍ موضعيٍ كالليدوكائين في نقاطِ الزناد.
كذلك يمكن اللجوءُ للعلاجِ الدوائيِّ لتخفيفِ الألم، والذي يتضمنُ مسكناتِ الألم المحيطيّة كالباراسيتامول ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثلَ: الـ Ibuprofe، والمُرخِياتِ العضليةَ ومضاداتِ الاكتئابِ ثلاثيةَ الحلقة، مثل:الـ Amitriptyline.
في حال استمرّ الألم، يمكنُ استخدامُ المسكناتِ المركزيّةِ من مُشتقاتِ المورفين، وذلك لفترةٍ قصيرةٍ وتحت إشرافِ الطبيب.
الاضطّرابات المفصلية الوظيفية، ثاني أسباب آلام أعلى الظهر:
تتصل الأضلاع بالفقرات والعمود الفقري الصدري من خلال مفاصلَ في الجهتين. وهذه المفاصلُ عرضةٌ للأذيّةِ نتيجةَ حركاتٍ أو وضعياتٍ خاطئة، مما يُسبّب آلاماً وانزعاجاً شديدين. ولا تختلفُ طرقُ العلاجِ هنا عمّا ذكرنا مُسبقاً. حيث
تشمل معالجة هذا النوعِ من الإصاباتِ على معالجةٍ فيزيائيةٍ بمساعدةِ أخصائيينَ بتقويمِ العظام، للمساهمة في تحريك المفاصل؛ إلى جانب برنامج تمارينٍ رياضيةٍ منزليٍّ لتمطيطِ وتقويةِ العمودِ الفقريِّ والأكتاف. كما أنّ العلاج الدوائي يتضمن مسكناتِ الألمِ ومضاداتِ الالتهابِ غير الاستيروئيدية.
يمكنكم القراءة عن الام أسفل الظهر: هنا
خطوات بسيطة تجنبك ألم أسفل الظهر: هنا
هل الباراسيتامول فعال في تسكين آلام أسفل الظهر؟: هنا
المصادر: