الغذاء والتغذية > الوزن واللياقة
هل تصبحُ الفلافونوئيدات سلاحنا الجديد ضد زيادة الوزن؟
الفلافونوئيدات Flavonoids، مجموعةٌ من المركّباتِ العضويةِ القابلةِ للانحلالِ في الماء، والّتي تنتمي لفئةِ البوليفينولات Polyphenols المُتواجدةِ في الفاكهةِ، والشّاي، والكُركُمِ، وغيرها من المواد الغذائية. وتضمّ مجموعةُ الفلافونوئيداتِ أكثرَ من 6000 نوعٍ متواجدٍ بشكلٍ طبيعيٍّ في مُختلفِ أنواعِ الفاكهةِ والخضرواتِ. ومن أهمِّ أنواعِها الفلافونول Flavonols، والفلافون Flavones، والفلافونون Flavonones، والأنثوسيانينات Anthocyanins.
تُعرَفُ البوليفينولاتُ بشكلٍ عام بدَورها المُضادّ للأكسدةِ، وبكونِها مركَّباتٍ نَشِطةً حيوياً Bioactive compounds، كما تمّتْ مُسبقاً دراسةُ تأثيرِ مُركّبِ FLavan-3-ol الموجودِ في الشاي الأخضرِ على الوزن، إلّا أنّ الباحثينَ أَقرّوا بأنّ حجمَ العّيناتِ المدروسَةِ سابقاً كان ضئيلاً نسبياً وضمّ عدداً قليلاً من المشاركينِ الّذين يُعانونَ من البدانة.
ومن هُنا بَرزَت الرّغبةُ في إِجراءِ دراسةٍ أُخرى لِتحديدِ تأثيرِ سبعةِ أنواعٍ من مجموعةِ الفلافونوئيدات على البدانةِ، وذلكَ على أكثرَ من 124 ألفَ رجلٍ وامرأة، تتراوحُ أعمارُهُم بينَ الـ 27 و65، وامتَدّتِ التجربةُ بينَ عامَي 1986 و2011. وقد اعتمدَتِ التجربةُ على الإجابةِ عن اسًتِبياناتٍ غذائيةٍ يتمُ إِجراؤُها كلَّ 4 سنوات، ليقومَ الباحثونَ من خلالِها بتقييمِ مدخولِ المشاركينَ من الفلافونوئيداتِ.
وقد تمّ اعتمادُ مصدرَينِ غذائيّينِ للأنثوسيانين هما الفراولة والعنبُ البري Blueberries، ومصدَرين آخرينِ للفلافونول هما الشايُ والبصل، كما كانَ الشّاي والتفاحُ المصدرَين الأساسيّينِ لمركباتِ Flavan-3-ols وبوليمراتِها.
وجدَ الباحثونَ أنَّ المُشاركينَ الّذين رَفعوا استهلاكَهُم من بعضِ أنواعِ الفلافونوئيداتِ كانوا أقلَّ عرضةً لكسبِ الوزنِ، وكانَ الأنثوسيانين وبوليميرات الفلافونوئيد، والفلافونول الأكثرَ تأثيراً من حيث زيادة الوزن مقارنةً بالفلافون، والفلافونون، والـ Flavan-3-ols، والبروأنثوسيادنيدين Proanthocyanidins والتي تُمثّل مع بعضِها الفلافونوئيداتِ السّبعةَ المدروسة.
يرى الفريقُ في هذه الدراسةِ أملاً كبيراً للحدّ من انتشارِ وباءِ البدانة، مؤكّدين على أنّ منعَ زيادةِ الوزنِ ولو بمقدارٍ طفيفٍ يمكنُ أن يؤثرَ بشكلٍ إيجابيّ على الصِّحةِ العامّة، ويحُدَّ من خطرِ الإصابةِ بالعديدِ من الأمراضِ كالسُّكري، وارتفاعِ ضغطِ الدمِ، وأمراضِ القلبِ والأوعيةِ الدمويةِ وبعضِ أنواعِ السرطانِات.
يذكرُ أنّ الباحثينِ اعتمدُوا في تقييمِ مدخولِ المشاركينَ من الفلافونوئيدات على ثلاثةٍ من أكبرِ الدراساتِ الأتْرابِيّةِ الاستباقية* Prospective Cohort study في الولايات المتحدة وهي Health Professional Follow-up Study (HPFS)، وNurses’ Health Study (NHS)، وNurses’ Health Study II (NHS II).
الخلاصة، لا تنسوا أهميّةَ الخضارِ والفاكهةِ كجزءٍ من حِميتكُم الغذائيّة، وحَاولوا أن تُواظِبوا على تناولِها للمُحافظةِ على صحةِ وسلامةِ أجسامِكُم..
ملاحظة:
• الدراسات الأَترابِيّة الاستباقيّة Prospective cohort study هي نوعٌ من الدراساتِ المطبّقة في مجال الأمراضِ والتغذية، وفيها تتمُ متابعةُ المشاركين من لحظةِ تعرُّضهم لمكونٍ ما (أو لمادةٍ غذائيةٍ ما كما في حالتنا هذه) وصولاً حتى النتيجةِ التي ستظهر بعد فترةٍ زمنيةٍ عادةً ما تكون طويلة. وتعتبرُ الدراساتُ المذكورةُ في المقالِ أشهرَ الدراساتِ الأمريكية من هذا النوع، وضمّت أعداداً كبيرةً من المشاركين توزّعت كما يلي:
HPFS: بدأت في العام 1986 وضمّت 51529 ذكراً من العاملينَ في مجالِ الخدماتِ الصحيّة أعمارُهم بين الـ 40 و75 عاماً.
NHS: بدأت في العام 1976 وضمّت 121701 ممرضة أعمارُهنَّ بين الـ 30 و55 عاماً.
NHS II: بدأت في العام 1989 وضمّت 116686 ممرضةً أيضاً أعمارُهنَّ بين الـ 25 و42 عاماً.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا