الطب > كيف يعمل جسم الإنسان؟
سلسلة كيف يعمل جسم الانسان؟ - الغدد: غدّة الكظر Adrenal gland
هل تساءلت يوماً لماذا يخفق قلبك بسرعة عندما ترى مشهداً أو تسمع صوتاً يثير مشاعرك؟ هل تساءلت لماذا يصبح تنفسك سريعاً فجأة وردود أفعالك سريعة عندما تغضب أو تُستثار؟ إنه هرمون الأدرينالين الذي تفرزه الغدتان الكظريتان ويؤثر على أجسادنا في أوقات الشدة بطرق متعددة ليجعلنا أكثر استعداداً لمواجهة الخطر من حولنا. ولكن وظيفة الغدتين الكظرتين لا تقتصر على أوقات الشدة. في الواقع، إنهما تفرزان بعض الهورمونات الأخرى الأساسية لحياتنا، لنتعرف معا على هذين العضوين المهمين من منظومة جسدنا المتكاملة.
تقع الغدتان الكظريتان أعلى الكليتين بشكل مثلثي ولون أصفر، وهما غدتان صغيرتا الحجم تتألف كل منهما من بنيتين متميزيتين: قشر الكظر ولب الكظر. يقسم القشر بدوره إلى ثلاث مناطق، من الخارج إلى الداخل: المنطقة الكبيبية، المنطقة الحزمية، و المنطقة الشبكية.
للمنطقتين (القشر واللب) منشآن مختلفان في الحياة الجنينية - حيث أن الجنينَ يتكون بدايةً من 3 طبقات تُشكل نواةَ أجهزة الجسم المختلفة التي ستتطور لاحقاً: الأديم الظاهر Ectoderm، الأديم المتوسط Mesoderm، الأديم الباطن Endoderm- فالقشر ينشأ من الأديم المتوسط أما اللب فينشأ من الأديم الظاهر وتحديداً من خلايا العرف العصبي.
من الناحية الوظيفية هناك فرق كبير بين وظيفتي المنطقتين، فمن أهم ما يميزهما عن بعضهما أن الهرمونات التي يفرزها القشر أساسية للحياة بعكس الهورمونات التي يفرزها اللب والتي لا تعتبر ضرورية لاستمرار الحياة.
القشر:
يفرز القشر القشرانيات السكرية والقشرانيات المعدنية والأندروجينات الكظرية:
- تُفرز القشرانيات السكرية (الكورتيزول بشكل أساسي) من المنطقة الحزمية تحت تأثير الهرمون الموجه لقشر الكظر ACTH الذي تفرزه النخامى الأمامية، والذي يحرض إفرازه الهرمون المطلق له CRHالمُفرز من الوطاء، بالتالي فإن التحكم بإفراز الكورتيزول يتم من خلال المحور الوطائي النخامي، وتكون تراكيزه أعلى ما يمكن في الصباح. يمارس الكورتيزول تأثيرات عدة في الجسد فهو يرفع سكر الدم ويقوض (يهدم) البروتينات وله فعالية مضادة للالتهاب ومثبطة للمناعة كما أنه يرفع التوتر الشرياني. ويعد الكورتيزول من هرمونات الشدة التي تزداد في حالات الشدات النفسية والتوتر.
- أما القشرانيات المعدنية وعلى رأسها الألدوستيرون فتفرز بشكل رئيس من المنطقة الكبيبية، ويؤثر على الخلايا الظهارية الأنبوبية الكلوية بعودة امتصاص الصوديوم وإطراح البوتاسيوم مما يؤدي إلى عودة امتصاص الماء بشكل منفعل والحفاظ على حجم السائل خارج الخلوي، وهناك عدة عوامل تتحكم بإفراز الألدوستيرون من قشر الكظر:
• جملة الرينين-أنجيوتنسين
• تركيز البوتاسيوم في السائل خارج الخلوي
• تركيز الصوديوم في السائل خارج الخلوي
• إفراز ACTH من النخامى الأمامية
- تفرز الأندروجينات الكظرية من المنطقة الشبكية، ويعد تأثيرها ضعيفاً وينجم معظمه عن تحولها في المحيط إلى تستوستيرون وعلى الأرجح أنها تلعب دوراً في التطور الباكر للأعضاء الذكرية في سن الطفولة.
اللب:
للب الكظر وظيفة مختلفة تماماً، فبعكس قشر الكظر فإن هورموناته ليست أساسية لحياة العضوية ولكنها ذات أهمية، فهو يفرز الأدرينالين (80%) والنورأدرينالين (20%) إلى الدوران الدموي كاستجابة للتنبيه المباشر لإفراز الأستيل كولين من العقد الودية في حالة الشدة وهذا ما يعرف باستجابة "المواجهة أو الهرب" للجهاز العصبي الودي، يؤدي هذان الهرمونان إلى زيادة النتاج القلبي والمقاومة الوعائية ويرفعان سكر الدم بحل الغليكوجين إلى غلوكوز وجميع الخصائص الفيزيولوجية لحالة الشدة.
قد تصاب الغدتان الكظريتان ببعض الاضطرابات أو الأمراض ومن أهمها:
• داء أديسون: اضطراب نادر يصيب الرجال والنساء من جميع الأعمار، يتميز بقصور قشر الكظر عن إفراز هرمون الكورتيزول، أهم أعراضه الوهن والتعب وانخفاض الضغط والغثيان والألم البطني وفقدان وزن وتصبغات في الجلد.
التصبغات في داء أديسون
• تناذر كوشينغ: يتميز بزيادة الكورتيزول في الجسم إما لتناول الستيروئيدات أو نتيجة لأورام في النخامى أو قشر الكظر أو في أماكن أخرى، أهم أعراضه: بدانة جذعية وارتفاع سكر الدم وارتفاع التوتر الشرياني والشعرانية وترقق العظام واضطرابات الطمث لدى الإناث، والتثدي لدى الذكور، بالإضافة لاضطرابات جلدية كخطوط أرجوانية على جلد البطن.
• سرطان الكظر
• فرط تنسج الكظر الخلقي.
المصادر: