الطب > مقالات طبية
مختبر لتنمية الخلايا الجذعية البشرية في الفضاء
بأفلام الخيال العلمي المتعلقة بالفضاء، كتير منشوف فكرة غزو الفضائيين للأرض، وعلى العكس نادراً نشوف فكرة انتقال الإنسان للفضاء، وإنشاء معامل ومختبرات بالفضاء! بس بالواقع.. شو اللي عم يصير فعلاً؟!
يعتقد الدكتور Abba Zubair (المدير الطبي والعلمي لمختبر العلاج الخلوي في مُجمّع مايو الطبي بفلوريدا) أنّ من الممكن إنماء خلايا جذعيةٍ في محطة الفضاء الدوليّة قد تساعد في تعافي مرضى السّكتة الدماغية. كما يعتقد أيضاً بإمكانية تخليق أنسجةٍ وأعضاء بشرية في الفضاء.
يهدف هذا البحث إلى زيادة أعداد الخلايا الجذعية التي تحثّ على تجديد الأعصاب وأوعية الدم عند المرضى الذين عانوا من سكتةٍ دماغيةٍ نازفة (السكتة الدماغية التي تسببها خثرة دموية -جلطة-) وتوفيرها لهم.
قام الدكتور Zubair بتنمية مثل هذه الخلايا في مختبره باستخدام بيئة نسيجية ضخمة وعدّة حاضنات، لكن سير العملية كان بطيئاً، في حين أن التجارب على الأرض باستخدام الجاذبية المخففة أظهرت أنّ الخلايا الجذعيّة (وهي التي تعطي كلّ أنواع خلايا الأعضاء والأنسجة) تنمو أسرع من وتيرة نموها بالطريقة التقليدية، ويقول الدكتور Zubair أنه في حال توافر كميّات كافيةٍ وجاهزةٍ من هذه الخلايا فمن الممكن نظرياً علاج أي حالةٍ تقريباً، إضافة إلى أنّ المريض لن يحتاج خلايا خاصة، فمن الممكن استخدامها من قبل أي شخصٍ دون أن تُرفض.
عملاً على إعطاء الدكتور زبير فرصته في إثبات نتائج البحث قام مركز تطوير العلوم في الفضاء (وهي منظمةٌ غير ربحيةٍ تُشجّع البحوث على متن محطة الفضاء الدولية) بمنحه 300,000$ دولار لإرسال الخلايا الجذعية إلى الفضاء والتحقق إذا ما كانت ستنمو هناك أسرع من نموها على الأرض.
يقول الدكتور زبير: "هذه التجربة ستكون الأولى التي تجريها مايو كلينك في الفضاء، والأولى أيضاً من ناحية استخدام هذه الخلايا الجذعية البشرية التي توجد في نخاع العظام. حيث نواجه تحدياتٍ عديدة خلال محاولات تنمية عددٍ كافي من الخلايا الجذعية على الأرض بهدف معالجة المرضى، فحالياً نحتاج شهراً كاملاً لإنتاج خلايا كافية لعددٍ قليلٍ من المرضى. ولكن يمكن لمُختبر بمستوى عيادة في الفضاء أن يؤمن الإجابة التي كنا نبحث عنها جميعاً للطب التجديدي، وأنا حقاً لا أعتقد أن تنمية الخلايا في الفضاء للاستخدامات السريرية على الأرض هو خيالٌ علمي، فالرّحلات التجارية إلى محطة الفضاء الدولية ستبدأ قريباً، وتكلفة الرّحلة تستمر بالانخفاض، علينا أن نظهر ما يُمكن أن يُحقّق في الفضاء، وهذه المنحة من مركز تطوير العلوم في الفضاء تساعدنا لنفعل ذلك".
يعمل الدكتور زبير الآن مع مهندسِين من جامعة كولورادو والذين يقومون ببناء المفاعل الحيويّ الخلويّ الخاص الذي سيؤخذ إلى محطة الفضاء الدولية في غضون سنةٍ من أجل التجربة.
أخيراً .. يبدو إنو الغزو البشري للفضاء بدأ .. انتظروا أيها الفضائيون.. نحن قادمون!
المصدر: هنا
الصورة: هنا