العمارة والتشييد > التصميم العمراني وتخطيط المدن
حافلات TEB المستقبلية باتت واقع !
يُعاني المخططين العمرانيين كثيراً من المشاكل المُترتبة على الازدحامات المرورية؛ الأمر الذي يقتضي منهم إيجاد حلول بديلة تُساهم في تخفيف هذه المعضلة على الوضع الراهن للبُنية التحتيّة. في هذا المقال سنتعرف على نتاج العمل المشترك بين المخططين والمهندسين باختلاف اختصاصاتهم في خلق بديل؛ كان منذ فترة ليست بالبعيدة مُجرّد نموذج افتراضي واليوم أصبح قابلاً للاستخدام.
منذ بضع سنوات وضعت الشركة الصينية Shenzhen Huashi لتجهيزات مواقف السيارات المستقبلية حلاً فريداً لمعالجة مشاكل الازدحام الكبير تبعاً لتزايد النمو السكاني في العديد من المدن الصينية، ويعتقد بأن هذه الحافلة ستساهم بتخفيض الازدحامات المرورية على الطرق الرئيسية بمقدار 25-30%، كما تقدر الكلفة الأولية للحافلة الواحدة مع تجهيز الطريق المخصص لها لمسافة 25 ميلاً بحوالي 7.4 مليون$ وهي عشر التكلفة المخصصة لبناء قطار الأنفاق بنفس الطول.
حافلة TEB يمكنها تجاوز حركة المرور ببساطة عن طريق القيادة أعلى حركة المرور حيث لفت هذا التصميم انتباه الناس حول العالم، ورغم أنهم شككوا بأن هذه الفكرة يمكن أن تؤتي بثمارها، إلا أن هذا الحلم أصبح حقيقة.
إصدار حقيقي جديد من حافلات النقل الطابقية Transit Elevated Bus) TEB) بدأت تجربته في مدينة Qinhuangdao الصينية، طول الحافلة 22م وعرضها 7.8م ولديها إمكانية لنقل حوالي 1200 شخص بنفس الوقت بسرعة تقدر ب60كم في الساعة، ومع ذلك فحافلة TEB ليست جاهزة بعد للتعامل مع كافة الازدحامات المرورية ، فمسارها لغاية الآن محدود بالعمل ضمن مسافة طولها 300م لتقييم نظام المكابح وتقدير كمية الطاقة المطلوبة، وفي المراحل الأخيرة من المشروع ستنتقل الحافلة لمراحل اختبار أكثر تطوراً، ويقول مصمم الحافلة Youzhou Song : "لهذه الحافلة طاقة استيعابية تقدر بـ 40 حافلة تقليدية ،كما أنها صديقة للبيئة حيث تقلل بنسبة كبيرة من استخدام الوقود وانبعاث الغازات الضارة مقارنة مع الحافلات التقليدية" وتتزود الحافلة جزئياً بالطاقة الشمسية بواسطة الألواح الشمسية المتواجدة على سطحها وفي المواقف المخصصة لصعود الركاب.
رغم أن هذه الحافلة لم تثبت فعاليتها تماماً، إلا أنها جذبت اهتمام العديد من الدول حول العالم من بينها البرازيل والهند وفرنسا واندونيسيا. فلننتظر ولنرى ماذا سيحدث، ولا تستغربوا أن يأتي يوم نتوجه فيه إلى مدارسنا وجامعاتنا أو أماكن عملنا باستخدام هذه الحافلة مشفقين على ركاب المركبات العالقة في الازدحام تحتنا.
المصادر: