الطب > كيف يعمل جسم الإنسان؟
سلسلة "كيف يعمل جسم الانسان؟" - الغدد: الغدّة النخامية
يتألف جسمُ الإنسان من مجموعةٍ من الأجهزة التي تعمل معاً لبقاء الجسمِ صحيحاً معافىً. لكل جهازٍ وظيفةٌ محددةٌ منوطة به، كجهازِ التنفس، وجهازِ الدوران، وجهازِ الهضم. ولبقاء عمل هذه الأجهزة فهي تحتاج لعملياتِ ضبطٍ ومراقبةٍ مستمرة. يقوم الجهاز العصبي وجهازُ الغددِ الصمِّ بهذا الدور للمحافظة على بقاء عمل هذه الأجهزة بتناغمٍ، وتناسق.
الجهاز العصبي مسؤول عن ضبط التغييراتِ السريعةِ، بينما يتولى جهازُ الغددِ الصمِّ غالباً ضبطَ التغييراتِ البطيئةِ والتي تتطلب دقةً أكثر (كضبط النموّ، والاستقلاب في الخلايا، ضبط مستويات سكر الدم، ضبط إماهة الدم...).
يتألف جهاز الغددِ الصمِّ من مجموعةٍ من الغددِ التي تنتشر على كاملِ الجسمِ دون اتصالٍ تشريحيٍّ مباشرٍ بينها. وسببُ التسميةِ هو بنيةُ الغددِ نفسها. ففي الحالةِ العامةِ تقوم الغددُ بإفرازِ مفرزاتها عبر قناةٍ لتصل إلى العضو المستهدف، كالغددِ اللعابيةِ التي تفرز اللعابَ عبر القناةِ اللعابيةِ إلى جوفِ الفم مباشرةً، والغددِ العرقيةِ التي تفرز العرق عبر الأقنية التي تنفتح على الجلد، وكذلك الغددُ الموجودةُ في جهاز الهضم، وهي عبارةٌ عن غددٍ خارجيةِ الإفرازِ، أما الغددُ الصمُّ فهي غددٌ بلا أقنيةٍ. ومن هنا جاءت التسميةُ العربيةُ بالـ صماء -أي غيرُ المجوّفة-. والمصطلح الإنكليزي"Endocrine"، يتألف من جزأين هما"Endo": ويعني داخلي، و "crine"وتعني إفراز (أي أنها غددٌ داخليةُ الإفراز خلافاً للغدد خارجيةِ الإفرازِ كالغدد العرقية مثلاً). ومعنى داخليةِ الإفرازِ هنا أن مفرزاتِها (الهرمونات) تنتقلُ للدّمِ مباشرةً دون وجود قناةٍ وذلك عبر الإنتشار المباشرِ من خلايا الغدة إلى شبكةِ الأوعيةِ الدمويةِ التي تحيط بها والتي تكون غالباً كثيفة. لذلك يُشار لهذه الغدد بأنها غدد بلا أقنية ductless.
إذاً فجهازُ الغدد الصم الموجودُ في جسم الإنسان هو أحدُ أجهزة الضبط، والمراقبة الرئيسةِ الموجودةِ في جسم الإنسان. لكن كيف تتحكم الغدد الصم بمختلف وظائفِ الجسمِ رغم كونها بعيدةً عن الأعضاء المطلوبِ ضبطُ عملِها؟ يقوم جهازُ الغدد الصم بهذا الدور بشكل غير مباشرٍ عبر إرساله وسائطَ كيميائيةً تُعرف باسم الهرمونات Hormones، والتي تنطلق من الغدد الصم إلى العضو المستهدفِ لتقوم بتنظيم عمله بشكل سويٍّ. ويتم هذا الانتقالُ عبر الدّم حيث تحيط بالغدد شبكةٌ دموية غنية تقوم بتلقّف مفرزاتِ الغدةِ ونقلها لكافة خلايا الجسم كون الدم يمر ويصل لكل خلايا الجسم. لكن هذا لا يعني أنّ هرموناً معيناً سوف يؤثر على كافة خلايا الجسم – فالخلايا التي ستتأثر هي التي تمتلك مستقبلاتٍ مناسبةً لهذا الهرمون. يمكن تشبيه ذلك بالقفل والمفتاح، حيث تفرز الغدد الصم أشكالاً معينة من المفاتيحِ (الهرمونات) تنتقل هذه المفاتيحُ لتمر على كافة خلايا الجسم ووحدها الخلايا التي تمتلك القفل الموافقَ لتلك المفاتيحِ هي التي ستتأثر بشكل معين.
الغدد الصم الموجودة في جسم الإنسان هي:
• 1 غدة نخامية Pituitary Gland.
• 1 غدة صنوبرية Pineal Gland.
• 1 غدة درقية Thyroid Gland.
• 4 غدد جارات الدرق Parathyroid Glands.
• 1 غدة تُوتَة Thymus Gland.
• 2 غدة كظرية Adrenal Glands.
• جزر لانغرهانس في البنكرياس Islets f Langerhans.
• المبيضان لدى الإناث Ovaries.
• الخصيتان لدى الذكور Testes.
اللطيفُ في الأمر أنّ توزيعَ العمل في جهاز الغدد الصم هو هرميٌ ويشبه كثيراً الشكل الذي يتم توزيع السلطة فيه في كبرى الشركات. فالغدد الصم تتوزع فيما بينها مهمةُ مراقبةِ وضبطِ عمل أجهزة ونشاطات الجسم المختلفة، وكلُ غدّة تتولى مهمةً معينة، وتخضع كلُ الغددِ الصم إلى سيطرة غدةٍ واحدة وهي الغدةُ النخامية الموجودة في المقر الرئيسي في جسم الإنسان -الدماغ-، والتي تخضع بدورها لسيطرةِ الدماغ، والجزءُ من الدماغ المسؤول عن مراقبة عملِ الغدة النخامية هو الوطاء Hypothalamus.
إذاً: (الوطاءُ) يسيطر على (النخامى) التي تسيطر على (باقي الغدد).
وكما سبق وأشرنا أنّ الغدد الصم تقوم بمهامها المتمثلةِ بالضبط والمراقبة عبر إرسال وسائطَ غيرِ مباشرةٍ تسمى الهرمونات. بالمثل تقوم النخامى بالسيطرة على عمل الغدد عبر الهرموناتِ أيضاً. وكما ستتوقع يقوم الوطاء بدوره بالسيطرة على عمل النخامى عبر الهرموناتِ أيضاً.
لفهم ذلك بشكل جيد دعنا نأخذ مثالاً على هذه السيطرة الهرمية.
تفرز الغدة الدرقية هرموني T3، T4وهما ضروريان لنموِّ وتطور الخلايا وخصوصاً في الجهاز العصبي. لكن الغدةَ الدرقية لا تفرز هرموناتِها إلا إذا تلقتْ الأمرَ من الغدة النخامية. تصدر الغدة النخامية الأمر للدرقية عبر إفرازها لهرمونٍ يسمى الهرمونَ المُنَبِّهَ للدَّرَق TSH، والذي يصل للغدة الدرقية عبر الدم ليحرضها على إفراز هرموناتها.
لكن النخامى بدورها لا تصدرُ الأمر للدرق إلا إذا تلقتْ الأمر من الوطاء بالحاجة لهرمونات الدرق. يصدرُ الوطاء أوامره أيضاُ عبر هرمون يسمى الهرمونَ المطلِقَ لموجهةِ الدرقية TRH.
إذاً يكون التسلسل كالتالي:
الوطاء (TRH) ← النخامى (TSH) ← الغدة الدرقية (T3، T4).
أي: الوطاء يفرز (TRH) الذي ينتقل مباشرةً عبر شبكةٍ من الأوعيةِ الدموية إلى النخامى. النخامى تستجيب لـِ (TRH) بإفراز هرمونها (TSH) والذي ينتقل بدوره عبرَ الدمِ إلى الغدة الدرقية. الغدة الدرقية واستجابةً لهرمونِ (TSH) تقوم بإفراز هرموناتها (T3، T4).
تنطبق هذه الآليةُ على معظمِ الغدد الصم. وتسمى الغدد السابقة بالمحورِ الوطائيِّ – النخاميِّ – الدرقيّ. وكذلك هنالك ميزة تنظيمية هامة، وهي آليةُ "التلقيمِ الراجعِ السلبي" أي عندما يرتفع تركيز هرمونٍ معينٍ في الدم، يتلقى الوطاءُ إشارةً بذلك، والذي بدوره ينبّه النخامى، فيتثبط إفراز هذا الهرمونِ بعينه.
بعد هذه المقدمة تستطيع الآن التعرف بالتفصيل على الغدد الصم وفهم آلية عملها بشكل كامل.
الغدة النخامية:
تعمل الغدة النخامية بالتعاون مع الوطاءِ كجملةٍ واحدة، ويقومان معاً بتنظيم عمل الغدد الأخرى. تتوضعُ الغدة النخامية في الرأس داخل انخفاضٍ في قاعدةِ القحف يسمّى "السّرج التركي". وتتصل النخامى مع الوطاء بسويقة stalk. يُقدر حجمها بحجم حبة البازلاء وتزن 500 غرامٍ تقريباً. وتتألف النخامى من ثلاث أجزاء:
1. النخامى الأمامية (وهي غدية).
2. النخامى الخلفية (وهي عصبية).
3. بالإضافة إلى فص متوسط.
كما تلاحظ من الشكل فإن الترويةَ الدمويةَ للنخامى الأماميةِ تتكون من شبكةٍ من الأوعيةِ الدموية التي تكون قد مرت مسبقاً على الوطاء. عبر هذه الشبكة تنتقل هرموناتُ الوطاء إلى النخامى الأماميةِ لتحرضَ أو تثبط إفرازَ هرموناتِها. ومن ثم تنتقل هرمونات النخامى إلى مجرى الدم لتصل إلى الغدد الأخرى.
أما النخامى الخلفيةُ فتتألف من مجموعة من الخلايا العصبية التي تتوضع أجسامها في الوطاء. أي أنّ جسمَ الخلية العصبية يتوضع في الوطاء ويمتد محورها لينتهي في النخامى الخلفية. الهرمونات التي تفرزها النخامى الخلفيةُ يتم تصنيعها في الوطاء (في أجسام الخلايا) وتنتقل بعدها عبر محاور الخلايا لتتجمع في حويصلاتٍ في النخامى الخلفية – ويتم إطلاق هذه الهرموناتِ بتنبيهات عصبية من الوطاء.
النخامى الأمامية
كما سبق وأشرنا بأنّ الهرموناتِ المفرزةَ من النخامى الأماميةِ (ذاتَ البنيةِ الغدية) تقوم بتنظيم عمل الغدد الأخرى وتحرضها على إطلاق هرموناتِها. الجدول التالي يلخص العلاقة بين هرمونات الوطاء والنخامى الأمامية:
كما تلاحظ: تُقسم هرمونات الوطاء إلى نوعين: هرموناتٌ مطْلِقة Releasing Hormones (RH) وهرموناتٌ مثبِّطة Inhibiting Hormones (IH). الهرمونات المطْلِقة تحرض النخامى على إفراز هرموناتِها والمثبِّطة تثبطها. ولنتعرف على هرمونات النخامى الأمامية:
هرمون النمو Growth hormone "GH"
وهو الهرمون الأكثر توافراً في الجسم. يقوم هذا الهرمون بتنشيط نمو وانقسام معظم خلايا الجسم، وخصوصاً تلك التي في العظام والعضلات. كما يتحكم بمستوياتِ الاستقلاب في بعض الأعضاء كالكبد والأمعاء والبنكرياس.
يحرض هرمون النمو تصنيعَ البروتين، ويُنشّط تحطيم الدهون، ويزيد من مستوياتِ الغلوكوز في الدم. يتم التحكمُ بإفراز هرمونِ النمو عبر هرموناتِ الوطاء المطْلِقة والمثبِّطة لإفرازه: GHRH، GHRIH. يكون إفرازُ هرمونِ النمو أعلى ليلاً أثناء النوم، كما يتحرض إفرازه بانخفاض سكر الدم، والتمارينِ الرياضية، والقلقِ، ويتثبط بآليةِ التلقيم الراجع السلبي، والسوماتوستاتين (GHRIH). وتكون مستوياته بأعلى حدٍ في سن البلوغ ثم تبدأ بعدها بالانخفاض التدريجي.
الهرمون المنبِّه للدَّرَق(TSH) THYROID STIMULATING HORMONE
يتم تصنيع هذا الهرمونِ في النخامى الأمامية، ويتحرض إفرازه بإيعازِ الوطاء عبر الهرمون المطلقِ لموجهةِ الدرَقية TRH (Thyrotropin-Releasing Hormone).
عندما يصل هذا الهرمون للغدة الدرقية فإنه يقوم بتحريضها على إفراز هرموناتها (T3، T4)، كما أنّه يحرض خلاياها على النمو.
تختلف مستويات إفرازه خلالَ النهارِ إلا أنّها تكون أكثرَ انخفاضاً في بداية المساءِ، ويصل لقمته أثناءَ الليل، كما أنّه يتثبط بآليةِ التلقيم الراجع السلبي.
الهرمون الموَجِّه لقشر الكظر (ACTH) ADRENOCORTICOTROPIC HORMONE
يتحرر هذا الهرمون من النخامى الأماميةِ بتأثير هرمون الوطاء المطْلِق لموجهةِ القشرة CRH. يزيد هذا الهرمون من تركيز الكوليستيرولِ والستيروئيداتِ في قشر الكظر، ويزيد تحريرَ الهرموناتِ الستيروئيدية، وخاصة الكورتيزول Cortisol. أيضاً تختلف مستويات هذا الهرمون خلال اليوم وتكون بأعلى تركيز لها في ساعات الصباح الأولى وتنخفض لأدنى مستوى في منتصف الليل.
هذا النظم اليومي لإفراز ACTH يبقى ثابتاً طيلة الحياة كما أنّه يتدخل في التحكم بأوقات ومواعيد النوم عند الإنسان. وتغيير هذا النظمِ يتطلب عدةَ أيام كما يحدث عندما يسافر الإنسان بالطائرة لبلدان تختلف كثيراً بالتوقيت الزمني للبلد الذي سافر منه Jet Lags))، وكما يتحرض إفرازه بنقص السكر، وحالات الشِّدة (الشدة العاطفية، والحرارة، ...).
البرولاكتينPROLACTIN 1:
يحرض هذا الهرمون إنتاج الحليبِ وله تأثير مباشر على الثديين بعد البلوغ. يُفرز البرولاكتين أيضاً بتأثير الهرمونِ المطلِقِ للبرولاكتين PRH المفرز من الوطاء. وارتفاعُ تركيزِ البرولاكتين أثناء فترة الرضاعة يتدخل في تقليل فرص حدوث الحمل لدى المرأة المرضع.
يُفرَز هذا الهرمون أثناء الليل والنهار، كما تزيد الضغوط النفسية من إفرازه.
مُوجهة الأقناد (المناسل)GONADOTROPINS:
بعد البلوغ يقوم اثنانِ من الهرمونات الجنسية المفرَزة من النخامى الأمامية (بتحريض من الهرمون المطلِقِ لموجهة الغدة التناسلية المُفرَز من الوطاء) بإحداث تغييرات بنيوية لدى الجنسين.
هذان الهرمونان هما:
1. الهرمون المنبه للجريب FSH.
2. الهرمون اللمُلَوتِن LH.
تأثير هذين الهرمونين يختلف حسب الجنس.
• لدى كلا الجنسين: ينشط الهرمونُ FSH من إنتاج الأمشاج (النطاف والبويضات).
• لدى الإناث: يتحكم الهرمونان FSH، LH بإفراز الإستروجين والبروجسترون خلال الدورة الشهرية.
• لدى الذكور: يحرض الهرمون LH الخصيةَ على إفراز التستوستيرون.
النخامى الخلفية:
تقوم النخامى الخلفيةُ بتخزين هرمونين هما الأوكسيتوسين Oxytocin والهرمونُ المضاد للإدرار Vasopressin. وهذان الهرمونان يستهدفان أنسجةً وليس غدداً صماءَ كما تفعل هرمونات النخامى الأمامية. يتم تصنيع هذين الهرمونين في الوطاء في أجسام الخلايا العصبية ومن ثم تنتقل عبر محاورها (التي تشكل السويقةَ الرابطةَ بين الوطاء والنخامى) ليتم تخزينها في حويصلات في النخامى الخلفية.
الأوكسيتوسينOXYTOCIN:
يستهدف الأوكسيتوسين الخلايا العضلية البشروية للغدد المفرزةِ للحليب في الثدي أثناء فترة البلوغ. كما يلعب هذا الهرمون دوراً مهماً في عملية الولادة والمخاض. حيث يسبب اندفاعُ رأسِ الطفل توسُّعَ عنقِ الرحمِ، وتوسُّعُ عنق الرحم يسبب إفرازَ المزيدِ من الأوكسيتوسين. يسبب الأوكسيتوسين زيادةَ تقبضاتِ الرحم التي تدفع بالجنين ورأسه نحو الخارج. اندفاعُ الجنين نحو الخارج يزيد من توسع عنق الرحم الأمرُ الذي يزيد من إفرازِ الأوكسيتوسين والذي بدوره يزيد من تقلصاتِ الرحم. تستمر هذه العلمية حتى يولدَ الطفل ويخرجَ من الرحمِ ويتوقفَ تحريضُ عنقِ الرحم.
يُعتبر المثال السابق مثالاً عن آليات التلقيم الراجع الإيجابي Positive feedback mechanism في جسم الإنسان. يرتبط ضخ الحليب من الثدي أيضاً بهذا النوع من التلقيم الراجع. حيث أن مص الرضيع لحلمة الثدي يولد نبضات عصبية تنتقل إلى الوطاء الذي يقوم بتحرير المزيد من الأوكسيتوسين الذي يشارك في دفع المزيد من الحليب للرضيع عبر التأثير على الغدد اللبنية في الثدي.
الفازوبريسينVASOPRESSIN:
ويسمى أيضاً بالهرمون المضاد للإدرار Antidiuretic Hormone (ADH)
المهمةُ الرئيسية لهذا الهرمونِ هي تقليلُ إفراز الماء عبر البول عبر تأثيره على زيادة عودة امتصاص الماء من الأنابيب البولية. بمعنى أنه يحافظ على الماء ويمنع طرحه مع البول. وبذلك يحافظ الجسمُ على مستوياتٍ ثابتة من الماء في الدم، يتأثر إفرازُه بمعدل الضغط التناضحي (Osmotic Pressure) للدم، عن طريق مستقبلاتٍ خاصة في الوطاء.
أشهر اضطرابات الغدة النخامية:
تنتج اضطرابات جهاز الغدد الصم عادةً عن إصابة الغدد الصم بالأورام أو أمراض المناعة الذاتية. وتكون هذه الأمراض ناتجة إما عن:
• فرط إفراز الهرمونات Hypersecretion.
• أو نقص إفرازها Hyposecretion.
فرط إفراز هرمونات النخامى الأمامية
HYPERSECRETION OF THE ANTERIOR PITUITARY:
العملقة وضخامة النهايات GIGANTISM AND ACROMEGALY:
السبب الرئيسي لهذا الاضطراب هو الإفراز الزائد المستمر لهرمون النمو والناتج عن ورم مفرز يصيب النخامى عادة. وقد يحدث هذا الاضطراب في بعض الحالات بسبب زيادةِ إفراز الوطاء للهرمون المطلق لهرمون النمو GHRH. أي أن النخامى هنا سليمة ولكنها تتلقى أوامر من الوطاء لإفراز هرمون النمو بشكل زائد.
عندما تكون الحالة ناتجة عن ورم يصيب النخامى فإن هذا الورم غالباً ما يضغط على تصالب العصب البصري المتوضع تحت النخامى مما يؤدي إلى الإصابة بمشاكل مرافقة في الرؤية.
زيادة إفراز هرمون النمو تؤدي إلى:
• نمو زائد للعظام والعضلات.
• ضخامة الأعضاء الداخلية.
• ضخامة القلب وارتفاع ضغط الدم.
• نقص تحمل الغلوكوز والميل للإصابة بالسكري.
العملقة GIGANTISM:
تحدث هذه الحالة عندما يزداد إفراز هرمون النمو في الأعمار التي لا تزال فيها غضاريف النمو غير متعظمة (الطفولة وقبل البلوغ). تكون الضخامة واضحة في العظام والأطراف وقد يصل طول الفرد إلى 2.1 – 2.4 م. ولكن تكون نسبُ أبعادِ الجسم متناسقةً بشكل عام لأن كل شيء ينمو ولكن بشكل زائد.
ضخامة النهايات ACROMEGALY:
أما عندما يحدث الاضطراب في إفراز هرمون النمو بعد البلوغ (أي بعد توقف العظام عن النمو) فإن تأثير هرمون النمو لن يسبب زيادة في طول العظام (بسبب تعظم غضاريف النمو بعد البلوغ) إنما سيسبب زيادة في سماكتها. كما تزداد سماكة الأنسجة الرخوة فيتضخم اللسان والأيدي والأقدام.
نقص إفراز هرمونات النخامى الأمامية
HYPOSECRETION OF THE POSTERIOR PITUITARY:
هناك أسباب عديدة تؤدي إلى نقص إفراز هرمونات النخامى الأمامية:
• أورام الوطاء أو النخامى.
• الإصابة الرضية الناتجة غالباً عن كسور قاعدة الجمجمة أو التداخلات الجراحية.
• الضغط على النخامى الناتج عن أورام قريبة منها.
• الإنتانات كالتهاب السحايا.
• التنخر الناتج عن نقص التروية.
• العلاج الشعاعي للأورام.
التنخر الناتج عن نقص التروية ISCHEMIC NECROSIS:
عندما تنقص التروية الدموية الواردة إلى النخامى فإنها تصاب بالتنخر (الموت النسيجي). يسبب هذا نقص إفراز النخامى لهرموناتها الأمر الذي يسبب بالنتيجة نقص إفراز الغدد الأخرى لهرموناتها (كالدرقية والكظر والأقناد). لأن بقية الغدد تفرز هرموناتها بناء على الأوامر الصادرة من النخامى (عبر هرمونات النخامى). تسمى هذه الحالة بمرض Simmond.
تتراوح الأعراض الناتجة عن هذه الحالة تبعاً لمقدار التموت النسيجي الحاصل في النخامى. في الحالات الشديدة تكون هذه الإصابة مهددة للحياة بسبب النقص الشديد الحاصل في الهرمونات الستيروئيدية.
عندما يكون نقص التروية المسبب للتموت النسيجي ناتجاً عن النزف أثناء الولادة تسمى هذه الحالة بمتلازمة شيهان Sheehan’s syndrome ويعقبها فشل في إنتاج الحليب.
القزامة النخامية PITUITARY DWARFISM:
تنتج هذه الحالة عن النقص الشديد في إفراز هرمون النمو أثناء فترة الطفولة. يكون المصاب صغيرَ الجسمِ لكن بشكل متناسقٍ ودون أن تتأثر الحالة العقلية. كما يتأخر البلوغ في هذا الاضطراب. تنتج هذه الحالة عن اضطراب وراثيٍّ أو ورم يصيب النخامى.
يمكنكم التعرف على متلازمة شيهان: هنا
المصدر:
Anatomy and Physiology in Health and Illness