الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
تغذية مرضى غسيل الكلى
يحدث الفشلُ الكلوي عندما يعاني المريض من خسارةٍ تدريجيةٍ ومتكررة في وظائف الكِلى، وذلك خلال مدةٍ تتراوحُ من عدةِ أشهرٍ إلى سنوات، حتى يبلغَ المريضُ المرحلةَ الأخيرة التي تكون فيها خسارةُ الوظائفِ كاملةً أو شبهَ كاملة، وهي المرحلة التي يحتاج المريض فيها إجراءَ غسيلِ أو زرعِ الكلى للبقاء على قيد الحياة.
يُعتبر غسيلُ الكِلى علاجاً داعماً فقط، فهو لا يُعالج المشكلةَ بشكل جذريّ، بل يوفّر بديلاً صناعياً نظراً لأن الكلى تكون غيرَ قادرةٍ على التخلص من الفضلات والسوائلِ المتراكمة في الجسم، ولكنّ الفضلاتِ تعودُ لتتراكم في الدمِ بين الجلسات، مما يُحتّم على المريض أن يتكيّف مع التغيراتِ اليوميةِ وخاصةً الغذائيةِ منها ليضمنَ أفضل شكل من أشكال الحياة. وهنا تأتي أهميةُ تعاونِ المريض مع أخصائيّ التغذية والطبيب المشرف بُغيةَ تأمين الاحتياجات اليومية والصحية من البروتينات والسعرات الحرارية والفيتامينات والمعادن دون أيّ زيادة عن حاجة الجسم.
أولاً- السوائل:
يُسبب تراكمُ السوائلِ بين جلساتِ الغسيل تورُّمَ الجسمِ وزيادةَ الوزن، مما يؤثر بدوره على ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجَهْدٍ أكبرَ. لذلك فإن مراقبةَ كميةِ السوائل التي تتناولها يعتبر أمراً شديدَ الأهمية، ويشملُ ذلك الأطعمة التي تكون ذاتَ طبيعةٍ سائلةٍ في درجةِ حرارةِ الغرفة، مثل الحساء والجيلي والمثلجات والكثير من الخضار والفواكه الغنية بالماء مثلِ البطيخ والعنب والبرتقال والطماطم والخس والكرفس وغيرها.
إذاً، كيف يُمكنك أن تُسيطر على عطشك في ظلّ هذا التقييد الشديد؟!
إنَّ أفضلَ طريقةٍ للحدِّ من الحاجة لتناولِ السوائل هي الابتعادُ عن مسبباتِ العطشِ الناجمِ عن ملحِ الطعام، ويشملُ ذلك مختلفَ الأطعمةِ المالحةِ مثل الشيبس والمعجناتِ والمنتجاتِ المصنّعة. كما يُنصحُ بشربِ الماء بأكوابٍ صغيرةِ الحجم.
ثانياً- البوتاسيوم:
تحافظُ الكلى السليمةُ على كميةٍ مناسبةٍ من البوتاسيوم في الدم مما ينعكسُ بشكلٍ إيجابيّ على انتظام ضربات القلب. ولكنّ مريض غسيل الكلى يعاني من ارتفاع مستوياتِ البوتاسيوم بين جلسات الغسيل مما يؤثر على نبض القلب، وقد يكون خطيراً ومُميتاً في حال تناولِ الكثير من البوتاسيوم. وتتم السيطرةُ على مستويات البوتاسيوم في الدم بتجنّبِ الأطعمةِ الغنية به قدرَ الإمكان، ويمكن تناولُ قطعٍ صغيرةٍ من تلكَ الأطعمة كما يمكن لتقطيعِ البطاطا وغليِها أن يحدّ من البوتاسيومِ الموجودِ فيها.
يذكرُ من الفاكهةِ عالية المحتوى من البوتاسيوم الموز، والشمّام، والمشمش، والبرتقال وعصيره، والأفوكادو، والتّين، والكيوي، والكُمَّثرى (الأجاص)، والخوخ، والبندورة، والزبيب.
أما الخضار، فتشمل والبنجر (الشوندر)، والفاصولياء، والقرع، والبطاطا، والسبانخ. يضافُ لما سبق كلٌّ من التمر، والحليب، واللبن، والفول السودانيّ، وسمك السردين.
ثالثاً- الفوسفور:
يعملُ الفوسفور مع الكالسيوم وفيتامين D على المساعدة في بناء عظامٍ قوية، ولكن مستوياتِه ترتفع لدى مرضى الكلى مما يؤدي إلى حدوث حالةٍ تُدعى بفرطِ فوسفاتاز الدم، والتي ترتبطُ مع حدوثِ أمراضٍ خطيرةٍ قد تنتهي بالموت. يوجد الفوسفور في جميع الأطعمةِ تقريباً مما يجعل الحدّ منه أمراً شديد الصعوبة، لذلك يتعاطى معظمُ مرضى غسيل الكلى أدويةً رابطةً للفوسفات تعمل على ربطِ الفوسفات في المعدةِ وتمنعُ امتصاصه ليُطرح من الجسم عن طريق البراز.
يذكر أن منتجاتِ الحبوب الكاملة، والبقوليات، والحليب ومشتقاتِه تعتبر من أغنى المصادر الغذائية بالفوسفور، ويستثنى من ذلك الجنبةُ الكريمية (جبنة الدَّهْن)، والأرز الأبيض، والخبز الأبيض والبوشار غير المملح، والفاصولياء الخضراء (ولكن بكمياتٍ قليلة تجنّباً لارتفاع البوتاسيوم).
رابعاً- البروتين:
بتوجّب على مريض الفشل الكلوي أن يقللَ من كمياتِ البروتين المُتناولة بشكلٍ كبير قبل أن يبدأ بغسيل الكلى، ولكن ما أن يباشر بالعلاجِ الداعمِ يُصبح بإمكانِهِ أن يتناول طعاماً يحتوي على كميات أكبرَ من البروتين وخاصّةً مرتفع القيمة الحيوية كاللحوم والأسماك والدواجن والبيض (وخاصّة البياض)، فالبروتين يساعد في المحافظة على العضلاتِ، وإصلاح الأنسجة، كما يزيد مقاومةَ الجسم للعدوى.
خامساً- الصوديوم:
يسببُ تناولُ كمياتٍ كبيرةٍ من الملح شعوراً بالعطش، كما يسبب مع الوقت ارتفاعاً في ضغط الدم وقصور القلب الاحتقاني. لذا يُنصح المريضُ بتناول الأطعمةِ الطازجة والتي تكون منخفضةَ المحتوى من الصوديوم بشكلٍ طبيعيٍّ. ولا يُنصحُ باستخدامِ بدائل الملح لأنها تحتوي على البوتاسيوم بكمياتٍ كبيرة. كما يتوجّب على المريض توخِّي الحذر تُجاه كمياتِ التوابل التي يستهلكها لتنكيه الطعام بهدف اختيار الأنواع الخالية من الصوديوم والبوتاسيوم.
سادساً- السعرات الحرارية:
يعاني معظم مرضى غسيل الكلى من نقصٍ في الوزن نتيجة اقتصار الأغذية التي يمكن أن يستهلكوها على أنواعَ محدودةٍ جداً. يمكن في هذه الحالة الاعتماد على إضافة الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون، وزيت الكانولا، وزيت القرطم (العُصفر)، فهي مصادرُ جيدةٌ للسعراتِ الحرارية مما يضمن الحصولَ على الطاقة الكافية لعمل الجسم.
سابعاً- الفيتامينات والمعادن:
إنَّ محدوديةَ المصادرِ الغذائية التي يمكن اعتمادها من قِبَل مريض غسيل الكلى ستؤدي إلى إصابتِهِ بعَوز الفيتامينات والمعادن نتيجةَ فَقْدِها من النظام الغذائي، ولذلك يقوم الطبيب المعالجُ بوصفِ المكملات الغذائية لتعويض هذا النقص وضمان سلامة سير عمليات الجسم المختلفة.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا