الفنون البصرية > زيارة إلى متحف الفن
رائعة رامبرانت، ما وراء الغموض، الفيلسوف المتأمل
لم يُطلِق الرسام الهولندي رامبرانت فان رين (Rembrandt Van Rijn 1606/1607-1669) اسم "الفيلسوف المتأمِّل" على لوحته التي رسمَها في القرن الثامن عشر في باريس التي عُرِضَت بين المجموعات الفنية الأرستقراطية مع لوحة للاسم ذاته شبيهةٍ بها من حيث التفاصيل الأساسية. وإن كانت هاتان اللوحتان منسوبتَين إلى رامبرانت في مدة من الزمن وعُرضتا معاً في متحف اللوفر، فقد تمَّ التعرف على اللوحة الأخرى لاحقاً ونُسبَت إلى رسامٍ مقلِّدٍ أحدَث عهداً. وكان قد أعلن مشروع بحث رامبرانت في فترة من الزمن أن أياً من اللوحتين لم تكن للرسام المُكَنّى بسيد الضوء والظِّلال، لكنَّ فحوص مختبر متحف اللوفر في عام 1955 كشفت الدقائق الملحوظة الحاسمة و تمّ الإقرار على أن هذه اللوحة المدعوة "الفيلسوف المتأمِّل" لرامبرانت فعلاً.
وإذ يغيب الجدل السابق حول أصل اللوحة، نجد المزيد من التعليقات والتفسيرات التي تدرس تفاصيلها ورمزية عناصرها، وربما تحمّلنا بمزيد من الأسئلة غير المُجابة.
يمكنُ القول بأنّ ضوء النهار القادم من النافذة ووهج النار القادم من الموقد يرمزانِ إلى ثنائيَّةِ الروحانيّة والماديّة، ويرى البعضُ في الرجلِ والمرأة مستويَين مختلفين من وعي الإنسان، الوعي الروحاني والوعي العمليّ الماديّ، بينما ينظر آخرون إليها فيجدوا أشكالاً رمزية مثلَ الين واليانغ.
-رمز الين واليانغ:
وكما هو معهود في اللوحات التي تصوِّر أصحابَ المهن، نرى في اللوحة أدوات وأغراضًا مرتبطة بعمل كلٍّ منهم، أمَّا في لوحتنا هذه فلا نجدُ سوى كتابٍ وريشة على طاولة الرجل المسنّ الذي أبعدَ نفسه عنها جالساً مضمومَ اليدينِ أمامَ نورِ الشمس. يذهب البعض أنّ ذلك غير كافٍ لإثبات كَون الرجل فيلسوفاً وأنَّ وجود شخص آخر يشرف على الأعمال المنزلية لا يتناسب مع حاجة الفيلسوف للوحدة والتأمل، بينما تعتقد مجموعة من الباحثين أن الرجل والمرأة هما طوبيت وآنا من سفر طوبيا والشخص الثالث هو ابنهما المنتظَر!
- نسخة نقشيّة للفيلسوف المتأمّل- دوفيّيه لينيه 1814
لوحةٌ يلفّها الغموض ويكثر حولها التفسير والتأويل ليتركَ المهتمّين في تأمّلٍ أمامَها، بعيدًا عن ضوضاء الحاجة إلى أكثر من ذلك.
تفاصيل اللوحة:
اسم اللوحة: الفيلسوف المأمِّل/ The Philosopher in Meditation
رسمها الفنان رامبرانت فان رين
زيت على خشب
28 * 34 سم
المصادر: