التعليم واللغات > اللغويات

تأثير العمر على اختبارات اللغة

استمع على ساوندكلاود 🎧

كلنا نعلم مدى تأثير التقدم بالعمر على وظائف الدماغ ووظائف الجسم بشكلٍ عام، ولكن هل يؤثر على تعلّم اللغات أم أنه يؤثر على أداء الاختبارات المتعلقة باللغات؟ فلنكتشف ذلك سويةً في هذا المقال

أثبتت دراسةٌ أن التقدّم في العمر يؤثر على أداء الاختبارات وليس على تعلّم اللغة.

إن القدرة على فهم اللغة بعد التقدّم في السنّ قد تكون أكبر مما كنا نعتقد. هذا ما وصل إليه الباحثون في جامعة كامبريدج، حيث وجدوا أن المتقدمين في العمر يجدون صعوبةً أكبر في أداء الاختبارات أكثر منها في فهم اللغة.

قام علماء من مركز كامبريدج للشيخوخة والأعصاب بفحص أدمغة عدد من المشاركين خلال تأديتهم اختباراً، ووجدوا أن مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة تعمل بشكل جيّد لدى كبارِ وصغارِ السنّ على حدٍ سواء.

ويستنتج البحث المنشور في "مجلة علم الأعصاب Journal of neuroscience" أن النشاط العصبي في المناطق الأمامية للدماغ لدى المشاركين ذوي العمر المتقدّم يظهر اختلافاتٍ في الاستجابة لمتطلبات المهمة المؤداة مقارنة باستجابة ذوي العمر الأصغر، لا اختلافاتٍ في فهم اللغة نفسها.

تقول الأستاذة المساعدة "لورين تايلر" من مركز "كام-كان Cam-CAN": تشير هذه النتائج إلى أن القدرة على فهم اللغة موجودة وبشكل ملحوظ لدى فئةِ كبار السنّ، وتلك القدرة طبيعية وليست ناتجة عن طريق حيلةٍ ما من الدماغ، أو إعادة تنظيمٍ لأفكاره. إنما هي نتيجة استمرار الأداء الفعّال لآلة فهم اللغة في الدماغ، والتي يملكها كل البشر".

وتضيف البروفيسورة: أثناء محاولة علماء علم الأعصاب المعرفي فهم كيفية عمل المخ والدماغ، عادةً ما يصلون إلى إجابات عن أسئلتهم من خلال تصميم اختباراتٍ لقياس قدراتٍ معرفيةٍ محددةٍ، مثل الذاكرة واللغة. لكن تلك الاختبارات نادراً ما تنتهي إلى قياس عاملٍ واحدٍ فقط.

وتضيف الأستاذة "كارين كامبل" من جامعة هارفارد: يظن العلماء أنهم يدرسون اللغة، لكنهم في الواقع يختبرون اللغة بالإضافة إلى الدافعية لتحسين الأداء، ومدى فهم التعليمات، والقدرة على التركيز وغيرها من العوامل المؤثرة. إنّ هذه المهام التي تفتقر لتعريفٍ محددٍ تصبح أكثر إثارةً للجدلِ عند دراسة أدمغة المتقدمين بالعمر، وذلك لأن نشاطاً عصبياً في الفصّ الأمامي من الدماغ يظهر عندهم أحياناً، ويُعتقد أنه قد يعكس التغيرات التي تطرأ على أدمغة كبار السنّ في الاستجابة للوظائف المعرفية. إلا أن هذا النشاط الزائد قد يكون مجرد اختلاف بين أدمغة كبار وصغار السنّ في الاستجابة للمهام المتنوعة.

حاولت كامبل وزملاؤها في مركز Cam-CAN تطبيق الاختبارات بمعزل عن المؤثرات بواسطة فحص ١١١ مشاركاً تتراوح أعمارهم بين ٢٢ و ٨٧ بجهازِ الرنينِ المغناطيسي أثناء استماعهم إلى جملٍ دون إبدائهم ردات فعل، وكذلك أثناء استماعهم للجمل وقيامهم بتحديد ما إذا كانت الجملة صحيحة لغوياً أو خاطئة.

وجد الباحثون أن الاستماع ببساطةٍ إلى لغة وفهمها كما نفعل في الحياة اليومية "يضيءُ" شبكات الدماغ المسؤولة عن السمع واللغة، بينما أداء مهمةٍ معرفيةٍ أثناء الاستماع يحفّز نشاطاً زائداً في عدة شبكاتٍ أخرى مرتبطةٍ بالمهمة.

لا يوجد تأثير للعمر على تعلّم اللغة نفسها، ولكنه يؤثر على ارتباط شبكة اللغة بالشبكة المؤدية للمهمة المطلوبة.

تم تأسيس "مركز كامبريدج للتقدّم بالعمر وعلم الأعصاب" بواسطة "مجلس الأبحاث لعلوم الأحياء والأحياء التقنية" وهو في موجود في كلٍ من "جامعة كامبريدج" و"مجلس الأبحاث الطبي المعرفي" و"وحدة علوم الدماغ".