العمارة والتشييد > التصميم المعماري
الـ Portfolio السِّيرة الذاتيَّة للمعماري
يُطلب من المتقدِّم في معظم مقابلات العمل أو أثناء التسجيل في الجامعات سيرة ذاتيَّة لعرض كفاءته الأكاديميَّة والمهْنيَّة إلَّا إذا كان من المصمِّمين، حينها سيُطلب منه (Portfolio)! فما معنى هذه الكلمة وما هو الـPortfolio؟ فلنتعرَّف سويَّاً.
كلمة Portfolio هي كلمة لاتينيَّة الأصل مكوَّنة من جزأين: الأوَّل Portaoe بمعنى يحمِل والثانيFoglio بمعنى صفحة من الورق. أمَّا في عالم التصميم فيُعرَّف الـ Portfolio بأنَّه فِعل إبداعي يُظهر المقدرات والتصوُّراتِ الخاصَّة للمصمِّم، كما أنَّه أداة للتواصل وللترويج. فهو دليل المصمّم على أصالة أفكاره وقدرته على الابتكار والتزامه بذات الوقت بالأعراف والقيود الاحترافية في هذا المجال مبيِّناً قدرته على إظهار أفكاره وفق القواعد المتعارف عليها في عالم المصمِّمين والمعماريِّين.
يتكوَّن الـPortfolio من صورة الغلاف وتكون من تصميم المصمِّم والتي تُظهر قدراتِه وتصوُّراتِه الخاصة إلى جانب تقديم نظرة أوَّلية لما سيحتويه هذا الـPortfolio، وعادةً ما يحمل الغلاف أهميَّة كبيرة حيث يعتبر مشروعاً مستقلاً من المشاريع المعروضة وليس فقط صورة للغلاف. ثم يليه عادةً السيرة الذاتيَّة ثم الفهرس ثم تسلسل المشاريع التي لا تتعدى عادةً ثلاثة أو أربعة مشاريع والتي تمثِّل الأفضل من المشاريع الأكاديميَّة أثناء الدِّراسة أو الحياة المهنيِّة أو حتى مشاريع خاصَّة بتصورات المصمِّم. غالباً ما يتم إعلان الشُّروط الخاصة للـPortfolio من قبل المؤسَّسة المُراد التقدُّم إليها كالجامعات أو الشركات، من حيث طبيعة الـ Portfolio إمَّا مطبوع أو رقميّ وعدد المشاريع وعدد الصفحات وقياسها وحجم الملف إن كان رقمياً وغيرها من التفاصيل التي يجب الالتزام بها كليَّاً من قبل المتقدِّم.
يفضَّل عند البدء بتصميم الـ Portfolio الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
1- التفكير بما سيتضمَّنه الـ Portfolio، لذلك فالخطوة الأولى ستكون توثيق الأعمال الخاصَّة بك جميعاً عبر تصويرها أو مسحها ومن ثم تنسيقها عبر برامج التنسيق كالـ Photoshop مثلاً. ثم يبدأ العمل على تنسيق الإخراج الخاص للـPortfolio كملفٍّ واحدٍ ليتم تصميم أشكال الصفحات وقياسها وغيرها من التفاصيل المهمَّة. يليها تحديد إن كان الـPortfolio مطبوعاً فما هي نوعية الورق وحجمه، وإن كان رقمياً فكيف سيتم عرضه وتسليمه، عبر إرسال قرصٍ رقميٍّ أم عن طريق رابط انترنت. هذه الأسئلة يتم الإجابة عليها من قبل الجهة التي تنوي تقديم الـPortfolio لها فهي التي ستحدِّد جميع هذه التفاصيل.
2- كما يقال لا تأجِّل عملَ اليومِ إلى الغد، فمن الضروري تصوير ومسح جميع الأعمال الخاصَّة بكَ مرَّة فصلياً أو على الأقل مرَّة في كل عام لأنَّ النِّسخ الورقيَّة غالباً ما تتلف أو تُنسى وخصوصاً في مرحلة الدِّراسة الجامعيَّة.
3- لا تكن انتقائياً أثناء فترة توثيق أعمالك فبعضها قد يبدو غير ذي أهميَّة ولكنَّه في الواقع قد يكون دليلاً يُظهرُ تطوَّرك على مدار السنوات، فبعض الجهات قد تطلب الرُّسوم الأوليَّة للمشروع إضافةً للنتيجة النهائيَّة ليتمكنَّوا من مراقبة تطوُّر الفكرة التصميميَّة لديك أثناء العمل، كما قد تطلب بعض الجامعات عملاً من كل سنة دراسيَّة أو بعض الأعمال غير الملحقة بالمنهاج الدراسي والمتعلِّقة بالفنون الجميلة كالرَّسم أو التَّصوير الضوئي أو النَّحت أو أيّ عمل فنِّي آخر.
4- يفضَّل ألّا يتجاوز عدد الأعمال في الـPortfolio الخمسة مشاريع من أفضل أعمالك، على أن يتضمَّن عشرين عملاً متواضعاً، فتقييم الـPortfolio سيعتمد على النَّوعيَّة لا على الكميَّة. لذلك تأكَّد من امتلاكك تشكيلة واسعة ومنوَّعة من الأعمال التي تستطيع اختيار أفضل خمسة مشاريع منها.
5- لا يزيد عدد الصفحات غالباً عن 15 صفحة بوجهين وقد يُطلب منك أقلُّ من ذلك، لذلك يجب اختيار المضمون بعناية. هذا ما قد يتضمَّنه الـPortfolio عادةً:
- صورة الغلاف.
- البيان الافتتاحي أو السِّيرة الذاتيَّة.
- الفهرس.
- المشاريع أثناء الدراسة من رسومات يدوية ومجسَّمات.
- المشاريع أثناء الدراسة من رسومات بمساعدة الكمبيوتر.
- المشاريع التطوعيَّة أو\والمشاريع المهنيَّة (أثناء العمل أو التدرُّب).
- أعمال فنيَّة أُخرى من لوحات أو تماثيل أو صور فوتوغرافية.
- نماذج عن تقارير وأوراق بحثيَّة تم اعدادها من قبلك على ألَّا تتعدَّى الصفحة أو الاثنتين.
6- الـPortfolio ليس شيئاً ثابتاً بل هو في تطوُّرٍ مستمر فحتّى النسخة الأخيرة منه يتم التعديل عليها لاحقاً، فقد يختلف الـPortfolio كليَّاً اعتماداً على الجهة التي تنوي التقديم لها. فالـPortfolio المقدَّم من أجل الدِّراسة قد يختلف كلياً عن الـPortfolio المقدَّم من أجل وظيفة معيَّنة، لهذا عليك الاحتفاظ بأكبر مجموعة ممكنة من أعمالك ومشاريعك والتي ستسهِّل عليك عملية الانتقاء بما يناسب الجهة التي تريد أن تتقدَّم لها.
7- تأكد من حفظ الصور المُؤرشفة بصيغة TIFF وليس بصيغة JPEG، فهذه الصيغة قد تفقد دقتها أثناء فتحها وتعديلها وإعادة حفظها لمرات عدَّة، كما تأكَّد من المحافظة على أكثر من نسخة من الملفات المُؤرشفة نظراً للخوف من تعرُّضها للتلف أو الضياع.
الخاتمة: من المهم جداً الالمامُ بضرورة الـPortfolio وتضمينُه مراحل مختلفة تشهد على تطوُّر المصمِّم ما يعني أهميَّة الاحتفاظ بالمشاريع الدِّراسية مهما كانت بسيطة إلى جانب الاطِّلاع على الكثير من النماذج الخاصَّة بمصمِّمين آخرين للتعلُّم منهم حيث يمكن إيجاد المئات في المواقع التالية: هنا و هنا
المصادر: