الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية
جراثيم الأغذية - الليستيريا المستوحدة Listeria monocytogenes
تتواجدُ جراثيمُ الليستيريا Listeria في التربةِ والماءِ بشكلٍ واسعٍ، ويمكنُ أن تصلَ إلينا عبرَ بعضِ أنواعِ الحيوانات، بما في ذلك الدواجنُ والمواشي، إضافةً إلى انتقالِها عبرَ الحليبِ الطّازجِ والأغذيةِ المصنوعةِ منه. كما يُمكنُ لهذه الجراثيمِ أن تعيشَ في مَعاملِ تصنيعِ الأغذيةِ مُسبّبةً التلوّثَ للأطعمةِ المُصنّعةِ من اللّحومِ أو مُنتجاتِ الحليبِ والألبان.
تختلفُ الليستيريا عن غيرها من الجراثيمِ من حيثُ مقاومَتُها للحرارةِ المنخفضةِ، فهي لا تَتثبّطُ بتأثيرِ التبريدِ، بل إِنها تَستطيعُ الاستمرارَ بالنّمو في الأجواءِ الباردةِ التي يوفّرها البرادُ أو الثلاجةُ المنزليةُ، ولا يتمُّ القضاءُ عليها إلّا بالمعاملاتِ الحراريّة (كالبسترةِ أو الطهيِ الجيّدِ للطعام).
وبحسبِ ما أورَدَتهُ مراكزُ التّحكُمِ بالأمراضِ والوقايةِ منها CDC عن حالاتِ تفشّي الليستيريا في الغذاء، فقد قامَت العديدُ من الشركاتِ المصنِّعةِ للأغذيةِ بسحبِ منتجاتٍ مختلفةٍ من الأسواقِ بعد أن ثَبُتَ تلوّثها بالليستيريا، ومنها الخضارُ المجمّدةُ، والحليبُ الطازجُ، والسلَطاتُ المُعبّأةُ الجاهزة، والأجبانُ الطّريةُ، والمثلجات.
ما هي مصادرُ العدوى بالليستيريا؟
بناءً على ما سبق، يمكنُ حصرُ مصادرِ التّلوثِ بالليستيريا بالخضارِ الطازجةِ والبراعمِ المُلوّثةِ بالتربةِ أو الأسمدةِ الطبيعيّةِ الحاملةِ لجراثيمِ الليستيريا، والحليبِ الطّازجِ غيرِ المبستر، إضافةً إلى الأجبانِ الطّريةِ المُصنّعةِ من حليبٍ غيرِ مبسترٍ كجبنِ الفيتا Feta والكومامبير Camembert، واللحومِ المُصنّعةِ الجاهزةِ كالهوت دوغ والتي يمكنُ أن تتعرّضَ لتلوثٍ ثانويٍّ بعد انتهاءِ المعاملاتِ التّصنيعيّةِ.
تتّصِفُ العدوى بالليستيريا Listeriosis بأنّ مدةَ الحضانةِ التي تسبِقُ ظهورَ الأعراضِ تتراوحُ بين عدّةِ أيامٍ إلى شهرَين بعدَ تناولِ الطعامِ الملوّث بالجراثيم، ويمكنُ للأعراضِ أن تكونَ بسيطةً كالحرارةِ وآلامِ العضلاتِ والغثيانِ والإسهال، أو أن تتطوّرَ لتبلغَ الجهازَ العصبيَّ مسببةً صداعاً وألماً في العنقِ وفقداناً للتوازن. وفي بعضِ الأحيانِ يُصابُ المريضُ بالتهابِ السّحايا الجرثومي Bacterial meningitis أو تَسمُّمِ الدمِ الجرثومي Septicemia واللّذان يُعتبران من أهمِّ مضاعفاتِ العدوى بالليستيريا.
تعتبرُ هذهِ العدوى نادرةً لدى الأشخاصِ الأصحّاء، إلا أنّها قاتلةٌ للأجنة! وبمعنىً آخر، تُسببُ الليستيريا الإجهاضَ للمرأةِ الحامل، كما يُمكنُ أن يقتصرَ تأثيرُها على الولادةِ المُبكّرة، علماً أن النساءَ الحواملَ أكثرُ عرضةً للإصابةِ بالعدوى من الأشخاصِ الأصحاء بـ20 ضعفاً. كما أنّ العمرَ المُتقدّمَ، وضَعفَ الجهازِ المناعيّ في بعضِ الأمراض (كالإيدزِ، والسرطانِ، ومرض الفشلِ الكُلويّ، والسكريّ) يُعتبرانِ عاملَين آخرَين من عواملِ الخطورةِ التي تزيدُ احتمالَ التّعرُّضِ لهذهِ العدوى. وتتميّزُ العدوى بالليستيريا لدى الأمهاتِ الحواملِ بأنّها تكونُ طفيفةَ الأعراضِ على الأم، ولكنّ عواقِبها على الطّفلِ تكونُ مدمّرة. وتظهرُ هنا عدّةُ احتمالاتٍ، فإمّا أن يموتَ الطّفلُ قبل موعدِ الولادةِ وبشكلٍ مفاجئٍ وغيرِ متوّقع، أو أن يُعاني من خطرٍ يهدّدُ الحياةَ خلالَ الأيامِ الأولى من حياتِهِ مع ملاحظةِ انخفاضِ رغبةِ الوليد بالرّضاعة، ومعاناتِهِ من الحُمّى والتقيّؤِ وسهولةِ الاستثارة.
كيفَ تقي نفسَك من العدوى بالليستيريا؟
تَنصحُ كلٌّ من إدارةِ الغذاءِ والدّواء FDA، ومراكزِ التحكمِ بالأمراض CDC، ووزارةِ الزراعةِ الأمريكيّةِ USDA المستهليكينَ باتّباع 3 خطواتٍ بسيطةٍ للوقايةِ من العدوى بالليستيريا، وهي:
1- المحافظةُ على حرارةِ البرّادِ عندَ الدرجة 4 ْم أو أقلّ لمنعِ نمو الليستيريا.
2- استخدامُ المأكولاتِ الجاهزةِ بأسرعِ وقتٍ ممكنٍ، لأنّ بقاءَها في البرادِ لفتراتٍ طويلةٍ يُتيحُ للجراثيمِ أن تنموَ وتتكاثرَ فيها.
3- تنظيفُ البرادِ بشكلٍ دوريٍ للتقليلِ من احتمالِ انتقالِ الليستيريا من مادةٍ غذائيةٍ إلى أخرى.
أخيراً ، احرصْ على زيارةِ الطّبيبِ فورَ شعورِكَ بأيٍّ من الأعراضِ المذكورةِ وخاصةً عند تناولِ الوجباتِ الخارجيّةِ أو الطّازجةِ، ولا تقلقْ فهذهِ العدوى بسيطةٌ ويمكنُ علاجُها بالمضادّاتِ الحيويّةِ المناسبةِ في حالِ تمّ التعرُّفُ على المُسبّبِ في الوقتِ المناسب.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا
5. هنا