الطب > مقالات طبية
استنساخ الحيوانات، وطموحات استنساخ البشر.. !!
ليش منوثق بالعلم وبالمصادر العلميّة المحكمة؟ شو بيعرفنا انو التجارب يلي عم نقراها حقيقية ومصدر للثقة؟ يا ترى شو وضع الرقابة على التجارب العلمية وشو مدى صرامة التزام العلماء بالقواعد العلمية والأخلاقية؟ رح نحكيلكون هالقصة لتاخدو فكرة.
Woo Suk Hwang (إختصارا رح نسميه "هوانغ") هو عالم من كوريا الجنوبية انشهر كتير بأوائل هالقرن بأبحاثه عن الخلايا الجذعية* البشرية وأحلامه باستنساخ* البشر ! ، بس خبص خبصتين كبار ببداية مسيرته العلمية ما مرقولو ياهن باقي العلماء وكان صداهن كبير حول العالم، لدرجة انو الكل فكرو انو سمعته انضربت وما عاد حدا يثق فيه، مع ذلك ما فقد الأمل وضلّ يشتغل لحتى يرجع ثقة العلماء والناس بشغله وبأهدافه النبيلة، وهي حكايته :
منذ عشر سنوات، صعد "هوانغ" إلى القمّة كعالمٍ في مجال الخلايا الجذعية والاستنساخ، قبل أن يحيّد التزوير والممارسات المراوغة أخلاقياً مسيرته المهنية. فهل بإمكان من هو منبوذ علمياً أن يكفّر عن ذنوبه؟
في عام 2004 وصلت شهرة هوانغ إلى العالميّة حين نشرت مجلة Science ورقة بحث ادّعى فيها أنه أنشأ "خط خلايا جذعيّة جنيني" من جنين بشريّ مستنسخ. هذا النجاح بدا أنه يقدم ذخيرة لانهائية من الخلايا البشرية الخصبة المتوافقة جينياً مع الشخص المانح للخلية الأصلية.
عبر هذه العملية، التي تدعى بالاستنساخ العلاجي، كان يؤمَل أن يستطيع الأطباء تجديد الأعضاء أو النسج، أو أن تستخدم الخلايا المأخوذة من الناس المصابين بأي مرض للأبحاث وفحوصات الأدوية.
وخلال وقت قصير، بدأت الشكوك تظهر حول إنجاز هوانغ، حيث ظهر أنه كان يدفع للمتبرعين لتقديم البويضات (ممارسة لا أخلاقية)، كما ظهر أن أحد الخطوط الخلويّة التي ادعى أنها ناتجة عن الاستنساخ هي في الواقع ناتجة عن التوالد البكري، وتمّ تعديل صورها لتظهر وكأنها خلايا مستنسخة!
تم فتح تحقيقٍ موسّع في هذه الاتهامات، وتوجهت أصابع الإتهام إلى العديد من المساهمين في البحث المذكور ومنهم أحد معاوني هوانغ والذي اعترف لاحقاً بالتلاعب بالصور، ولكنه ادّعى رغم ذلك أن الانجاز العلميّ حقيقي وليس مفبركاً.. بالطبع شوّهت سمعة هوانغ تماماً بعد هذه الفضيحة العلميّة، ولكن !
بتمويلٍ خاص من داعميه من العلماء المقتنعين بإنجازه، افتتح هوانغ مؤسسة Sooam لبحوث التقنية الحيوية بكلفة وصلت إلى 3.5 مليون دولار، وقام منذ ذلك الوقت باستنساخ مئات الحيوانات. وتشمل أهدافه انتاج الأدوية حيوياً، معالجة الداء السكري والزهايمر، توفير أعضاء قابلة للزرع وإنقاذ الأنواع الحيوانية المعرضة للانقراض. "ينتج" فريقه الآن ما يقارب 300 جنين بقري وخنزيري يومياً، ويولّد حوالي 15 جرواً في الشهر!
باستخدام تقنيات الاستنساخ، تستنسخ مؤسسة Sooam أبقاراً تنتج في حليبها بروتين الانترفرون* البشري، الذي يمكن استخدامه لمعالجة عددٍ من الأمراض البشرية. وخنازير معدلة وراثياً بحيث تكون أعضاؤها ذات إمكانية للزراعة البشرية. كما قام الباحثون بإنتاج نماذج جديدةٍ لفهم ودراسة داء السكري عبر وضع الجينات المسببة لأعراض المرض في الفئران ضمن الكلاب والخنازير.
ولكن طموحات المؤسسة لا تتوقف هنا، ففي عام 2012 بدؤوا تعاوناً مع مركز روسي لاستنساخ ماموث من نسج قديمة أخرجت من وسط "دائم التجمد". ولكن أحد الباحثين يقول بأن "الفرص ضئيلة جداً".
كما توسّع Sooam ذخيرتها من الأنواع، وتأمل الآن أن تستنسخ الكلب البري الأفريقي (Lycaon pictus)، أحد أكثر الأنواع اللاحمة المعرضة للإنقراض في أفريقيا.
كان أكبر "انقلاب" لهوانغ من ناحية استعادة المصداقية تأسيس شراكة مع منظمة BGI الصينية، (والتي تملك أكبر منشأة لتسلسل الـDNA في العالم وقوة في النشر العلمي). حيث يخططون معاً لدراسة تغييرات الصبغيات التي تحدّد كيفية التعبير المورثي (علم ما فوق الوراثة* أو Epigenetics )، حيث قد يكون تحليل الاختلافات في التعبير المورثي بين الكائنات المستنسخة أداة قوية لهذه الدراسة.
كما ينوي هوانغ العودة إلى مجال الاستنساخ العلاجي البشري. ولكنه قد يكون متأخراً قليلاً. وذلك بوجود تقنية منافسة " induced pluripotency" أو توليد خلايا جذعية مـستحثة متعددة القدرات*، والتي تنتج خلايا جذعية من خلايا ناضجة، متفادية بذلك صعوبة الحصول على بويضات بشريّة والجدل حول التخلص من الأجنة.
برأيكن ممكن يوصل لأحلامو؟ ولا شايفينا شوي لسا بعيدة؟ وفي حال صار في امكانية لتستفيدو من التقنية.. ممكن تدعمو هيك شي؟ والأهم من هيك، لسا شايفين انو ممكن تمرق بالوسط العلمي أغلاط وما حدا يحس عليها ؟!
الهوامش:
*الاستنتساخ : نسخ كائن حي أو عديد الخلايا مباشرة من كائن حيّ آخر وبالتالي ينتج مطابقاً جينياً له.
*خط الخلايا الجذعية الجنيني: خلايا جذعية جنينية، تمت زراعتها في وسط مخبري يسمح لها بالتكاثر دون ان تتمايز لفترة تتراوح من شهور إلى سنين.
*Epigenetics (الوراثة الفوقية): مجال علمي يبحث في التغييرات الخارجية على الDNA، القابلة للتوريث، والتي بدورها توقف أو تبدأ عمل الجينات. وتؤثر بكيفية قراءة الخلية للجينات
*بروتينات الانترفرون: بروتينات موجودة فقط في الفقريات، تبدي تعدداً في الوظائف البيولوجية، تتضمن نشاطات تنموية ومعدلة مناعياً، ونشاطات مضادة للفيروسات وتكاثر الخلايا.
*الخلايا الجذعية المستحثّة المتعددة القدرات: خلايا ناضجة تمت إعادة برمجتها جينياً إلى خلايا شبيهة بالخلايا الجذعية الجنينية.
المصادر:
الصورة: هنا