سلبيات الزراعة بدون تربة

بعد أن تعرفنا على أهم النقاط الواعدة والإيجابية في الزراعة بدون تربة, دعونا نختتم السلسلة بذكر السلبيات

.

1- الحاجة إلى رأس مال استثماري ضخم: فإنشاء نظام للزراعة بدون تربة يتطلب العديد من المدخلات لتأسيس هذا النظام وصيانته مقارنةً بالزراعة التقليدية, يرتبط ذلك بشكل كبير بالنظام المتبع وبالمواد المستخدمة كركيزة (الرمال مثلاً متوفرة بشكل كبير في بلادنا بينما, نضطر لاستيراد الخث من مناطق محددة من العالم بأسعار عالية).

نظراً للكلفة العالية فإن المزارع غالباً لا يضع استثماراً كبيراً في العراء تاركاً نباتاته عرضة لغدر الطقس, فالزراعة بدون تربة غالباً محمية ولو أن ذلك ليس شرطاً, إذ توجد زراعات خضار مفتوحة وبدون تربة, بأي حال تطبيق الزراعة بدون تربة ضمن المحميات سيتطلب تكاليفاً إضافية سيما تلك المتعلقة بالتحكم بظروف المحمية (تدفئة, تبريد....),

2- الحاجة الإضافية للخبرات التقنية في الإدارة: فمن الواضح أن تنمية النباتات بهذه الظروف وبشكل مضبوط ومتحكم به لهذه الدرجة ليس بالأمر السهل ويحتاج إلماماً بكيمياء العناصر وفيزيولوجيا النبات والأنظمة المستخدمة (الري, التسميد) بالإضافة للحاجة إلى مراقبة تغيرات الناقلية الكهربائية وحموضة المحلول المغذي باستمرار الأمر الذي قد يتطلب تقنياً متواجداً بشكل دوري.

يجب أن نتذكر أن للتربة قدرة "موقية" (Buffering capacity) تصلح بعض الأخطاء سواء الناتجة عن العمليات الزراعية أو التغيرات الطبيعية, لكن للأسف فإن غياب التربة هنا يجعل الأخطاء غير مقبولة.

3- خطورة العدوى المرضية: صحيح أن الوقاية من الأمراض واستبعاد ما له علاقة بالتربة منها يعد أحد فوائد هذه الزراعة لكن في الوقت ذاته, فإن حدوث عدوى مرضية في نبات ما سيؤدي لانتشار العدوى السريع بشكل جنوني خصوصاً في أنظمة المحلول المغذي المعاد تدويره والذي ينساب ليلامس النباتات جميعها مراراً وتكراراً.

هنالك سلبيات أخرى مرتبطة بالزراعة بدون تربة كفكرة, العديد من الحركات العالمية اليوم تنادي بإيقاف استخدام الكيماويات في إنتاج الغذاء, والزراعة بدون تربة كيمياء بحتة, يعتبرها البعض أيضاً نمطاً غير مستدام, يفصل المزروعات عن البيئة, ويهمل دورات العناصر في الطبيعة مركزاً فقط على إشباع رغبات وحاجات الإنسان لكن يبدو أن البحث عن مصدر غذاء يسد حاجات النمو المضطرد بعدد السكان سيبقى المحرك الأساسي لإنتاج الغذاء بغض النظر عن التبعات.

أتمنى أن تكون السلسلة قد أجابت على بعض تساؤلاتكم وأعجبتكم. شاركونا آرائكم.

المصدر:

هنا