البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية
حلم القضاء على السرطان: تحدٍ يحتاجُ توحيدَ الإمكانيات؛HCMI نموذجاً
يعد السّرطان من أهمّ وأخطر التحديات التي تواجه الباحثين في مجالات الصحة وعلم الأحياء. من ناحيةٍ يحاول الجميع خفض معدلات وفياته، وتحسين نمط حياة المرضى المصابين به، و من الطرف الآخر يسعى المجتمع العلمي لإيجاد وسائل تساعدنا على تسريع الأبحاث التي تؤدي إلى فهمه و إيجاد علاجاتٍ فعالةٍ له.
أعلنت العديد من الجهات مؤخراً عن إطلاق مشروعٍ عالميٍ يهدف لتطوير بنك نماذج (موديلاتٍ) ضخمٍ لزَرعات الخلايا السرطانية المستخدمة لأغراض البحث.
المؤسسات المشاركة في مبادرة نماذج السرطان البشري HCMI، والتي من المتوقّع أن تضمّ خبراء من حول العالم، هي:
المعهد الوطني للسرطان (NCI)، الذي يعدّ جزءاً من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في الولايات المتحدة الأمريكية؛ مركز بحوث السرطان Cancer Research UK في لندن؛ معهد Wellcome Trust Sanger في كامبريدج بإنكلترا؛ ومؤسسة Hubrecht Organoid Technology في أوتريخت بهولندا.
إنّ غاية هذه المبادرة تتمثّل بتصميم حوالي 1000 نموذج خلويٍّ سرطانيٍّ باستعمال تقنياتٍ جديدةٍ لتنمية الخلايا، تلك النماذج تشابه، بفضل هذه التقنيات، النسيج السرطاني البشري بشكل أكثر فعاليةٍ من حيث التعقيد (التركيب) والبنية الهندسية من تلك الخطوط الخلوية (Cell lines)المستخدمة حالياً.
بحسب المصادر المتوفّرة حاليّاً فإنّ بيانات التسلسل (Sequencing) المورّثية للأورام وللنماذج المشتقّة سوف توضع بتصرّف الباحثين مع تزويدهم ببيانات سريريةٍ للمرضى و أورامهم مع احترام خصوصية المرضى.
سيقوم الباحثون في إطار المبادرة المذكورة بتصنيع النماذج من أنواعٍ متعددةٍ من السرطان، ومن المرجّح أن تتضمّن السرطانات النادرة وسرطانات الأطفال، مما يعدّ تطوراً مهماً للغاية نظراً لنقص تمثيل مثل هذه الحالات أو عدم تمثيلها بتاتاً في مجموعات الخطوط الخلوية المتوافرة و المستخدمة في الوقت الراهن.
كما سيكون لهذه النماذج الجديدة القدرة على تمثيل بيولوجيا الأورام وتمثيل مجموع مرضى السرطان بطريقةٍ أكثر دقةٍ.
تبقى الغاية الأساسية لهذه المبادرة، بكلّ أوجهها، تسريعَ عملية تطوير النماذج بهدف رفع فاعلية البحث العلمي من خلال تجنّب مضاعفة الجهود غير الضروريّة.
وفق تصريحٍ للبروفيسور لويس شتاوت Louis Staudt مدير مركزNCI لجينوميات السرطان فإنّه "كجزءٍ من مبادرة مركز NCI للطب المحدّد* فإن توقيت هذا المشروع يُعدّ مثالياً ليستفيد من أحدث تقنيات الزرع الخلوي و التسلسل المورّثي لصناعة نماذج تمثل أورام المرضى، مرفقةً بالمعلومات السريرية والجينومية. يعتبر هذا الجهد بمثابة الخطوة الأولى لتعلم كيفيّة استخدام هذه الوسائل لتصميم معالجاتٍ فرديّة".
يبقى لنا هنا أن نشير إلى أن هذا المشروع المهم سيسمح للعلماء بدراسة الكثير من مناحي بيولوجيا الخلية و السرطان، مثل آلية تطوّر السرطانات، ومقاومة الأدوية، وتحسين دقة المعالجات الطبية.
*الطب الدقيق أو المحدّد: هو نوعٌ جديدٌ من المقاربات العلاجية لعلاج الأمراض و الوقاية منها يأخذ بعين الاعتبار التنوع الشخصي من ناحية المورّثات و البيئة و نمط الحياة.
المصادر: