الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
بين البروتينات النباتية والحيوانية .. ماذا نختار؟
تُركِّز أغلبُ الدراسات التي تم إجراؤها حول تناول البروتين على إجماليِّ المدخول اليومي من البروتين في المقامِ الأول، وهو أمرٌ ذو أهميةٍ من المنظور الغذائي الواسع، ولكنَّ أنواعَ الأغذية المستهلكةِ للحصول على البروتين تتساوى في أهميتِها مع الكمية.
فوفْقاً لأكبرِ دراسةٍ تم إجراؤها حول الآثار المُترتبة على تناول مصادرَ مختلفةٍ من البروتين، وُجِدَ أنَّ تناولَ كمياتٍ كبيرةٍ من البروتينات من مصادرٍ حيوانيةٍ، وخاصةً اللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة، كان مرتبطاً مع معدل وفياتٍ أعلى، على العكس من تأثير البروتينات ذات المصادر النباتية التي ارتبط تناولها بانخفاض معدلات الوفاة.
قامت هذه الدراسة، التي قادها الدكتور Mingyang Song الباحثُ والعضوُ في مستشفىMassachusetts العام، بتحليل البيانات الصحية الشاملة لأكثر من 170 ألفَ مشاركٍ منذ سنةِ 1980، وإضافةً لذلك قدم المشاركون معلوماتٍ عن الأطعمةِ التي يتناولونها وخصوصاً عددَ المرات التي استهلكوا فيها حصصاً من أطعمةٍ محددةٍ خلال السنة الفائتة وذلك لمدة أربع سنواتٍ.
تم تحليلُ بياناتِ المشاركين لأكثرَ من ثلاثينَ سنةٍ في Nurses' Health Studyوأكثرَ من ستٍ وعشرين سنةٍ للمشاركين في Health Professionals Follow-up Study، أي ما مجموعُهُ أكثرُ من ثلاثةِ ملايينَ ونصف شخصٍ سنوياً. وتم خلال تلك الفترة توثيقُ أكثرَ من ستةٍ وثلاثينَ ألفَ حالةِ وفاةٍ بين المشاركين، تسعةُ آلافٍ منهم تقريباً نتيجةَ أمراضِ القلب، وحوالي ثلاثةَ عشرَ ألفاً بسبب السرطان وحوالي أربعةَ عشرَ ألفاً لأسبابٍ أخرى. وبعد إجراء تعديلاتٍ على نمط الحياة وبعضِ عواملِ الخطر المتعلقة بالغذاء، لوحظ ضعفُ ارتباطِ الاستهلاكِ المرتفع للبروتين من المصادر الحيوانية، كاللحوم والبيض والألبان، بارتفاعِ معدلِ الوفاة، بينما ارتبطَ ارتفاعُ استهلاكِ البروتين من المصادرِ النباتية، كالخبز والحبوب والباستا والفاصولياء والمكسرات والبقوليات بمعدلاتٍ أقلَ للوفاة.
وكشف تحليلٌ أكثرَ دقةً للبيانات ارتباطَ استهلاكِ البروتين من المصادر الحيوانية بخطرِ ارتفاع معدلِ الوفاة فقط لدى المشاركين ممن يمتلكون واحداً على الأقل من عواملِ الخطر مترافقاً مع نمطِ حياةٍ غيرِ صحيٍ سواءً أكانوا يعانون من السمنة أم انخفاض الوزن، ومن استهلاكٍ كثيفٍ للكحول، ومن تاريخٍ مع التدخين أو نشاطٍ بدنيٍ منخفض. وفي الواقع فإن هذا الارتباطَ قد تلاشى لدى المشاركين الذين يعيشون وفق نمطِ حياةٍ صحيٍّ. وقد أشار التحليل الذي أُجريَ اعتماداً على الأنواع المحدَّدة للبروتين إلى أن ارتباطَ البروتينِ حيوانيِ المصدر بخطر الوفاة يعتمد بشكلٍ أساسيٍ على اللحوم الحمراءِ المصنعة وغير المصنعة، بما يشمل اللحمَ البقري ولحمَ الخنزير، ولا يشمل لحم السمكِ أو الدواجن.
ويختم الدكتور Song بأن النتائجَ التي توصلوا إليها تقترحُ ضرورةَ الأخذِ بعين الاعتبارِ تناولَ البروتيناتِ النباتيةِ أكثر من البروتينات الحيوانية. عند الاختيارِ من مجموعة البروتينات الحيوانية فإن السمكَ والدجاج هي على الأرجح الخَياراتُ الأفضل. كما ينبغي أن تقوم الدراساتُ المستقبليةُ باختبار الآليات الكامنةِ خلفَ التأثيرات المختلفةِ لتناول البروتين النباتي والحيوانيِّ المصدرِ على الصحةِ بشكلٍ عامٍ.
المصدر: هنا
الدراسة الأصلية:
Edward Giovannucci et al. Association of Animal and Plant Protein Intake With All-Cause and Cause-Specific Mortality. JAMA Internal Medicine, 2016 DOI: 10.1001/jamainternmed.2016.4182