الهندسة والآليات > التكنولوجيا
السيارات الطائرة: أقرب للواقع من أي يوم سابق
كانت السيارات الطائرة وما زالت حلماً للكثيرين، فلا يخلو أيّ فلم خيال علمي من مشهد لسيارة تمشي على أحد الطرقات، وبضغطةٍ واحدة من البطل تتحول هذه السيارة إلى طائرة قادرة على شق عنان السماء، مما يسمحُ للبطلِ الهروبَ من أعدائه. لكن بعيداً عن الأفلام وفي الواقع يحتاج هذا المشهد إلى خطوات كثيرة حتى يصبح حقيقة، ومع ذلك نرى محاولات هنا وهناك في سبيل ذلك. نستعرض لكم في هذا المقال بعض هذه المحاولات، ونتمنى لكم قراءة ممتعة.
أصبحت السيارات الطائرة أقرب للحقيقة اليوم من أي وقت مضى، وخاصةً بعد اهتمام أحد مؤسِسَي شركة غوغل لاري بيج أو (Larry Page) بها، ومن المعروف أنه إذا تواجدَ الشغفُ مع المالِ يتحققُ أي شيء، وهذان الشيئان يملك لاري الكثير منهما. في سبيل تطوير تكنولوجيا تسمح بنقل شخص أو شخصين في السماء، يدعم لاري شركتي (zee Aero) و(Kitty Hauk) اللّتان تعملان على تطوير تكنولوجيا السيارات الطائرة، بالإضافة إلى دعمه للعديد من الشركات الناشئة، وشركات الطيران الكبيرة.
وأما ما يدعم طموح لاري _بعيداً عن شغفه ونقوده_ هو التطور الكبير في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، والتي يتم تحديثها والإضافة عليها بشكل دوري، بالإضافة إلى تطور البرمجيات والأعتدة الصلبة اللازمة لأتمتة عملية الملاحة، ورسم الخرائط وهو أمر مهم جداً إذا ما تكلمنا عن السفر بسيارات طائرة.
إذاً ما المشكلة، وما هي العراقيل التي تقفُ في وجه تطور السيارات الطائرة؟
بالرغم من تواجد الطموح والشغف والمال والبنية التحتية من برمجيات وعتاد صلب، إلا أنه ما يزال هنالك بعض العراقيل، وتتمثل هذه العراقيل في أشياء لا تقل أهمية عن غيرها كالطاقة، فالطاقة الكهربائية اللازمة لرفع سيارة تحمل راكب أو راكبين في السماء تتطلب معدات ثقيلة وكبيرة ومكلفة بنفس الوقت، وهذه المعدات تتمثل بالبطاريات الكهربائية والمحركات والدارات اللازمة لعمل المنظومة ككل.
أما المشكلة الأخرى، فتتمثل بالأشخاص أنفسهم، من حيث الكفاءة والقدرة، فبالرغم من أن السماء أقل ازدحاماً من الطرق في المدن إلا أن الأشخاص العاديين ليسوا مؤهلين بشكل كافٍ لقيادة الطائرات في حالات الطوارئ، والتواصل مع أبراج المراقبة، وما إلى هنالك من العمليات التي يقوم بها الطيارون المحترفون.
بالإضافة إلى الشركتين اللّتين يقومُ لاري بدعمهما، هنالك شركات أخرى تعمل على تطوير تكنولوجيا السيارات الطائرة. (Terrafugia) هي إحدى تلك الشركات ومقرها وبورن،ماساتشوستس. حيث قامت الشركة قبل عدة سنوات بتصميم نموذج أولي، وكان هذا النموذج أقرب إلى طائرة تستطيع السير على الشوارع من السيارة الطائرة. كلف هذا النموذج حوالي 279000 دولار.
نموذج آخر من تصميم الشركة، وهو عبارة عن طائرة كهربائية هجينة تقوم بعملية الإقلاع والهبوط بشكل عمودي، ونرمز لهذا النوع من الطائرات بالرمز (VLOT) واسمها (TF-X) وهي طائرة تشبه إلى حد كبير الطائرات المستخدمة في أفلام الخيال العلمي.
فيديو: فيدو يوضح كيفية إقلاع وهبوط (TF-X)
مسعى هذه الشركة وغيرها من الشركات هو خطوة كبيرة لرؤية السيارات الطائرة قريباً، وخاصة أنّ الشركة صرحت أنها بحاجة 8 إلى 12 سنة لإطلاق أول سيارة طائرة في السماء. فهل ستبهرنا السيارات الطائرة في الواقع كما أبهرتنا في أفلام الخيال العلمي، هذا ما سنتركه للمستقبل.
المصدر: هنا