البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية
السماح لأول تجربة سريرية للتعديل الوراثي ضد السرطان بتقنية (CRISPR) في الولايات المتحدة
تقنية كرِسْبِر أو CRISPR (اقرأ المزيد: هنا) هي تقنية وراثية ثورية تهتم بتطوير التعديل الجيني لبلوغ أقصى مستوى ممكن من الدقة (التداخل يحدث على مستوى النكليوتدات) ، انطلقت عام 2012 بعد أبحاث عديدة يعود أولها لعام *1993، لتحصل –منذ حوالي شهرٍ- على موافقة حكومية** لبدء تجارب معينة باستخدامها على البشر في الولايات المتحدة، لتكون تلك الأخيرة أول بلدٍ يُدخل كرسبر إلى المجال العلاجي فيها لإختباره على البشر. مع العلم أن التجربة ما زالت بحاجة لعدة موافقات من بينها موافق الـFDA ( إدارة الغذاء والدواء الأميركية).
يجدر التنويه إلى أن هذه الموافقة تمت على مشروعٍ يهدف لاستخدام التقنية لتعديل الخلايا المناعية التائية عند البشر الأحياء لتحفيز قدرتها على مهاجمة الخلايا السرطانية، أي استخدام التقنية في خلق علاج من داخل الجسم للسرطان. ولا يتضمن هذا المشروع أي تعديل على خلايا جينية أو على أجنة قبل ولادتها.
هذا وقد صدرت الموافقة عن لجنة اجتمعت في 21 من يونيو (حزيران)، 2016 في المؤسسات الوطنية للصحة (US NIH)، والتي تقضي بالسماح للعلماء أن يستخدموا تقنية كرسبر لدعم علاجات السرطان التي تعتمد على تجنيد خلايا المريض المناعية نفسها وتوجيهها لقتل الخلايا السرطانية.
ستكون هذه التجربة الأولى من نوعها لاختبار كرسبر على البشر، لذا صممت لتكون صغيرة قدر الإمكان ولتختبر فيما إذا كان استخدام هذه التقنية على البشر آمناً أم لا، وليس لاختبار قدرتها على التخلص من السرطان بشكلٍ فعّال.
موّلت هذه التجربة بمبلغٍ قدره 250 مليون دولار أميركي من مؤسسة علاج مناعي أطلقها رئيس موقع فيس بوك السابق Sean Parker. بينما ستقوم جامعة بِنْسيلفانيا بتصنيع الخلايا المعدلة وإعادتها إلى أجسام مرضى المراكز العلاجية في كاليفورنيا وتكساس.
ستتضمن التجربة إستخراج الخلايا التائية لثمانية عشر مريضاً يعانون من أنواع مختلفة من السرطان، ثم إجراء ثلاثة تعديلات جينية باستخدام كرسبر:
●التعديل الأول لإدخال جينٍ يرمّز لبروتين مهندَسٍ وراثياً ليساعد الخلايا التائية على التعرف على الخلايا السرطانية وتوجيهها إليها.
● أما التعديل الثاني والثالث هو تعديل دفاعي يهدف لإزالة بروتينات الخلايا التائية التي تميزها عن غيرها وهي بروتينات معروفة من قبل الخلايا السرطانية، إذ تستخدمها الأخيرة لمقاومة الخلايا المناعية وإبطالها. بعد هذه التعديلات، سيعيد الباحثون تسريب الخلايا المعدّلة إلى المرضى.
يصرح Edward Stadtmauer –وهو باحث في بِنْسيلفانيا، فيلاديلفيا لمجلة نيتشر: "نعتبر أن علاجات السرطان الخلوية كهذه واعدةُ جداً "، ويضيف " أن التعديل الجيني يقوم بتحسين هذه العلاجات بطرقٍ عديدة".
يذكر أن اللجنة التي راجعت طلب الموافقة تدعى بـ (Recombinant DNA Research Advisory Committee (RAC وهي لجنة تقوم بمراجعة كافة الطلبات التي تتضمن استخداما الدنا المعدل في التجارب السريرية على البشر في الولايات المتحدة. وخلال الاجتماع المخصص لنقاش كرسبر عبر العلماء عن قلق حول وجود تضارب مصالح مع شركات طبية أخرى فيما يخص استخدام هذه التقنية. ولكن البروفيسور June من Pennsylvania الذي عيّن مستشاراً علمياً للمشروع رفض التصريح بأية تفاصيل تخص هذه الفقرة ، وقال أن جامعته تعمل على تخطي ذلك. وتشير الدراسات أن جامعة بنسلفانيا على علاقة وثيقة بشركة الدوائيات Novartis التي تملك براءة اختراع سابقة فيما يخص تقنيات الخلايا التائية، وقد ينعكس نجاح هذه التجربة على مصالحها؛ وهنا مكمن التضارب. على الرغم من اقتراح عدد من الباحثين رفع الإذن عن قيام Pennsylvania بإعادة استخدام الخلايا المعدلة وترك المهمة لمؤسسة مستقلة؛ إلا أن هذه التعلميات لم تبصر النور. وتقوم اللجنة حاليا باتخاذ أقصى التدابير الممكنة لإبقاء التجربة في بر الأمان ودعمها لدفع تقنية كرسبر الوراثية إلى مستوىً أعلى لما فيه مصلحة بشرية عُليا.
المصادر:
البحث الأصلي: