الطب > ‫‏كيف يعمل جسم الإنسان‬؟

الطرق البولية (الحالب والمثانة والإحليل)

استمع على ساوندكلاود 🎧

تحدثنا في مقالِ الأسبوعِ الماضي عن الكليةِ هنا ، العنصرُ الأساسي والأكبرُ في الجهاز البولي، إلا أنها ليست العنصرَ الوحيد! سنتناول في هذا المقال بقية أجزاء الجهاز البولي فتابعونا:

يتكون الجهاز البولي من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل. وسنمر في مقالنا هذا على النقاط التالية:

1. أجزاء السبيل البولي

2. لمحة جنينية

3. لمحة نسيجية

4. لمحة تشريحية وفيزيولوجية

5. لمحة مرضية.

أجزاء السبيل البولي:

يتكون السبيلُ البولي من العناصرِ التاليةِ:

● الحالبان: أنبوبان عضليان على جانبَيّ العمود الفقري، يتصل كلٌ واحد منهما بكلية.

● المثانة: كيس عضلي يتجمع فيها البول.

● الإحليل: أنبوب يُمرِّر البولَ إلى خارج الجسم.

لمحة جنينية:

في بدايات الحياة الجنينية يمكن تمييز ما يعرف بالمعي المؤخر The Hindgut، والذي تُسمى نهايته البعيدة بالمذرقCloaca ، وسيبدي هذا الأخير لاحقاً تخصصاً أكبر، حيث ينقسم ما بين الأسبوعين الرابع والسابع من الحياة الجنينية ليكون الجيب البولي التناسلي في الأمام والقناة الشرجية في الخلف.

هذا ويمكن تمييز 3 مناطقَ للجيب البولي التناسلي:

● الجزء العلوي والأكبر منه يشكل لاحقاً المثانة.

● الجزء الحوضي، عبارةٌ عن قناةٍ ضيقةٍ. وهو يعطي عند الذكور كلاً من الإحليل البروستاتي والغشائي (أجزاء الإحليل الذكري كما سيمر معنا لاحقاً).

● الجزء الأخير فهو الجزء الوَذَرِي (القضيبي أو البظري) والذي سيُسحَب بطنياً في مرحلةٍ لاحقةٍ ويعطي الإحليل الاسفنجي.

ولابد من الإشارة أنه لدى الإناث ينشأ الإحليل بكامله مع جزء من المهبل من القسم الحوضي للجيب البولي التناسلي أما الجزء البظري لهذا الجيب فيشكل الدهليز والشفر الصغير.

ينشأ الإحليل من برعمٍ صغيٍر يخضعُ للعديد من التبدلات وفق مراحل لا تخلو من التعقيد لينبثق منه لا الإحليل فحسب بل كذلك الحويضة الكلوية والكؤيسات والأنابيب الجامعة التابعة للكلية. وأخيراً مع صعود الكليتين إلى موضعهما النهائي تتحرك فوهتا الحالبين أيضاً، ليتصل كلٌّ من الحالبين مع المثانةِ بشكلٍ مستقل.

هذا التطور الجنيني الذي قمنا باختصاره في بضعة أسطر هو في الواقع عملية معقدة كثيرة المراحل وأي خلل فيه قد يؤدي إلى تشوهات خلقية متنوعة.

لمحة نسيجية:

الحالبان:

يحتوي كلٌّ من الحالبين نسيجياً على الطبقات التالية:

- ظهارةٌ مُطبَّقةٌ انتقاليةٌ (الخلايا الانتقالية هي تلك التي يمكن أن يطرأ عليها تبدل في الشكل أو البنية) تستندُ إلى صفيحةٍ خاصةٍ ليفيةٍ مرنةٍ ثخينةٍ. ليشكلا معاً الطبقةَ المخاطية. وكما هو ملاحظ من الشكل المجاور، فهذه المخاطية تبدي طياتٍ مُتعددةٍ تفيدُ في منع تطور الجَزر (عودة البول بشكل رجوعي إلى الحالب) عند امتلاء المثانة. وبشكل مختلف عن الجهاز الهضمي، تغيب الطبقات تحت المخاطية في الحالب، كما لا توجدُ غدد مخاطية أيضاً.

- تُحاطُ المخاطيةُ بطبقةٍ من العضلاتِ الملساءِ من الخارج.

- طبقةٌ خارجيةٌ تحوي نسيجاً ضاماً ليفياً مرناً وأوعيةً دمويةً ولمفيةً وأليافاً عصبية.

المثانة:

تتكون المثانةُ نسيجياً من الطبقات التالية:

- ظهارةٌ انتقاليةٌ قادرةٌ على التمددِ حتى تأخذ شكلاً أشبه بالظهارة المُطبقة. هذا وإن تعدد طيات الطبقة المخاطية يساعدُ في عمليةِ التكيفِ مع التغيراتِ الكبيرةِ في الحجوم.

- ثلاثُ طبقاتٍ عضليةٌ ملساءُ، ليس من السهل تمييزها عن بعضها ذلك لكون المثانة أشبه بكيس لا بأنبوب.

الإحليل:

يمتلك الإحليل بنيةَ نسيجيةَ مماثلة تقريباً لتلك الخاصة بالحالب، مع وجودِ بضعةِ غددٍ مخاطية في الإحليل الأنثوي لإفراز المخاط، كما ترتبطُ مع الجدارِ الأماميِّ للمهبلِ بطبقة من النسيج الضام الليفيّ.

لمحة تشريحية وفيزيولوجية:

الحالبان:

هما زوجٌ من الأنابيب التي تحملُ البول من الكليتين إلى المثانة بطولِ 25-30 سم يتوضعان على جانبي العمودِ الفقري وبشكل موازٍ له. تساعدُ الجاذبيةُ الأرضيةُ والتقلصاتُ الحويةُ "المتعاقبة" للعضلاتِ الملساءِ في جدرانِ الحالبين في دفعِ البولِ باتجاهِ المثانة. تتوسعُ نهايتا الحالبين بشكلٍ بسيطٍ في نقطة انفتاحهما على المثانة، ويتم التحكم بهاتين النقطتين عن طريقِ الصماماتِ المثانيةِ الحالبيةِ التي تمنعُ جريان البول بشكل رجوعي إلى الكليتين.

المثانة:

عبارةٌ عن كيسٍ عضليٍّ صغيرٍ لتجميعِ البول، يتوضعُ على الخط الناصف للجسم في النهاية السفلية للحوض. يصلُ البولُ إلى المثانةِ عبرَ الحالبَيْن ببطءٍ حتى تمتلئ وتتمدَّد جدرانها المرنةُ القادرةُ على تخزين 500-800 ملي لتر من البول، وعندها تُرسِل إشاراتٍ إلى الدماغ تعلمُه بالحاجة للتبول!

الإحليل:

أنبوبٌ عضليٌّ يقوم بنقل البولِ من المثانة إلى خارجِ الجسم، ويختلفُ الإحليلُ الذكري عن الإحليل الأنثوي بما يلي:

● الإحليل الأنثوي: قصيرٌ بطولِ 5 سم تقريباً، وينتهي أسفل مستوى البظرِ وإلى الأعلى من الفوهةِ المهبليةِ.

● الإحليل الذكري: يتراوح طوله ما بين 18-20 سم، وينتهي عند فوهةِ القضيب. إضافةً إلى دورِه في طرح البول، يلعبُ الإحليلُ الذكريُّ دوراً في طرحِ السائلِ المنوي إلى خارجَ الجسم ولذلك يعد أيضاً جزءاً من الجهاز التكاثري الذكري. يُقسَم الإحليلُ الذكريُّ تشريحياً إلى 3 أقسام: الإحليلُ البروستاتي والإحليل الغشائيّ والإحليل القضيبي وهو الأطول.

يتم التحكم بمرورِ البول عبرَ الإحليلِ عن طريق المصرتين العضليتين الداخلية والخارجية.

● المصرة الداخلية: تتألفُ من عضلاتٍ ملساءَ، مما يعني أنها عضلاتٌ لا إرادية ولا يمكن التحكم بها، تفتحُ هذه المصرةُ بشكلٍ عفويٍّ عند تمدد المثانة لحد معين، هذا ويترافق انفتاحها مع تَولد شعورٍ بالحاجة إلى التبول.

● المصرة الخارجية: تتكون من عضلاتٍ هيكليةٍ يمكن التحكم بها، إما بإرخائها والسماحِ للبول بالمرور خارجاً، أو تقليصها وحبسِ البولِ عندما لا يتوافر المكان والزمان المناسب للتبول.

لمحة مرضية:

كثيراً ما نسمعُ عن "الحصيات الكلوية"، وكما نعلمُ فإنَّ الحصياتِ تتشكلُ بشكلٍ رئيسي ضمن الكلية، إلا أنها ولسببٍ ما قد تنتقل إلى الحالبِ وتسدُّه جزئياً أو كلياً مؤديةً إلى عودة البول إلى الكلية وعدم طرحه، أو قد تجرحُ الحالبَ وتسببُّ نزفَه مما يهيئ لالتهابات عديدة.

الجزر المثاني الحالبي: وهو أكثرُ شيوعاً لدى الأطفال، ويعني عودةَ البولِ من المثانةِ باتجاهِ الحالب وصولاً إلى الكلية، مما يزيدُ احتمالَ التهابات السبيل البولي، والتي إن لم تعالج قد تؤدي إلى تأذي الكليتين.

التهاب المثانة: غالباً ما ينجم عن انتان في السبيل البولي. للمزيد يمكنكم العودة للرابط التالي: هنا

السلس البولي: عدم القدرةِ على حبسِ البول، مما يؤدي إلى التبول اللاإرادي. ويمكنكم قراءة المزيد عن السلس بالعودة إلى مقالنا على الرابط التالي: هنا

المثانة مفرطة النشاط: تمثل اضطراب وظيفة تخزين البول حيث يتولد عن ذلك حاجةٌ مُلحة للتبول قد يكون من الصعب ضبطها مما يمكن أن يؤدي إلى السلس البولي.

التهاب المثانة الخلالي: التهاب مزمن مجهول السبب يؤدي إلى ألم في المثانة مع حاجةٍ للتبولِ بشكلٍ مُتكرر ومُلح. تُعد هذه الحالة أكثر شيوعاً عند النساء.

سرطان المثانة: هذا السرطان الذي يعد أكثر شيوعاً في صفوف المسنين، يبدأ عادة في الطبقة المخاطية ليتوغل مع مرور الوقت ضمن مختلف طبقات جدار المثانة، إلا أن معظم حالاته، ولحسن الحظ، تُشَخص في مراحل باكرة حيث يكون قابلاً للعلاج.

كما يمكنكم قراءة مقالاتنا المتنوعة ضمن سلسلة "كيف يعمل جسم الإنسان؟": هنا

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا