التاريخ وعلم الآثار > التاريخ
أواخر العصور القديمة... الفترة التي غيرت وجه العالم
ظهرت تسمية أواخر العصور القديمة بدايةُ بين المؤرخين الألمان في أواخر القرن العشرين، أدخلها إلى الإنكليزية المؤرخ بيتر براون صاحب كتاب عالم أواخر العصور القديمة "The world of Late Antiquity" الذي يتحدث فيه مفصلاً عن هذه الفترة وأهمية أحداثها. كما تعتبر فترة أواخر العصور القديمة في الدراسات التاريخية الحديثة كنتيجة لدراسات التقسيم الزمني الحديث للتاريخ العالمي والتي تحدثنا عنها في مقال سابق.
اتبع المؤرخون خاصية التغير والاستقرار لممالك وثقافات معاصرة لوضع هذه الفترة في الإطار الزمني المناسب في التاريخ العالمي حيث يعتبر المؤرخون أن أحداثها أدت إلى تغيرات جوهرية في العالم القديم لينتقل بعدها إلى مراحل جديدة.
ما هي هذه الفترة؟ وما أهميتها في تاريخ العالم؟ الإجابة ستكون في مقالنا الآتي...
نذكرُ بدايةً أن المؤرخين قد اختلفوا على الإطار الزمني للهذه الفترة رغم اتفاقهم على أهمية أحداثها. فقد اعتبر بيتر براون أن فترة أواخر التاريخ القديم Late Antiquity ما بين 200 و 700 م بينما اعتبرها المؤرخون في مجلدات كامبريدج للعصر القديم الفترة الواقعة بين 425 و 600م . في الحقيقة الاختلاف على نوع التغير أو التحول كسياسي أو ديني يقف خلف هذا الاختلاف في التقسيم الزمني. إلا أننا في هذا المقال سنعتمد تاريخ براون كونه أشمل وأكثر دقة.
لماذا تعتبر فترة أواخر التاريخ القديم بهذه الأهمية؟
تكمن أهمية هذه الفترة بسبب التغيرات الكبيرة في الشرق والغرب لانهيار وظهور ممالك عدة التي غيرت وجه العالم حتى يومنا هذا.
سنبدأ بالحديث عن التغير في الغرب فقد اعتنق الإمبراطور البيزنظي قسطتنتين المسيحية عام 312 م مما جعل المسيحية من الأديان المفضلة في الإمبراطورية البيزنطية ثم انتقل ليصبح الدين الرسمي للدولة البيزنطية عام 380 م.
ومن الناحية السياسية اختفت الامبراطورية الرومانية من أوروبا الغربية عام 476 م إثر هزيمة آخر أباطرة الرومان رومولوس أغسطس Romulus Augustus على يد القائد الجرماني أودواكر Odoacer الذي أسس دولة البرابرة في روما.
أما في الشرق فقد اختفت الإمبراطورية الفارسية تماماً في الشرق الأدنى عام 655 م.
ظهرت الدولة الإسلامية في شبه الجزيرة ودخلت جيوش المسلمين مصر وبلاد الرافدين وبلاد الشام وشمال إفريقيا في الفترة الواقعة بين 633 و642 م والتي كانت أجزاءً من الإمبراطورية البيزنطية والفارسية.
وعلى الصعيد السياسي توسعت الدولة العربية في الفترة الواقعة بين 650 و700 م في آسيا وإفريقيا وأوروبا.
إن الأحداث السابقة تشير إلى أهمية الأحداث التي وقعت في هذه الفترة على كثرتها. يقول المؤرخ Neville Morley بأن أواخر العصور القديمة هي فترة تراجيديا انحدار وظهور الممالك حيث انهارت ممالك العصور القديمة وظهرت ممالك جديدة انتقلت بالعالم إلى مراحل جديدة على كافة الأصعدة. حيث انتقلت أوروبا من بعدها إلى العصور الوسطى أو ما سمّتها العصور المظلمة في الغرب بينما انتقلت الدولة العربية أو الاسلامية إلى العصور الذهبية على اختلاف السلالات الحاكمة.
المصادر:
Brown، Peter (1971). The World of Late Antiquity AD 150-750. London، Thames & Hudsom LTD.
Cambridge Ancient History:
Bowman، Alan K. ، Garnsey، Peter، and Cameron ،Averil (2008). The Cambridge Ancient History: The Crisis of Empire A.D. 193–337. Cambridge : Cambridge University Press.
Garnsey، Peter، and Cameron ،Averil (2008). The Cambridge Ancient History: The Late Empire، A.D. 337—425. Cambridge : Cambridge University Press.
Ward-Perkins، Bryan، Whitby، Michael، and Cameron ،Averil (2008). The Cambridge Ancient History: Late Antiquity: Empire and Successors، A.D. 425–600. Cambridge : Cambridge University Press.
Accessed in September 20، 2011. Available at: هنا