الطب > موسوعة الأمراض الشائعة
الليشمانيا
حبة حلب، بثرة النيل، قرحة بغداد، حبة الشرق، قرحة لاهور.. لعل أول ما يتبادر لأذهاننا حين نسمع تلك الكلمات صورة مرض جلدي تسببه لدغة حشرة من الحشرات التي تنتشر في تلك المناطق، ولكن هل هو بالفعل مرض بسيط أم أنه قد يؤدي بعضها للوفاة؟ هل يبقى المرض محصوراً في مناطقه المعروفة أم أن له انتشاراً عالمياً؟
سنتعرف معاً في هذا المقال على داء الليشمانيات، فهيا بنا..
داء الليشمانيات مرض يسببه طفيلي من الأوالي ينتمي لجنس الليشمانيا، يتطفل على الخلايا بشكل إجباري، وينتقل بلدغة أنثى ذبابة الرمل (الفاصدة)، يتراوح الطيف السريري للمرض من قرحة جلدية تشفى ذاتياً إلى داء جلدي مخاطي مشوِّه أو حتى إلى مرض جهازي قاتل. كان العلاج ولا زال يمثل تحدياً في الأشكال الأكثر حدة من المرض، وزاد صعوبته ظهور المقاومة للدواء. وقد تم العثور على الطفيلي في أجزاءَ واسعة من العالم ما عدا أستراليا وجزر الهادي والقارة المتجمدة الجنوبية.
يدخل الطفيلي إلى الخلايا البالعة الكبيرة ويتكاثر ضمنها مؤدياً لانفجارها، فينتقل ليصيب خلية أخرى وهكذا.. وبحسب نوع الطفيلي قد يفضل الخلايا السطحية إن كان محبا للبرودة والعميقة إن كان محبا للحرارة.
تصنف الليشمانيا تبعا للمظاهر السريرية للمرض الذي تسببه إلى: ليشمانيا حشوية، وجلدية، وجلدية مخاطية.
الأعراض :
تتضمن الليشمانيا الجلدية المظاهر التالية:
- الليشمانيا الجلدية الموضعة: حطاطات أو قرحات مغطاة بقشرة على الجلد المكشوف.
- الليشمانيا الجلدية المنتشرة: حطاطات وعقيدات متعددة منتشرة، غير مؤلمة، غير متقرحة، تشبه الجذام الجذامي.
- الليشمانيا الناكسة: تظهر كنكس للآفات الشافية بعد عدة سنوات من العدوى الأصلية، عادة على الوجه والخد.
- الليشمانيا التالية للكالاآزار: تحدث بعد شهور وحتى سنوات من شفاء المرض من الليشمانيا الحشوية، تتراوح من بقع ناقصة التصبغ إلى حطاطات محمرة، قد تكون متعددة وتستمر لعقود.
الليشمانيا الجلدية المخاطية:
تنتشر في أمريكا الوسطى والجنوبية، وتعد قليلة الانتشار، تتضمن تخرباً شديداً في البلعوم الأنفي، والأنف مؤدية إلى تخرب وجهي واسع في منتصف الوجه. تتضمن الأعراض:
- تخرباً واسعاً في المنخرين، تحبباً إنتانياً في الحاجز الأنفي، وانثقاباً، قد يشمل الغضروف الأنفي مؤدياً إلى تغيرات خارجية تعرف بمنقار الببغاء أو أنف الجمل.
- وجود محتمل لتحبب، وحتٍّ، وتقرح الحنك أو اللهاة أو الشفاه أو البلعوم أو الحنجرة، مع سلامة البنى العظمية، قد تكون بحة الصوت عرضاً لإصابة الحنجرة.
- التهاب اللثة.
- اعتلال عقد لمفية موضعي.
- إصابة بصرية وتناسلية في الحالات الشديدة.
تظهر الليشمانياالحشوية الأعراض التالية:
لها نمطان:
• النمط الهندي (الكالازار) مرض جهازي قد يؤدي للوفاة، يتصف بتصبغ أسود في الجلد (يدعى الداء الأسود) وحمى وفقداناً للوزن، وضخامة طحالية وكبدية، وقلة في الخلايا الدموية، وزيادة غاما غلوبيولين الدم. يتميز نمط البحر الأبيض المتوسط بعدم وجود أعراض جلدية.
• النمط المُوجه للأحشاء (نمط البحر المتوسط): يتظاهر بقساوة بطنيّة غير محددة، وحرارة، وتعب، ووهن، وآلام عظمية وعضليّة، وسعال غير مُنتِج، وإسهال متقطع، وصداع.
التشخيص:
الليشمانيا الجلدية المخاطية
يتضمن التشخيص المخبري:
• عزل ورؤية وزرع الطفيلي من الأنسجة المصابة.
• التحري عن أضداد المستضد K39 في المصل.
• تفاعل سلسلة البوليميراز PCR للتشخيص الحساس السريع لأنواع الليشمانيا.
يمكن القيام بفحوص أخرى منها :
• تعداد كريات الدم ودراسات التخثر ووظائف الكبد ولطاخة دم محيطي.
• قياس الليباز والأميلاز وغاما غلوبيولين والألبومين.
• اختبار الليشمانين الجلدي (مونتينيغرو).
التدبير:
فردي بشكل أساسي، أي حسب حالة المريض، لأن هناك عدة أنواع من الليشمانيا.
تتضمن العلاجات الدوائية ما يأتي:
أنتيموان، أمفوتريسين-ب، ميلتيفوسين، بينتاميدين، كيتوكونازول، بارمومايسين.
تتضمن العلاجات الموضعية لبعض أشكال الليشمانيا الجلدية: العلاج بالتبريد، العلاج بالحرارة الموضعية (40-42 درجة مئوية).
من النقاط المهمة في العلاج: تصحيح سوء التغذية، وعلاج الأمراض الجهازية المزامنة (إيدز، سل)، ضبط الإنتان الموضعي.
تُشفى الليشمانيا الجلديّة عفوياً خلال سنة (لذلك تُسمى أحياناً حبة السنة)، ولكن يُسرع العلاج من شفائها، ويمنع تشكل الندبة، أمّا الحشوية فهي قاتلة خلال عامين في حال عدم العلاج.
الوقاية: لا يوجد لقاح حتى الآن، وتكون الوقاية بتجنب التعرض للدغة ذبابة الرمل.
المصادر: