الطب > كيف يعمل جسم الإنسان؟
سلسلة "كيف يعمل جسم الإنسان؟" - الشعر
في حينِ يظهرُ الشَّعرُ خارجَ الجسمِ بمظهرِ بُنيةٍ ناميةٍ بنشاطٍ، لكنَّه ليسَ سوى نسيجٍ ميتٍ!، إذ يكمُنُ الفِعلُ الحقيقيّ تحتَ سطحِ الجلدِ، في عمقِ الجُريباتِ الشَّعريّةِ، ولعلَّ معظمنا لا يعلمُ الكثيرَ عمّا يجري تحتَ سطحِ جلدِه، لذا دعونا نخوضُ في هذا المقال رحلتَنا مع الشَّعر، فربّما تكونُ أعقدُ ممَّا نتصوّرُ!
في حينِ يظهرُ الشَّعرُ خارجَ الجسمِ بمظهرِ بنيةٍ ناميةٍ بنشاطِ، لكنَّهُ ليسَ سوى نسيجٍ ميت! إذ يَكْمُنُ الفعلُ الحقيقيُّ تحتَ سطحِ الجلدِ في الجُريبِ الشَّعريِّ (Hair follicle) حيثُ تنقسمُ الخلايا داخلهُ ويتزايدُ عددها، وكلَّما امتلأ الفراغُ داخلَ الجريب، تندفعُ الخلايا القديمةُ خارجاًً، وبعدَ أن تقسو، تخرجُ من الجريبِ إلى سطحِ الجلدِ مشكِّلةً ساقَ الشَّعرةِ (Hair Shaft) الّذي يتكوّنُ من نسيجٍ ميّتٍ ومن بروتين يُدعَى الكِيرَاتين (5).
يمتلكُ كلُّ إنسانٍ حوالي خمسةَ ملايينِ جُريبٍ شعريٍّ! ، يتوضَّع (80000 إلى 150000) منها في فروةِ الرَّأسِ وهي المنطقة الّتي تحتوي على أكبرعددٍ من الجُريباتِ الشَّعريّة ويليها فتحاتُ الأنف.
تختلفُ معدَّلاتُ نموِّ الشّعرِ من شخصٍ إلى آخر، وتقدَّر بحوالي نصفِ إنشٍ (1.27سم) شهريَّاً (2)، أمَّا لونُهُ فيعودُ لوجودِ خلايا صِباغيَّةٍ منتجةٍ للميلانينِ (3) متوضِّعةٍ في الجُريبِ الشِّعريِّ، حيثُ تموتُ هذهِ الخلايا بتقدُّمِ السِّنِّ فينقلبُ لونُ الشَّعرِ إلى الرّماديِّ.
يظهَرُ الشَّعرُ في نهايةِ الشَّهرِ الثَّالثِ من الحياةِ الجنينيَّة، ويتركَّزُعلى سطحِ منطقةِ الحاجبَين والشَّفةِ العُلويَّة، ويدعى هذا الشَّعرُ بِزَغِبِ الجنين (Lanugo Hair) الّذي سرعانَ ما يتساقطُ قُربَ وقتِ الولادةِ، ويُستبدَلُ لاحقاً بشعرٍ أخشنٍ ناشئٍ من جُريباتٍ جديدة. (6)
تحتوي فروةُ الرأسِ والحاجبان والرُّموشُ على العديدِ من سُوقِ الشَّعرةِ وتكونُ انتهائيّةِ حاويةٍ على صِباغِ الميلانين، وهي ذاتُ مظهرٍ طويلٍ وثخين، بينما يغطَّى الجسدُ بشعرٍ زَغَبيٍّ قصيرٍ ورقيقٍ وغالباً ما يكونُ عديمَ الصِّباغِ، وعلى الرَّغمِ من أنّ عدد الشعرات الزغابيّة يفوقُ عددَ الشَّعَراتِ الانتهائيّة، إلا أنّ الشَّعَراتِ الانتهائيّة أكثر أهميّةٍ، لذا سنركّز في مقالِنا على تشريحِ الشّعراتِ الانتهائيّة. (2،1)
أقسام الجُريب الشّعريّ:
يقسّمُ الجُريبُ الشَّعريُّ إلى ثلاثة أقسام: القسمُ القاعديُّ وهو البصلةُ (Bulb)، والمتوسِّطُ وهو البَرْزَخ (Isthmus) والعلويُّ وهو القِمْعُ (Infundibulum).
تمتدُّ البَصلةُ من قاعدةِ الجُريبِ الشَّعريّ حتّى موقع العضلةِ المُقِفّةِ للشَّعرة، أما البرزخُ فهو قسمٌ قصيرٌ ويمتدُّ من العضلة المُقِفَّةِ للشَّعرة حتّى مدخلِ قناةِ الغُدَّة الدّهنيّةِ، بينما يقع القمعُ بين مدخل قناةِ الغُدَّةِ الدِّهنيّةِ وفتحة الجُريب.
أطوار نموّ الشَّعرِ:
يعدُّ الجُريب الشَّعريّ من أكثرِ البُنى الصَّغيرة تعقيداً في جسمِ الإنسانِ، حيثُ يخضعُ لتحوُّلاتٍ دوريّةٍ تتجلّى في ثلاثةِ أطوارٍ تتغيّرُ فيها خصائصُهُ النَّسيجيّةُ وهي:
طورُ التّنامي (Anagen Phase):
هو طورُ النّموّ النَّشطِ، يدومُ بينَ عامينِ وستّة أعوام، وتحدَّدُ مدّتُه مدى طولِ الشَّعرِ، كما أنَّ 85% من الجُريباتِ الشَّعريَّة في فروةِ الرّأس تكونُ ضمنَ هذا الطور. (1،2)
طورُ التّراجُعِ (Catagen Phase):
هو طورُ الانحسارِ الجرُيبيِّ، ويدومُ لبضعةِ أسابيعِ، كما أنَّ حوالي 2-1% من الجُريباتِ الشَّعريَّة في فروةِ الرّأس تكونُ ضمنَ هذا الطّور. (1و2)
الطّور الانتهائيّ (Telogen Phase):
هو طورُ الرّاحة، ويدومُ بينَ شهرينِ وأربعةِ أشهرٍ، كما أنّ حوالي 10-15% من الجُريباتِ الشَّعرية في فروةِ الرّأسِ تكونُ ضمنَ هذا الطور. (1،2)
التَّشريح المِجهري للجريب الشعري وأغماده في طورِ التَّنامي: (1)
يتألّفُ الجُريبُ الشعريُّ في طورِ التناميِ من قضيبٍ أسطوانيٍّ يحتوي في مركزهِ على ساقِ الشَّعرةِ، يحيط به عدّةُ طبقاتٍ وأغماد.
طبقات وأغماد الجُريب الشَّعريِّ:
غَمْدُ الجذرِ الدّاخليِّ (Inner Root Sheath):
يكسو غمدُ الجذرِ الدَّاخليِّ ساقَ الشَّعرةِ ويدعمُهُ في الأعلى حتَّى مستوى البَرزخ، حيثُ يتفكَّكُ في داخلِهِ ويتقشَّرُ في المسافةِ القمعيَّةِ.
يحتوي غمدُ الجذرِ الدَّاخليِّ على ثلاثِ طبقاتٍ خلويَّةٍ متّحدةِ المركزِ، وتكونُ هذهِ الطَّبقاتُ الثَّلاثُ واضحةَ المعالمِ فوقَ الحُليمةِ الجُريبيَّة – وهي جزءٌ من بصلةِ الشَّعرة- لكنَّها تتقرَّنُ نسبيَّاً للأسفلِ في مستوى الجُريبِ الشَّعريِّ وغيرَ قابلةٍ للتَّمييزِ في المستوياتِ العُليا، فتغدو اعتباراً منها وحدةً مفردةً تُغطِّي ساقَ الشَّعرة.
غمدُ الجذرِ الخارجيِّ (Outer Root Sheath):
يغُطِّي غمدُ الجذرِ الخارجيِّ غمدَ الجذرِ الدَّاخليِّ، حيثُ يمتدُّ للأعلى اعتباراً من خلايا بُرعمِ الشَّعرةِ في النهاية السُّفليَّةِ من بصَلَةِ الشَّعرةِ حتّى مدخلِ قناةِ الغدَّةِ الدُّهنيَّةِ. يكون غمدُ الجذرِ الخارجيِّ في أرقِّ حالاتِهِ في مستوى بصلةِ الشَّعرةِ، وفي أثخنِ حالاته في مستوى القسمِ المتوسِّطِ من الجريبِ الشَّعري.
ويحتوي سطحُ بشرةِ الجلدِ الّذي يربطُ القِمْعَ خلاياً ميلانينيةً نشيطةً ذاتَ صباغ. وقد تتحوَّلُ بعض الخلايا الميلانينيّةُ الخاملةُ المتواجدة ضمن طبقةِ الخلايا القاعديَّةِ من غمدِ الجذرِ الخارجيِّ إلى خلايا منتجةٍ للميلانينِ بعد إصابةٍ جلديَّةٍ (كالتقشير الكيميائي أو تسحيج الجلد...إلخ) حيثُ تتكاثرُ وتهاجرُ باتّجاهِ القسمِ العُلويِّ المُنمِّي من غمدِ الجذرِ الخارجيِّ وبشرةِ الجلدِ.
الطَّبقةُ اللَّماعةُ أو الزُّجاجيَّة (Vitreous/ Glossy Layer):
هي منطقةٌ لا خلويَّةٌ تحيطُ بغمدِ الجذرِ الخارجيِّ، تتمادى هذه الطبقة بالغشاءِ القاعديِّ البشرويِّ (Epidermal Basement Membrane). بخلافِ الغشاءِ القاعديِّ البُشروي، تكونُ الطَّبقةُ الَّلمَّاعةُ أكثرُ سماكةً ووضوحاً في التلويناتِ التَّقليديَّة.
تصبحُ الطَّبقةُ الزُّجاجيَّةُ خلالَ طورِ التَّراجُعِ أكثرَ سماكةٍ كما تتموَّجُ، وهذهِ ميزةٌ واضحةٌ للشَّعرةِ في طورِ التَّراجُع.
غمدُ الجذرِ اللِّيفيِّ (Fibrous Root Sheath):
هو الطَّبقة الأكثر خارجيَّةً من بصلةِ الشَّعرةِ حيثُ تحيطُ بالطَّبقةِ الزُّجاجيَّةِ، تتكوَّنُ من حزمٍ كولاجينيَّةٍ متثخِّنةٍ تحيط بكامل الجُريبِ الشِّعريِّ، يستمرُّ غمدُ الجذرُ اللِّيفيِّ بالحُليمة الجُريبيَّةِ في نهايتِها السُّفليَّة وبالأدمةِ الحليميَّةِ في أعلاها.
ساق الشعرة:
يتألَّفُ ساقُ الشَّعرةِ من ثلاثِ طبقاتِ، وهي من الخارجِ إلى الدَّاخلِ: الجُليدةُ (Cuticle)، وقشرةُ الشَّعرةِ (Hair Cortex)، واللُّب (Medulla).
الجُليدة (Cuticle):
هي الطَّبقةُ الخارجيَّةِ من ساقِ الشَّعرةِ، وتحتوي على خلايا مُتداخلةٍ تترتَّبُ كلوحٍ خشَبي. تتوجَّهُ هذهِ الخلايا للخارجِ والأعلى وتتشابكُ مع جُليدَةِ غمد الجذرِ الدَّاخليِّ (الّذي سنذكرُهُ لاحقاً) وهذا يؤدِّي إلى ارتباطٍ وثيقٍ بينَ ساقِ الشَّعرةِ وغَمْدِ الجذرِ الدَّاخليِّ، بالنَّتيجةِ تتحرَّكُ الجليدتانِ معاً للأعلى في القناةِ الجُريبيَّة كوحدةٍ مفرَدةٍ.
قشرة الشَّعرة (Hair Cortex):
وهي الطَّبقةُ الوُسطى من ساقِ الشَّعرةِ، تُشكِّلُ مُعظمَ كتلةِ الشَّعرة وتحتوي على خلايا تتقرَّنُ تدريجيَّاً كلَّما انتقلَت للأعلى من بُرعمِ الشَّعرةِ. و بخلافِ غمدِ الجذرِ الدَّاخليِّ الّذي ينتج "الكيراتين الطري"، يكون الكيراتين في قشرةِ الشَّعرةِ قاسياً (الكيراتين القاسي).
اللُّب (Medulla):
هو الطبقة الدّاخليّة من ساقِ الشعرة، صعبُ الظهور لكونِهِ متقطِّعاً في العديدِ من الحالات، وقد يكونُ غائباً كليَّاً. تحتوي الخلايا اللُّبيَّةُ على فجواتٍ غنيِّةٍ بالغليكوجين وحبيباتٍ لُبّيَّةٍ تحتوي على السِّيترولين (Citrulline) مُشابهةً لخلايا غمدِ الجذرِ الدَّاخلي.
البنية المجهريّة للجُريب الشَّعري:
كماذكرنا سابقاً، يتألّفُ الجُريبُ الشَّعريُّ من: بصلةِ الشَّعرِ والبرزخِ والقَمعِ.
بصلةُ الشَّعرِ (Hair Bulb):
تشملُ بصلةُ الشَّعرِالحُليمةَ الجُريبيّة (Dermal Papilla) وبُرعُمَ الشَّعرةِ (Hair Matrix).
الحُليمة الجُريبيّة:
تتكوّنُ الحُليمةُ الجُريببّةُ من تجمُّعٍ بيضَويٍّ مِنَ الخلايا الميزانشيميِّة (Mesenchymal Cells)، تحيطُ بهِ مادّةً أساسيّةً غنيّةً بحمضِ عديدِ الّسكاريد المُخاطيِ (Acid Mucopolysaccharide)، وهي مسؤولةٌ عن توجيهِ نموِّ الشَّعر وتحريضِهِ. يتَّصلُ القِسمُ السُّفليُّ منَ الحُليمةِ الجُريبيَّةِ بجذرِ الصَّفيحةِ اللِّيفيّ.
كما تحوي البلاعمُ الميلانينيّةُ (Melanophag، 6) الموجودةُ في الحُليمةِ الجُريبيّةِ على كميّةِ وفيرةٍ من صباغِ الميلانين عندَ ذوي الشَّعرِ الغامقِ.
بُرعمُ الشَّعرةِ :
يحيطُ بُرعمُ الشَّعرةِ بجوانبِ الحُليمةِ الجُريبيّةِ، وهو القِسمُ نشطُ النُّموّ من الجريبِ الشِّعريِّ. يحتوي على مجموعةٍ من الخلايا البُشرويّة السَّريعةُ الانقسامِ الّتي تتحرَّكُ للأعلى رافعةً ساقَ الشَّعرةِ وغِمد الجذر الدَّاخليِّ (الّذي سنتكلّمُ عنه فيما بعدٍ).
البرزخ (Isthmus):
هو قطعةٌ متقاصرةٌ من الجُريبِ الشَّعريِّ، يمتدُّ من ارتباطِ العضلةِ المُقفة للشعرة (منطقةِ الانتفاخِ).
القَمع (Infundibulum):
هو القسمُ العلويُّ من بصلةِ الشَّعرةِ. يمتدُّ أعلى مدخلِ قناةِ الغدَّةِ الدِّهنيَّةِ، ويشكِّلُ سطحُ بشرةِ الجلدِ حدودَ القمعِ السّطحيَّة.
التَّشريح المِجهري للجريب الشعري في طورِ التَّراجع: (1)
يتوقَّفُ النُّموَّ النَّشيطَ للشَّعرةِ (طور التنامي) بآليَّةٍ غيرِ معروفة،. ليبدأُ طورُ التَّراجعِ. وتستغرقُ فترةُ الانتقالِ من أسبوعَين إلى ثلاثةِ أسابيع.
تتقرَّنُ بصلةُ الشَّعرةِ في هذا الطور وتُدفَعُ إلى الأعلى باتِّجاهِ السَّطحِ بواسطةِ عمودٍ من الخلايا الظّهاريَّة، حيثُ يكونُ عمودُ الخلايا الظّهاريَّة سميكاً ومموَّجاً، ثمَّ يتقاصرُتدريجيَّاً من نهايتِه السُّفليَّة متحوِّلاً إلى بُنيةٍ صغيرةٍ ذات شكلٍ حليميِّ تدعى البُرعمَ الجُريبيّ الثَّانوي.
التَّشريح المِجهري للجريب الشعري في الطَّور الانتهائيِّ:
يشكِّلُ البُرعمُ الجُريبيُّ الثَّانويُّ والحليمةُ الجريبيَّةُ الوحدةَ المُنتِشةَ الانتهائيَّة خلالَ الطَّورَ الانتهائيِّ، الّتي تتطّوَّرُ منها الشعراتُ الجديدةُ الّتي ستخضعُ لطورِ التَّنامي مجدَّداً، كما يقترحُ البعضُ أنَّ الخلايا الكامنة في مِنطقةِ الانتفاخِ هي المسؤولةً عن تجديدِ الشَّعراتِ الجديدة(عن طريق التحفيز الكامن).
بعضُ أمراضِ الشَّعر:
الثّعلبة البقعيَّة (Alopecia Areata):
بقعٌ دائريَّةٌ فارغةٌ من الشَّعرِ تصيبُ غالباً فروةَ الرَّأسِ، إِنَّ سببَ الثَّعلبةِ لا يزالُ غير معلوماً بالضَّبط، وغالباً ما ينمو الشَّعرُ مرَّة ثانية.
لمعرفة المزيد هنا
الصَّلعُ من النَّمطِ الذَّكريِّ (Male Pattern Baldness):
أكثرُ أشكالِ فقدانِ الشَّعرِ شيوعاً عندَ الرِّجالِ، قد يُظهِرُ انحسارَ خطِّ الشَّعرِ وقد يكونُ فقداناً للشَّعرِ في ذروةِ الرَّأسِ أو كليهما.
الصَّلعُ من الَّنمطِ الأنثويِّ (Female Pattern Baldness):
يتضمَّنُ تساقطُ الشَّعرِ عندَ النِّساءِ ترقُّقَ شعرِ فروةِ الرَّاسِ دون انحسار خطِّ الشَّعرِ، قد تتأثَّرُ ذروةَ الرَّأسِ، لكنَّه نادراً ما يسبِّبُ صلعاً كالّذي عندَ الرِّجال.
لمعرفة المزيد: هنا
سَعفةُ الرَّأسِ (Tinea Capitis):
إصابةٌ فطريَّةٌ في فروةِ الرَّأسِ، حيثُ يتساقطُ الشَّعرُ مشكِّلاً بقعاً دائريَّةً فارغةً مكانَ تساقطِهِ.
هوسُ نتفِ الشَّعرِ(Trichotillomania):
اضطرابٌ نفسيٌّ يتجلَّى بدافعٍ قويٍّ لنتفِ شعرةٍ ما!، مُنتِجاً بقعاً واضحةٍ من فراغاتِ الشَّعرِ، سببُه غير معروفٍ حتَّى الان.
قملُ الرَّأسِ (Head Lice):
حشراتٌ صغيرَةٌ تتطفَّلُ على فروةِ الرَّأسِ متغذَّيَّةً على الدَّمِ، غالباً ما تصيبُ الأطفالَ في سنَّ المدرسةِ والبالغِين الَّذين يعيشون معهُم، إذ لا ينتقلُ القملُ إلّأ بالاتِّصالِ المباشَر.
تساقط الشعر الكَرْبي (Telogen effluvium):
تساقطٌ مفاجِئٌ للشَّعرِ مشكلِّاً بقعاً كبيرةً فارغةً، يظهرُ بعدَ شهرٍ أو شهرَين من المرورِ بصدمةٍ نفسيَّةٍ ( كالخضوعِ لجراحةٍ، الولادة، التَّوتُّرِ الشَّديد). غالباً ما يعودُ الشَّعرُ للنُّموّ بالوَجهِ الصَّحيح.
الثعلبة التالية للولادة (Postpartum Alopecia):
تساقطُ شعرِ المرأةِ بعدَ الولادةِ، وهوشكلٌ من أشكالِ تساقطِ الشَّعرِ الكَرْبيّ.
التهاب الجريبات الشعرية (Folliculitis):
عدوى جرثوميَّة تؤدِّي لالتهابٍ يصيبُ الجريباتِ الشَّعريَّة، غالباً ما تسبِّبُه جرثومةُ العنقوديَّات المُذَّهبةِ (Staphylococcus aureus).
داءُ الفطريَّاتِ الشَّعريَّة العُقيديِّ (trichomycosis nodularis):
إصابةٌ فطريَّةٌ لساقِ الشَّعرةِ، تتظاهرُ بعقيداتٍ قاسية مؤلَّفةٍ من فطورٍ تتشبَّثُ بأليافِ الشَّعرةِ، قد تسبِّبُ تساقطَ الشَّعرِ.
الشّعرانية (Hirsutism):
حالةٌ تصيبُ النِّساءِ، تتظاهرُ بشعرٍ ذو نمطٍ ذكوري، كظهورِ شعرِ الوجه. سببُها زيادةُ التستسترون تبعاً لمرضٍ جهازِيّ.
ماسبب نمو الشّعر وتساقطه عن الرَّأس عند الرِّجال؟
يوجدُ أنماطٌ عديدةٌ للجريباتِ الشَّعريَّةِ في شَتَّى أنحاءِ الجسمِ، لها آلياتٌ مختلفةٌ في التَّحكُّمِ في دورةِ حياتِها، ولعلّ من أشهر الأمثلةِ على ذلكَ هو التَّأثيرُ المتناقضُ للأندروجينات (Androgens) على الجريباتِ الشَّعريَّة الانتهائيَّة في فروةِ الرَّأسِ بالمقارنةِ مع جريباتِ الشعراتِ الزُّغابيةِ في أماكن أخرى من الجسمِ، حيثُ تنشِّطُ الأندروجينات نموَّ الشَّعرِ في مناطق الجسم كالصَّدرِ أو البطنِ، بينما قد تصغُرُ الجريباتُ الشَّعريَّة الحسَّاسة للأندروجينات في فروةِ الرَّأسِ بتأثيرِ هذا الهرمون (Miniaturization) ممَّا يؤدِّي إلى الصَّلعِ الذُّكوري (Androgenetic Alopecia).
الحاشية:
1: الكيراتين (Keratin): بروتينٌ قاسيّ، غيرُ ذوَّابٍ في الماءِ. يوجدُ في الأظافرِ والشَّعرِ والطَّبقةِ السَّطحيَّةِ من الجلدِ.
2: كل إنش يعادل 2،54 سم.
3: الميلانين (Melanin): صبغةٌ طبيعيَّةٌ قاتمةٌ، أكثرُ ما توجدُ في الجلدِ والشَّعر.
4: التَّقرُّن (Keratinization) : عمليةُ امتلاءِ الخلايا الظّهاريَّة بخيوطِ الكيراتين، وموتِها، ثم تشكيلِها بُنىً قاسيةً مقاومِةً، كالجلدِ والشَّعرِ والأظافر.
5: الهِيالين الشَّعريّ (Trichohyalin): مادّةٌ قرنيَّةٌ زجاجيَّة.
6: البلاعمُ الميلانينيَّة (Melanophage): بالعاتٌ كبيرةٌ تحتوي على صباغِ الميلانين الَّذي حصَلَت عليهِ عن طريق عمليَّةِ البلعمة.
7: الأندروجينات (Androgens) والتستسترون (Testosterone): الأندروجينات هي الهرمونات الجنسيَّة الذَّكريَّة، تُنتجُها الغدَّة الكظريَّة والخصيَتان، منها التستسترون.
المصادر: