الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
مكمّلاتُ الكالسيوم ترتبط بالخرف عند النساء.. فما العلاقة بينهما؟
تشملُ الأمراضُ الوعائيّة الدّماغيّة مجموعةً من الاضطرابات الّتي تؤثّر على تدفّق الدّم في الدّماغ، وتضمّ مجموعةً من الحالاتِ، أشهرُها الأزمةُ (السكتةُ) الدماغيّة التي تعدُّ سبباً رئيسياً للوفاة كما تمتلك دوراً في زيادةِ الإصابةِ بالخرف.
أمّا ترقّقُ العظامِ Osteoporosis فهو مشكلةٌ شائعةٌ بين المسنّين ناتجةٌ عن نقصِ عنصرِ الكالسيوم الذي يؤدي إلى هشاشةِ العظام وانخفاضِ مقاومتِها للصدماتِ والكسور. وقد اقتُرِحَ تناول 1000 إلى 1200 ملغ من الكالسيوم بشكلٍ يوميّ لضمان سلامةِ العظام، ولكنّ الحصولَ على هذهِ الكميةِ عبرَ الغذاءِ فقط قد يكون صعباً قليلاً، ممّا أدّى إلى شيوعِ استخدامِ مكمّلات الكالسيوم وخاصّةً بين المسنّين. ولكن بعضَ التساؤُلاتِ حولَ تأثيرِ هذه المكمّلاتِ على صحّةِ الإنسان قد بدأت بالظهورِ مؤخّراً، مما دعا إلى إجراءِ تجربةٍ لدراستِها.
تضمّنت الدّراسة 700 امرأةً لا يعانين من الخرف وقتَ بدايةِ الدراسة، وقد تراوحَت أعمارهنَّ بين السّبعين والثّانية والتّسعين، واستمرّت متابعتهنَّ من قبل الباحثين لخمسِ سنواتٍ متتالية. خضعت المشاركات خلال مدّةِ التجربة للعديدِ من الفحوصات، متضمّنةً اختباراتٍ متعلّقةً بالذّاكرة والقدرة على التّفكير، كما تم إجراء تصويرٍ مقطعيّ CT scan للدّماغ في بدايةِ التجربة على 447 مشاركةً من العددِ الكليّ.
عملَ الباحثونَ أيضاً على البحثِ في استخدامِ مكمّلاتِ عنصرِ الكالسيوم من قِبَلِ هؤلاءِ المشاركات ومراقبةِ تطوّر أعراضِ الخرفِ لديهنّ. وقد وجدوا أن 98 امرأةً كنّ يتناولن المكمّلاتِ في بدايةِ الدّراسة، كما عانت 54 امرأةً سكتةٍ دماغيةٍ سابقةٍ. أمّا خلالَ الدّراسة، فقد عانت 54 امرأةً أخرى من سكتاتٍ دماغية كما أُصيبت 59 منهنّ بالخرف، كما لوحظَ تضرّرٌ في المادة البيضاءِ للدماغ لدى 71% من النساء اللواتي خضعن للتصوير المقطعيّ، الأمرُ الذي يعتبرُ إشارةً لإصابتهنّ بأمراضٍ دماغيّةٍ وعائيّة.
في البداية لاحظَ العلماء أنّ النساءَ اللواتي يتناولن مكمّلاتِ الكالسيوم كنّ عرضةً للإصابة بالخرف مقارنةً بمن لم يتناولن المّكملات، وعندما قاموا بتحليلِ البيانات بدقّةٍ، وجدوا أنَّ الخطر المتزايد كان منحصراً ضمن النّساء اللواتي يعانين من أمراضٍ دّماغيّة وعائيّة سابقة. وعندما اجتمع عامل التاريخ المرضيّ مع تناول مكمّلات الكالسيوم كانت نسبة الخطورةِ أعلى بـ 7 أضعافٍ لدى مريضاتِ السكتةِ الدماغية السابقات، وأعلى بـ 3 أضعافٍ لدى النساءِ اللواتي يعانينَ من أمراضِ وتضرّرِ المادّةِ البيضاء. بينما لم يظهر أي تأثيرٍ لمكمّلات الكالسيوم على المشاركاتِ اللواتي لا يملكن تاريخاً طبيعاً بالأمراضِ الدماغيّةِ أو الخرف.
وقد خلُصَ العلماءُ إلى أنّ الإصابةَ بالخرفِ قد تطوّرت لدى 50% من النساءِ اللّواتي يمتلِكن تاريخاً عائلياً مع السّكتات الدماغية ويتناولن المكمّلات، في حين تطوّرت الإصابةُ لدى 12% فقط ممن لم يتناولن مكمّلات الكالسيوم مع تاريخٍ طبيّ سابق.
من جهةٍ أخرى، وعن النساء اللواتي لا يعانين من السّكتاتِ الدماغيّة أو أمراضِ الدّماغِ السّابقة، فقد تطوّرت حالةُ الخرف وأُصيبَت بها 25% تقريباً من المتطوعات، في حين لم تتجاوز النسبةُ الـ 6% لدى النساء اللواتي لا يملكنَ تاريخاً طبياً ولم يتناولن المكمّلات.
ويشير الباحث الرئيسي، الدكتور Kern، إلى أنّ الدّراسة كانت صغيرةً ولا يمكن افتراض تسبُّبِ مكمّلات الكالسيوم بالخرفِ بشكلٍ حتميّ وقاطع، بل لا بدّ من إجراءِ المزيدِ من الدراساتِ لتحديدِ سببِ وجود هذا الارتباطِ الذي كشفَت عنهُ هذه الدراسة. ولا بدّ من الإشارةِ إلى أنَّ الكالسيوم المأخوذَ من الطّعامِ يختلف كثيراً عن الكالسيومِ المأخوذِ من المكمّلات، وهو آمنٌ ويحمي من المشاكلِ الوعائيّةِ التي يُمكنُ التعرّضُ لها.
المصدر: