التاريخ وعلم الآثار > منارات ثقافية
المدرسة البدرية...معلمٌ أثريٌّ في قلبِ ساحةِ الميسات بدمشق
من منا ما مر في ساحة الميسات بدمشق وشاهد ذلك المبنى الجميل الذي يبدو أثرياً ثم سأل عن ذلك المبنى لكنه لم يحصل على إجابة شافية أو صحيحة؟ فلنتعرف معاً على حكاية هذا المبنى الأثري الرائع...
المدرسة البدرية هي أحد مشيَّدات العصر الأيوبي في ساحة الميسات والتي تعرف اليوم بتربة البدري أو التربة البدرية، وهي غير التربة البدرية الموجودة في مقبرة الشيخ أرسلان والمقامة في العصر المملوكي وإن تشابهت المسميات.
تنسب هذه المدرسة إلى منشِئها الأمير بدر الدين حسن بن الداية والمعروف بلالا أو لؤلؤ أي المؤدب، وهو شقيق السلطان نور الدين بن محمود بن زنكي بالرضاع ومن هنا جاءت تسمية ابن الداية، وهو من كبار أمراء السلطان نور الدين كما تولى القاهرة و أصبح أيضاً من كبار قادة السلطان صلاح الدين الأيوبي.
تضاربت الأقوال في تاريخ إقامة هذه المدرسة فهي عند ابن شداد سنة 638 هـ /1240م وعند سبط بن الجوزي قبل سنة 620هـ/1223م وعند فولتسينجر سنة 626هـ/1229م، وحسماً للخلاف يمكن القول بأنها أقيمت في بداية القران السابع الهجري / النصف الأول من القرن الثالث عشر للميلاد .
في سنة 640هـ/1243م أقيم فيها جامع لا مئذنةَ له لم يبق منه أثر اليوم ومدرسة لا أثر لها اليوم كذلك، ولم يبق منها سوى التربة التي درس قبريها وسقطت قبتها،
قامت مصلحة الآثار بترميمها. ثم أصبحت مقراً لجمعية البيئة والتنمية المستدامة بعد تأهيلها سنة 1425 هـ /2005م.
التربة ذات مسقط مربع ضلعه 7.60م، ومساحتها 58م2. واجهاتها الأربعة متماثلة يتوسط كل واجهة شباك مستطيل ذو ساكف مستقيم، وتغطيه مصبّغات معدنية، يعلوه قوس حجري عاتق. ويعلو جميع الواجهات إفريز حجري بسيط. تحمل جدران التربة قبّةً نصف كروية متجاوزة ومحزّزة مبنية من الطوب القرميدي ومدهونة باللون السمّاقي. كما تعتبر التربة غنية جداً بالزخارف النباتية والكتابية على الجدران ورقبات قبتها.
الشكل (1): المدرسة من الداخل
الشكل (2): المدرسة من الخارج
الشكل(3): المدرسة قبل الترميم
المصادر:
الشهابي. قنيبة، مشيدات دمشق ذوات الأضرحة وعناصرها الجمالية، وزارة الثقافة، دمشق، 1995.
العلبي. أكرم حسن، خطط دمشق دراسة تاريخية شاملة، دار الطباع، دمشق، 1989.