الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية
أليافُ الذُرة القابلةُ للذوبان تنافِسُ الكالسيوم في صِحّةِ وبناءِ العِظام عندَ النِساء
إنَّ تناولَ أليافِ الذُرَة القابلِةِ للذوبَانِ كَمُكمِّلٍ للغذاءِ في مرحلَتَينِ حَرِجَتَينِ من حياةِ المرأة، وهما مَرحلةُ المُراهقةِ ومَرحلةُ ما بَعدَ انقطاعِ الطمث، يُمكِنُ أنْ يُساهِمَ في تشكيلِ والاحتفاظِ بالكالسيوم في العظام، وفقاً لِبَحثٍ جَديدٍ من جامِعةِ بوردو Purdue University.
تُصنَّفُ أليافُ الذُرة القابلةُ للذوبانِ من أنواعِ البريبيوتك Prebiotic، وهي عبارةٌ عن موادٍ غذائيّةٍ غيرُ قابلةٍ للهضم تعزّزُ نموَّ البكتريا في القناةِ الهضميّة، التي تعودُ بالفائدةِ على صِحّةِ الأمعاء.
تمرُّ أليافُ البريبيوتك عبرَ القناةِ الهَضميّةِ لتَهضمَها المِيكروباتُ في الأمعاءِ الغَليظةِ، حَيثُ تُعدُّ الأمعاءُ الغليظةُ المَكانَ الذي تَتحطّمُ فيهِ أليافُ الذُرة القابلةُ للذوبانِ، إلى الأحماضِ الدّهنيّةِ ذاتِ السلسلةِ القَصيرةِ للمساعدةِ في حِمايةِ وصِحَّةِ العِظامِ.
خلالَ دراسةِ مَرحَلةِ ما بعدَ انقطاعِ الطَّمثِ، تمّ قِياسُ مُستوى الاحتفاظِ بالكالسيوم عندَ 14 امرأةً لتحديدِ نسبةِ فقْدِ العِظامِ، ووجِدَ تحسّنٌ في قُدرةِ الاحتفاظِ بالكالسيوم لدى النّساءِ اللاتي استهلكنَ 10 غراماتٍ و20 غراما،ً مِن تِلكَ الكربوهيدراتِ غيرُ القابِلَةِ للهَضمِ كُلَّ يَومٍ لمُدّةِ 50 يوماً، حيثُ بَلغَ هذا التحسّنُ حوالي 4.8%، و7% على التّوالي.
وفي الدّراسَةِ الثانيةِ والتي استهلكَتْ فِيهَا 31 فتاةً مراهقةً إمّا 0 أو 10 أو 20 غراماً من كربوهيدراتِ أليافِ الذُرة القابلةِ للذوبانِ كلَّ يومٍ لمُدّةِ ثلاثَةِ أسابيعَ معَ الحِفاظِ على وجباتِهِم الغذائيّةِ العَاديَّةِ، تَحَسَّنَ امتصاصُ الكالسيوم بِنِسبةِ 12% عِندَ المُراهقاتِ اللاتِي تَناولنَ 10 و20 غراماً من تِلكَ الأليافِ، وهذا بدورِهِ يُؤدّي لِبناءِ 1.8% زيادةً في الهَيكلِ العظميِّ بالسنة. وفي كِلتا الدّراستَيْنِ، كانَت اختلافاتُ الأعراضِ المَعِديّةِ المعويَّةِ بالحَدِّ الأدنى، والشيءُ ذاتُهُ بِالنسبةِ لمجموعاتِ الشاهِدِ (0 غ)، وكذلكَ عِندَ اللواتي تناولنَ أليافَ الذُّرةِ القابِلةَ للذَّوبانِ.
وتقولُ الأُستاذةُ Connie Weaver، رَئيسةُ قِسمِ عُلومِ التَّغذيَة، أنَّ مُعظَمَ الدّراساتِ التي تَبحَثُ في فوائدِ أَليافِ الذُرة القَابلةِ للذوبانِ تَسعى لِحَلِّ مَشاكلِ الهَضمِ، لكنَّ هذهِ الدراسةَ الأُولى التي حَدّدَت أنَّ تناولَ نَوعٍ مُعيّنٍ مِنَ الأَليافِ يُمكِنُ أنْ يُغيّرَ مِنَ النَّشاطِ والتّركيبِ الِميكروبيّ للأمعاءِ في السُّبُلِ التي يُمكِنُ أنْ تُعزّزَ الصِحَّة.
وتُضيفُ Weaver أنَّ هذا الاكتشافَ لا يعني أنّنا يَجِبُ أنْ نُقلِّلَ تَوصيتَنا بشُربِ الحَليبِ واتّباعِ نظامٍ غذائيٍّ مُتوازِنٍ، بل أنَّ هذهِ الاستراتيجيةَ هيَ للاستفادَةِ بِشكلٍ أفضلَ مِنَ المعادِنِ عِندَ أولئكَ الذينَ لا يتّبعونَ التَّوصِياتِ الكَامِلَةَ مِن مُنتجاتِ الأَلبان، وإنّ الكالسيوم لوحدِهِ يَكبَحُ تآكُلَ العِظامِ، ولكِنَّهُ لا يُعزّزُ تَكوينَها، أمّا هذِهِ الألياف تُعزّزُ تَكوينَ العِظامِ، لذلِكَ فَهيَ تَفعَلُ شَيئَاً أكثَرَ مِن تَعزيزِ امتصاصِ الكالسيوم فقط.
المصدَر: هنا
الدّراسة المرجعيّة:
S. A. Jakeman, C. N. Henry, B. R. Martin, G. P. McCabe, L. D. McCabe, G. S. Jackson, M. Peacock, C. M. Weaver. Soluble corn fiber increases bone calcium retention in postmenopausal women in a dose-dependent manner: a randomized crossover trial. American Journal of Clinical Nutrition, 2016; DOI: 10.3945/ajcn.116.132761