الكيمياء والصيدلة > صيدلة
حبوب من البراز المجمّد لعلاج زيادة الوزن!
إذا أردت خسارة وزنك ففكرة الذهاب إلى نادٍ رياضيّ أو اتباع حميةٍ ستبدو أجمل بكثير من تناول براز شخصٍ آخر على شكل حبوب! لكنّ هذه الطريقة بالتحديد هي ما يريد الباحثون اختباره في تجربةٍ سريريةٍ تمت الموافقة عليها لتبدأ هذه السنة.
رغم أننا نستطيع تخيّل طرقٍ أكثر جمالاً وقبولاً للعلاج، لكن هناك أدلةٌ قويةٌ تدعم استخدام البراز لتحسين المجموع الجرثومي الموجود في أمعائنا، وقد أشارت التقارير إلى أن الحبوب الحاوية على البراز هي في الواقع أكثر فعاليةً من الصادات الحيوية في بعض الحالات.
هذه الفكرة ليست بجديدة، فعملية زرع البراز تُستخدم الآن لعلاج التهابات جرثومة المطثية العسيرة "Clostridium difficile" المتكررة، ولعلاج عدة حالات أخرى يمكن الاطلاع عليها في مقالنا السابق هنا
ستكون التجارب العشوائية المنضبطة هذه السنة مدارةً من قِبل باحثين في مشفى ماساتشوسيتس العام في الولايات المتحدة، وذلك بناءً على دراسةٍ تقترح أن الجراثيم من مخلفات المانح يمكن أن تحارب العدوى التي باتت متأصلةً في الجهاز الهضمي للمتلقّي، وسيتم اختبار كون حبوب البراز علاجاً فعالاً لفقدان الوزن في المستقبل.
ويشرح الباحثون الاختبارات بقولهم: "يتم زرع الجراثيم البرازية عن طريق أخذ البراز من شخصٍ سليم معتدل الوزن ونقله إلى شخصٍ يعاني من السمنة." سيتم تجفيد (أي تجفيف بالتجميد) عينات البراز من المتبرعين السليمين النحيفين، ومن ثم إعطائها إلى 21 مريضاً بديناً خلال التجربة.
هناك اعتقادٌ متزايدٌ أن هذا النوع من العلاج يمكن أن يساعد في فقدان الوزن وغيره من الاختلالات الاستقلابية، ولكن حتى الآن لا يتوفر لدينا إلا القليل من الدراسات على حيوانات التجارب وبعض الحالات الفردية للاعتماد عليها عند البشر. هذه الدراسة الجديدة ستعطينا معلوماتٍ قيمةً عن الفوائد المحتملة للحبوب البرازبة.
تقول إيلين يو Elaine Yu ، الباحث الرئيس في هذه الدراسة، أن فريق التجربة السريرية لا يمتلك أي فكرةٍ عما ستكون عليه النتائج في هذه المرحلة، لكنّ الباحثين سيتمكنون من تعلّم الكثير عن الجراثيم التي تعيش داخل أجسادنا وكيف تؤثر علينا خلال حياتنا. سيتم فحص المتبرعين بدقةٍ للتأكد من أن يكونوا هم والعينات التي ستؤخذ منهم صحيةً بقدر الإمكان. سيستمر العلاج لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ويمكن أن يستمر لسنة أو أكثر.
لانزال في بداية عصر دراسة الجراثيم الموجودة في جسم الإنسان، ولكن تم إجراء بعض الدراسات المثيرة للاهتمام في الماضي. حيث وجدت دراسةٌ أجريت عام 2013 أن الجراثيم المنقولة من التوائم البشرية إلى الفئران كان لها تأثيرٌ مباشرٌ على وزن الحيوانات، حيث كسبت الفئران التي حصلت على البكتيريا من الأشخاص البدينين وزناً، بينما حافظت المجموعة الأخرى على وزنٍ صحيٍ. وكلنا أمل في الختام أن تساهم الدراسات الجديدة في جعل حياة مرضى السمنة وغيرها من الحالات الالتهابية أو الاستقلابية المستعصية أفضل.
المصدر:
الدراسة السابقة:
مقالات سابقة ذات صلة: