الفنون البصرية > فن تصميم الأزياء
تاريخ الموضة في القرن العشرين 1955 - 1914
تغيّر الأزياء بين الأعوام 1915-1905:
إن الوقت لا يبقى ثابتاً في تاريخ الموضة، ففي العصر الإدواردي، بدأت التأثيرات الجديدة والتغيّرات في المجتمع خلال قرن مفعمٍ بالشباب تشكل تحدياً للرسميات المتشدّدة التي انتشرت آنذاك. وخلال الأعوام ما بين 1905 و 1918، ظهرت أنماط جديدة ومتطورة في الأزياء سدّت الفجوة بين الرسمية الصارمة للأزياء في العصر الإدواردي وبين التغييرات النهائية التي أدت إلى فساتين الركبة في عام 1926.
ظهرت التأثيرات الشرقية في تاريخ الموضة في لباس المرأة في عصور أخرى كتلك التي يمكن ملاحظتها في القرن التاسع عشر وفي أواسط عشرينات القرن العشرين ومن ثم لاحقاً في السبعينات والتسعينات من القرن ذاته. و كانت مناقضةً تماماً للمزاج السائد كالألوان الحالمة التي كان يفضلها المجتمع الراقي عندما تم إدخال الألوان الاستوائية والظليلة للمرة الأولى.
خلال عشرينات القرن العشرين من تاريخ الموضة نبع الانفصال الأولي عن الأساليب التقليدية من الوحي المأخوذ من الحركة الجمالية وحركات تغيير الأزياء في أواخر القرن التاسع عشر. كما كان لتصاميم الألبسة المسرحية المثيرة التي كسرت القواعد دوراً في تمهيد الطريق لأزياء أكثر حرية. حدث هذا التغير بسرعة خلال سنوات الحرب وأدى إلى تغير جذري في بناء الملابس والملابس الداخلية فيما تبقى من القرن.
وكانت الحقبة الممتدة من عام 1905 إلى 1915 مهمةً في تآكل المواقف إزاء الفساتين والتي كانت عالقةً في جمود العصر الفيكتوري لفترة طويلة جداً. ومع انكسار هذه الحواجز في هذه الفترة وُضعت الأسس لملابس أكثر حرية في العشرينات من القرن العشرين.
الشعر:
بدأت العديد من النساء بقص شعرهن خلال الحرب لأسبابٍ عملية، كتسريحة الستارة "Curtain"والتي أخذت شكلاً وسطياً بين خصلاتٍ طويلةٍ و قصيرة وكانت مفضلةً لدى الأرستقراطيين. وكانت هذه القصة مصحوبة بشريطة رأس عادةً ويضاف إليها ريشةً في المساء لمنحها جماليةً أكبر. لقد كان صبغ الشعر بالحناء منتشراً آنذاك إذ كانت أقل خطورةً من الصبغات الكيميائية التي لم يكن ممكناً الاعتماد عليها في ذلك الوقت، وقد بدت جميلةً مع الموضة الشرقية.
أنماط الملابس خلال الحرب العالمية الأولى 1918-1914:
كل التغيّرات التي كانت تفرض على أي مجتمع متشدّد كانت نتيجةً مباشرةً للحرب. توقفت النساء عن ارتداء الملابس الفاخرة و المجوهرات خلال الحرب العالمية الأولى. كانت قوانين اللباس لكلا الجنسين متحررة في المسارح و المحافل، وبدأت النساء تشاركن في الأعمال الخيرية الطوعية والتي وسعت آفاقهن و غيرت توقعاتهن للأبد. كما أدى اختلاط النساء مع طبقات أخرى إلى تآكل الحواجز الاجتماعية والملابس البسيطة جعلتهن يبدون متشابهات.
ومن أبرز تأثيرات الحرب على الموضة الجدائل العسكرية والأحزمة المبكًلة و التنانير القصيرة والتي كانت تشاهد في كل مكان. ويظهر تاريخ الموضة أن الملابس أصبحت أقصر خلال الحرب العالمية الأولى وذلك للضرورة العملية.
كما اختفت الألوان الفاقعة عن الأنظار وأصبحت الألوان الباهتة أكثر رواجاً مع بدء الحرب، وحيث أن كثيراً من الناس كانوا قد فقدوا عزيزاً لهم، كانت الملابس الهادئة علامة ذوقٍ جيد لإظهار الوطنيّة.
الموضة متاحة للجميع:
لقد كانت الموضة الراقية متوفرة للنساء الأكثر ثراءً. و لأن تصنيع فستان الزعانف “flapper dress” كان أقل تعقيداً من موضات سابقةٍ فقد نجحت هؤلاء النسوة في صنع هذا الثوب منزلياً والذي كان تحولاً مباشراً. كما تعكس صور الأزياء المسجلة عبر التاريخ بعد فترة العشرينات صورة لباس النساء العاديات فلم تعد محصورة بالأغنياء فقط.
ازدهرت موضة فستان الزعانف بين الطبقات المتوسطة لاغيةً الاختلافات بينها و بين طبقة الأغنياء لكنها استمرت في إظهار بعض الاختلافات مع طبقة الفقراء، كما استمر الأغنياء في ارتداء الفساتين الحريرية المنمقة في المساء، ومع ذلك ابتهج عوام الناس بالتطور الجديد لملابسهم ذي الزعانف الأنيقة.
غابرييل "كوكو" شانيل:
أطلقت مصممة الأزياء الرائعة غابرييل شانيل (1883 - 1971) على نفسها اسم كوكو شانيل. وبحلول عام 1920 أصبحت رسومات تصاميمها رمزاً لموضة العشرينات. تبدو أعمال أشهر المصممين مقارنة بأعمالها قديمة الطراز وعتيقةً إذ كانت تعود لما قبل الحرب العالمية الأولى.
وقد طورت أنماطاً مرتبطةً بأسلوب الزعانف، وركزت في عملها على ألوان حيادية كلون الصوف الطبيعي والرملي والكريمي والبحري والأسود في أقمشة ثياب ناعمة وسلسة بأشكال بسيطة لا تتطلب مشّداً أو قياساً للخصر. كانت أزياءها مريحةً و سهلة في الارتداء مما جعلها ثوريةً وعصرية.
قبعة الكلوش”Cloche”:
ارتدت النساء قبعات الكلوش ذات الوقاء الخارجي طيلة فترة العشرينات، وكانت تدل هذه القبعة على أن مرتديتها ذات شعر قصير إذ لم يكن من الممكن أن تجد قبعة تناسبك إلا إذا كانت قصة شعرك قصيرة ومسطحة. أثرت القبعة على هيئة مرتديتها وجسمها حيث أن سحبها للأمام فوق العينين يعني أن النساء الشابات كنّ يحركنّ رؤوسهن إلى زاويةٍ محددةٍ لكي يتمكنّ من رؤية طريق المسير، أما كشف الجبهة فلم يكن عصرياً خلال العشرينات من القرن العشرين.
طقوس الماكياج:
خلال هذه الحقبة ارتفعت نسبة استخدام الماكياج وكان عصرياً أن تُمارس طقوس الماكياج في الأماكن العامة وبدلاً من الذهاب لدورة المياه كن يُخرجن علب البودرة المنقوشة ويضعن أحمر الشفاه والبودرة أمام أنظار الناس في المطعم أو الملهى الليلي أو المقهى. كما كان دم الثور يستخدم بسخاء كأحمر شفاه أما الروج فكان يستخدم بشكل ضئيل.
المعاطف و الملابس الخارجية العصرية في العشرينات:
كانت غالبية المعاطف في عشرينات القرن العشرين طويلةً حتى عام 1926 وكان لجميعهم شيء واحد مشترك كما تظهر الرسوم التوضيحية وهو هذا الالتفاف مهما كان طول المعطف.
المصادر: