التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
ماذا يخفي سن الضهي؟
يُعتبَر الضهيُ مرحلةً طبيعيةً في حياة كل امرأة، إذ تُعتبَر نقطةَ تحولٍ لديها مثل سنِّ البلوغ. ويُعرَف الضهي بأنه النهايةُ الدائمةُ للحيض "الطمث" أو الإباضة، وما يرافق ذلك من تغيّرات هرمونية ونفسية وجسدية. لا يحدثُ الضهي عادةً بشكل مفاجئ، إنما على مراحلَ ثلاثٍ هي على الترتيب:
مرحلة ما قبل الضهي Perimenopause تعتبر أولى المراحل، وفيها يبدأ المبيض بالتراجع عن عمله في إنتاج الهرمونات الأنثوية بشكلٍ تدريجيٍّ مُسبِّباً عدم انتظامٍ في الدورة الشهرية. تبقى المرأة عموماُ في هذه المرحلةِ قادرةً على الإنجاب.
مرحلة الضهي Menopause مباشرةً بعد آخرِ دورةٍ طمثية، ويمكن القول بأن المرأةَ قد بلغت مرحلة الضهي بشكل رسميٍّ بعد انقطاع الحيض مدةَ سنةٍ كاملة. هنا تفقدُ المرأةُ قدرتها على الإنجاب كلياً.
ما بعد الضهي Postmenopaus في ما تبقى من حياتها .
العمرُ الوسطيُّ لبلوغِ سنِّ الضهي 51 سنةً، ومن الممكن حدوثه مبكِّراً في الأربعينيات أو مُتأخراً في الخمسينيات. قد يسهم التدخينُ في الإبكار من بلوغ الضهي، كذلك تفعلُ بعضُ العملياتِ الجراحية والمعالجاتِ الدوائية مثلَ عملياتِ استئصال المبيض والمعالجة الكيميائية والمعالجة الشعاعية للحوض. ومن الجديرِ ذكرُه أن استئصالَ الرحم - دون المبيضين - سيسبّب توقفَ الدورة الطمثية وهذا ما يُعتبَر عملياً الوصولَ إلى الضهي، إلا أنه لا يترافقُ مع أعراضِ الضهي مثل هباتِ الحرارة. لكن مع تراجع المبيض عن عمله خلالَ التقدّم بالعمر تبدأ أعراضُ الضهي بالظهور.
تختلف شدةُ علامات الضهي وأعراضِه، فتصل بعضُ النساء إلى السن الطبيعيّ للضهي بأعراضٍ بسيطة أو حتى بلا أعراض، بينما تعاني أخرياتٌ أعراضاً شديدة قد تعيقُ حياتَها بشكلٍ جديّ. هذا ويصعبُ على المرأةِ التأقلمُ مع الضهي في حالِ حدوثه بشكل مُفاجِئ بعد عمل جراحيّ أو معالجةٍ كيميائية أو شعاعية. من الأعراض الشائعة التي قد ترافق الضهي والتي تختلف شدتها من امرأة لأخرى:
1. تغيرات في الدورة الطمثية: وهو أولُ عرَضِ قد تلاحظه المرأة. بدايةً تصبحُ الدورة غيرَ مُنتَظَمةٍ - قد تتطول أو تقصر - قد تحدثُ زيادةُ نزفٍ أو نقصُ كميةِ الدم النازف. ويُنصَح بمراجعة الطبيب في حال ترافقت التغيرات مع:
• اقترابٍ شديد في مواعيد الدورة الطمثية
• نزفٍ دموي شديد
• استمرارِ الحيض لأكثر من أسبوع
2. الهبات الساخنة Hot Flashes: وتعرف بأنها شعورٌ مُفاجِئٌ بالحرارةِ في القسمِ العلويِّ من الجسمِ خاصةً الوجه والعنق. قد تستمرُ لأكثر من سنة بعد الضهي، ويُعتقد بأنها تعود للتغيرات الحاصلةِ على مستوى الأستروجين في الجسم. قد تظهر بقعٌ حمراءُ على الصدر والظهر واليدين، ثم تتبع ذلك نوباتٌ من التعرقِ الغزير والعرواءات "الشعور بالبرد". هذه الهباتُ قد تكون معتدلةَ الشدةِ أو شديدةً لدرجة الإيقاظ من النوم خلال الليل (التعرق الليلي). تستمر مُعظمُ الهبات من 30 ثانيةً الى 10 دقائق.
3. جفاف المهبل: ما يجعلُ الجماعَ خلالَ الضهي مزعجاً للزوجين. تطبيقُ الماء الفاتر أو المُزلَّقاتِ المائية قد يساعد على تسهيل عملية الجماع، كما قد تزدادُ الإنتاناتُ المهبلية والمثانية خلال الضهي. تعاني النساء أيضاً من شعورٍ مفاجئ بالرغبةِ في التبول وصعوبة التحكم بالمثانة (سلس بولي) ما قد يسبب تسربَ البول خلال النشاطات البدنية كالعطاس أو الضحك.
4. اضطرابات في النوم: تعاني النساء في منتصف العمر من صعوبات في الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم الليلي الجيد، إذ تخلد الأنثى للنوم بصعوبةٍ وتستيقظُ باكراً في الصباح. وكما ذكرنا قد يوقظ التعرق الليلي المرأة وما يتبع ذلك من صعوبة معاودةِ النوم.
5. اضطرابات جنسية: تصبح المرأة أقلَّ اهتماماً بالجنس أو على العكسِ تماماً، فقد تزدادُ رغبةُ المرأة الجنسيةُ بعد الضهي. وعلى الرغم من أن المرأة تفقدُ القدرةَ على الإنجاب بعد الضهي، إلا أن خطرَ الإصابة بالأمراضِ المنتقلة جنسياً يبقى قائماً كالسيلان البني ونقص المناعة المكتسب AIDS/HIV، لذلك يُفضَّل استخدامُ وسائلِ الوقاية الجنسية دائماً والحرصُ على عدم تعدد الشركاء. قد تكون المعالجةُ الدوائيةُ في سنِّ الضهي أو الاكتئاب أو قلة النوم أو المشاكل الزوجية أحد الأسباب الأخرى المساهمة في الاضطرابات الجنسية.
6. تقلبات مزاجية: كأن تصبح المرأة سريعةَ الغضب أو تعاني من الاكتئاب. لم يحدد العلماء بعدُ سببَ تقلباتِ المزاج، لكن من المحتمل أن يسبب التوترُ أو قصة اكتئاب سابقة لدى المرأة أو مجرد الشعورِ بالتعبِ تلك التقلبات.
7. تغيرات بدنية: كتضخمِ الجذعِ وزيادةِ الشحوم في الجسم على حساب الكتلة العضلية أو جفاف الجلدِ ورقتِه مع فقدانه المرونة أو مشاكلَ في الذاكرة أو قساوةً وآلاماً عضلية ومفصلية. ولم يحدد العلماء حتى الآن فيما إذا كانت التغيرات السابقة ناتجةً عن التقدم في العمر أو بسببِ نقص إنتاج الإستروجينات .
8. تغيرات في الثدي: حيث يصبح الثديُ أكثرَ جفافاً وأقلَّ مرونةً كنتيجةٍ رئيسية لنقصِ الإستروجين إذ يفقدُ شكله المدوّر ويأخذ شكلاً رخواً متدلياً، كما تقلُّ كثافته ويصبح أكثرَ عرضةً لظهورِ كتلٍ غير طبيعيةٍ فيه مثل كيسات الثدي، والتي من الممكن أن تكونَ مؤشراً لحالاتٍ أكثرَ خطورةً كسرطان الثدي.
9. هشاشة العظام ومشاكلُ قلبية وعائية: سنتوسع في هذين العرضين في مقالاتٍ قادمة نظراً لأهميتهما .
في النهاية نقول لكل امرأة أنه وبمقدار ما تولين صحتك اهتماماً بقدر ما تكون الأعراض أقلَّ حدةً خلال الضهي وستتمكين من تخطيها بشكل آمن. لذلك، لا تترددي في استشارة الأخصائي في أية مشكلة تعانين منها مهما كانت بسيطة تلافياً لأية مشاكلَ مستقبليةٍ قد تشكل خطراً حقيقياً على صحتك.
المصادر: