البيولوجيا والتطوّر > التقانات الحيوية
تقنية Small Interference RNA تساعد في علاج الجروح بوقت أقل
طور باحثون من كلية ألبرت أينشتاين للطب في جامعة يشيفا Albert Einstein College of Medicine of Yeshiva University علاجاً تجريبياً يُنقِصُ الوقتَ اللازمَ لترميم الجروح إلى النصف مقارنةً بكافة طرق العلاج الأخرى الموجودة حالياً، ونشرت تفاصيل العلاج الذي جُرِّبَ بنجاحٍ في الفئران في مجلة Investigative Dermatology. يعتمد العلاج الجديد على تِقْنية Small Interference RNA التي ترتبط فيها جزيئات RNA صغيرة (بحدود 21-25 نكليوتيد) بمناطقَ مُكملةٍ لها ضمن جزيئات mRNA (الرنا المرسال) ما يُسبِّب تثبيطَ هذه الجزيئات أو تحطُّمَها.
يقول الباحث ديفد شارب وهو دكتور في الفيزيولوجيا والفيزياء الحيوية في كلية أينشتاين: "تعتمد رؤيتنا للعلاج على إمكانية استخدام جزيئاتِ النانو لتسريع ترميم كافة أنواع الجروح والحروق بما فيها الجروحُ اليوميةُ البسيطة، والجروح الجراحية بالإضافة إلى تقرُّحات الجلد المزمنة، وهذه المشكلاتُ جميعُها موجودةٌ لدى كبار السن ومرضى السّكري بالأخص."
اكتشف الدكتور شارب وزملاؤه منذ مُدّةٍ إنزيماً يُسمَّى .{fidgetin-like 2 (FL2)} يعمل هذه الإنزيم -الذي ينتمي إلى عائلة إنزيماتٍ تُسمَّى فيدجيتين- على إبطاء ترميم الخلايا لدى حدوث الجروح، ويؤدي أدوراً متعددةً في نمو الخلية ووظائفها. قام فريق الدكتور ديفد بتثبيط الإنزيم في الأنسجة البشرية واختبار قابليتها لترميم الجروح، فوجدوا أنَّ الخلايا تعمل على الترميم بشكل أسرع ما يفتح المجالَ لطريقةٍ جديدةٍ لتسريع ترميم الجروح، كما استنتجوا أنّ عمليةَ ترميم الخلايا قد تتحفز إذا خُفِّضت كمّيةُ الإنزيم في مكان الإصابة؛ ولذلك طوَّروا دواءً يُوقف نشاطَ المورثةِ المسؤولةِ عن صناعة الإنزيم، وحمَّلوا هذا الدواء في كبسولاتٍ هلامية بحجم النانو وطبقوها على بعض الجروح لدى الفئران، فوجدوا أنَّ جروح الفئران قد ترمَّمت على نحوٍ أسرعَ من الجروح التي لم يستعمل فيها الدواء.
يتكوّن الدواء من جزيئات الرنا الصغيرة (Small RNA) الموجَّهة إلى (FL2). تعمل هذه الجزيئات على تثبيط الرنا المرسال المسؤول عن تصنيع إنزيم FL2 عن طريق الارتباط بالرنا المرسال (messenger RNA) الحامل لشيفرة الإنزيم ومنعها من الترجمة وتصنيع الإنزيم. لكنَّ المشكلةَ كانت تكمن في التوصيل الدوائي؛ إذ إنَّ تطبيقَ الدواء مباشرة على الجرح لم يكن كافياً لامتصاص الخلايا الكميةَ المطلوبةَ من الدواء ما كان يؤدي إلى تحلُّله على نحوٍ سريع، لذا كانت الطريقةُ المثلى هي استخدامُ حامل لتوصيل الدواء إلى داخل الخلايا لكي يتمَّ امتصاصه.
لذلك تعاون فريق الدكتور شارب مع الدكتور جول فريدمان وهو بروفسور في الفيزيولوجيا والأحياء الفيزيائية والطب في الجامعة ومعاونه آدم فريدمان وهو دكتورٌ في أبحاث الجلد في الجامعة على تطوير جزيئاتٍ صغيرة الحجم (حجم النانو) تحمي جزيئاتِ الدواء من التحلُّل وتحمِلُ الدواءَ إلى الأماكن المستهدفة، وبعد ذلك اختُبِرت تلك الجزيئات بتطبيقها على جروحٍ وحروقٍ في الفئران، فاستغرق ترميم الجروحِ والحروقِ بشكلٍ كامل نصفَ الوقت المُستغرَق عادةً في ترميم الجروح دونَ استعمال الدواء.
يقولُ فريق الباحثين إنَّ الترميمَ كان طبيعياً ومُتكاملاً وشمل ترميمَ جذور الشعر وشبكةَ الكولاجين الحامية في الجلد. وعلى المدى القريب، يُخطِّط فريقُ الدكتور شارب لتجريب الدواء في الخنازير التي تملك تقارباً عالياً من حيث التركيب الخَلوي مع الإنسان.
المصادر:
البحث الأصلي: هنا