الطبيعة والعلوم البيئية > عجائب الأحياء

لم تنبض الشعاب المرجانية؟

طرح الباحث الشهير "جين لامارك" ذات مرة سؤالاً عن سبب الحركة النبضية في الشعب المرجانية وبقي هذا السؤال لغزاً لمدة 200 عام. والآن نعيد طرح هذا السؤال مرة ثانية : " لماذا يتميز هذا الصنف بذلك النشاط المكثف ؟ "

بدأ باحثون في "الجامعة العبرية في القدس" وبالتعاون مع أحد المعاهد المتخصصة بكشف طلاسم هذه الظاهرة واستكشاف العملية العضوية الكامنة خلف ظاهرة الشعاب المرجانية النابضة.

قام الباحثون باختبار نوع من المرجان يدعى ((Heteroxenia)) ينتشر هذا المرجان في منطقة "إيلات" ويمتاز بنبضه الفريد, في حين يعتمد المرجان على التيارات البحرية في جلب الغذاء إليه, على عكس بعض الأنواع, كقنديل البحر, الذي يقوم بتلك الحركة بهدف الافتراس والتغذية.

لذلك قام الباحثون بمراقبة تلك الشعاب بشكل متواصل لفهم البيئة أو السبب الكيميائي الكامن وراء تلك الحركة النابضة .

استخدموا جهازا مختصا بقياس تدفق المياه حول الشعاب بواسطة أشعة الليزر فخلصوا إلى النتيجة التالية: إن أحد الأسباب وراء تلك الحركة النبضية هو تغيير الماء المحيط بالشعاب بغية الحصول على المواد المغذية والمفيدة, فكلما تم استنفاذ المواد الموجودة في المياه , يقوم المرجان بالنبض لإبعاد المياه القديمة وجلب مياه جديدة.

وجد الفريق أيضا سببا آخر غير متوقع لتلك الحركة له علاقة بعملية التمثيل الضوئي حيث يعمد المرجان إلى التخلص من الأوكسجين الزائد بهدف المحافظة على معدلات التمثيل الضوئي, إذ تعيش طحالب خضراء في نسج المرجان مما يجعله أحد أقدم الأنواع الموجودة.

وكمحصلة لما سلف, وجد الفريق أن الحركة النابضة تبقي على التوازن الكيميائي في المرجان وتسهم في عملية التنفس عن طريق التمثيل الضوئي .

وهذا حل اللغز المدفون منذ 200 سنة, ومن الممكن أن يسهم هذا الاكتشاف في مجالات الطب والهندسة المستقبلية.

بالرغم من التقدم الذي تدعيه البشرية, لا تزال الطبيعة مليئة بالألغاز التي تنتظر الحل,, انظر حولك!

المصدر:

هنا

عن لامارك:

هنا