الموسيقا > عظماء الموسيقا
يوهان شتراوس الثاني... ملك الفالس
بداياته:
ولد يوهان شتراوس أو كما يلقب جون شتراوس الثاني أو الأصغر في 25 تشرين الأول عام 1825 في فيينا النمسا، كان الولد البكر لوالده المؤلف يوهان شتراوس الأكبر الذي اختفت شهرته تقريباً مقارنةً بولده. جده الأكبر كان هنغارياً يهودياً؛ وهذا جعل النازيين الذين شهروا موسيقى شتراوس بأنها موسيقى ألمانيا يُخفون هذه الحقيقة.
رغب شتراوس الأكبر لولده اتباعَ مسيرة حياةٍ مهنيةٍ مختلفةٍ عن حياته؛ لذلك غدا شتراوس الثاني موظف بنك. وخلال هذه الفترة بدأ بتعلم العزف على الكمان بسريّةٍ مع عازف الكمان الأول لدى أوركسترا والده "فرانز أمون"، وعندما علم والده صبّ كل غضبه عليه وضربه " لإخراج الموسيقى منه"، لكن لم ينجح بذلك. عندما أصبح شتراوس بعمر السابعة عشر، غادر والده المنزل تاركاً عائلته لأجل عشيقته إيميلي ترامبوش، مما أتاح لشتراوس الأصغر اعتناقَ حياة الموسيقيين معيلاً أمَّه وإخوته. درس شتراوس الهارموني مع البروفيسور خواكيم هوفمان الذي كان يمتلك مدرسةَ موسيقى خاصة، لاحظ المؤلف جوزيف دريكسلر مواهبه، وعلمه كيفية التدريب في الهارموني وألف حينها أول عملٍ مقدس Tu qui regis totum orbem 1844
ثم ألفَ فرقةً موسيقيةً في مطعم فييني، وكان ذلك في فترة مراهقته أي عام 1844.
يوهان الموسيقي:
بعد عامٍ على ظهوره، أسّس شتراوس فرقةً موسيقيةً خاصةً به، ثمّ وجد نفسه في مضمار المنافسة مع أبيه. في هده المرحلة وجد نفسه شغوفاً بالكتابة والتأليف الموسيقي، مبتدئاً بالرقصات الرباعية والمازوركات والبولكا والفالس والتي كانت تُؤَدّى من قِبَل أوركسترته الخاصة. وبعد فترةٍ ليست بالبعيدة بدأ بتلقي المديح على عمله، فتمّ تكريمه بالجائزة الفخرية لمنصب قائد الفرقة في الحفل الثاني لفوج المواطنين الفييناوين عام 1845، وكان والده قد استلم الجائزةَ ذاتَها في الحفل الأول.
في عام 1847، بدأ شتراوس التأليفَ لكورال فيينا للرجال، كما توفي والده بعد عامين من ذلك مما ترك له قيادة أوركسترا أبيه أيضاً، وقد حقّق من خلالها نجاحاً منقطع النظير. في عام 1853، أصاب شتراوس المرض، فأخذَ أخوه جوزيف على عاتقه مهمة إدارة الأوركسترا لمدة ستة أشهر ليتعافى بها شتراوس ويعاود نشاطه التأليفي والموسيقي بطريقةٍ أقوى من السابق جالباً الانتباه إلى عمله من قِبَل ألمع الأسماء كفيردي وبراهمس وفاغنر.
حملت ستينيات القرن التاسع عشر العديد من اللحظات الناجحة للمؤلف، حيث تزوج من المغنية هينريت تريفز عام 1862 وقام بجولة حول روسيا وانكلترا مُوَسّعاً شعبيته، لكن رغم هذه الشعبية توقف شتراوس عن قيادة الأوركسترا نهائياً مستثنياً ارتباطاته في نيويورك وبوسطن عام 1872، ليتجه نحو التأليف الموسيقي حيث أعطى قيادة الأوركسترا لأخويه جوزيف وإدوارد .
صبَّ شتراوس كل تركيزه على الفالس والأوبريت الفيينية وأصبح ملك الأولى، وكان من أشهر أوبريتاته إيندينغو الأربعين حرامي عام 1871 والخفاش عام 1874.
لكنّ ما ألّفه من الفالس هو الذي أخِذ واستمر بشدة. كان عام 1867هو العام الذي عرّف شتراوس للجمهور المستمعين من خلال الفالس المشهورة الدانوب الأزرق والتي امتدّ أثرها 150عاماً.
من أشهر الفالسات الذي ألفها كان Morning Papers; 1864،Tales from the Vienna Woods 1868 وWine، Women and Song; 1869
سنواته الأخيرة :
في قمة نجاحاته وبداية شهرته العالمية، فُجِعَ شتراوس بأمه وأخيه في نفس الوقت تقريباً عام 1870، ثم توفيت زوجته على أثَر ذبحةٍ قلبية عام 1878. تابع بعد ذلك شتراوس مسيرته الإبداعية حتى أيامه الأخيرة وتزوج مرتين بعد وفاة زوجته.
كان يعمل على باليه سندريلا عندما أصابه مرض تنفسي تحوّلَ إلى ذات رئة مسببةً وفاته في 3 حزيران 1899 في فيينا.
البعض من أعماله:
المصادر: